650 ميجاوات إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة في سلطنة عُمان
وهج الخليج – العمانية
يبدو عصيًّا على الاستيعاب أن هذه المساحة الشاسعة التي يجول فيها قرابة ألفي روبوت آلي لتنظيف مليون وخمسمائة لوح شمسي ثنائي الوجه كانت مقفرة قبل أقل من ثلاث سنوات، إلا أن عزيمة البناء ويد التنمية التي تعمّر أرجاء سلطنة عُمان تُحيل المستحيل إلى واقع.
تقوم محطة عبري للطاقة الشمسية على مساحة 13 مليون متر مربع وتم افتتاحها بداية هذا العام بسعة إنتاجية تقدر بـ 500 ميجاوات تكفي لتغطية 50 ألف منزل وتسهم في انخفاض 340 ألف طن من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون سنويًّا.
وتهدف سلطنة عُمان من هذا التوجه في التحول لاستخدام الطاقة المتجددة إلى تعزيز أمن الطاقة لمستقبل مستدام وتحقيق التوازن بين متطلبات التنمية المستدامة والاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية لنمو الاقتصاد الوطني وتقليل آثار التغير المناخي، حيث بلغ الإنتاج اليومي من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة هذا العام نحو 650 ميجاوات مع السعي للوصول إلى إنتاج 3 آلاف و350 ميجاوات بحلول عام 2027.
وتعمل سلطنة عُمان وفق خطة طموحة لتعزيز التوجه نحو مصادر الطاقة المتجددة من خلال العديد من المشاريع المتنوعة التي تترجم أولوية البيئة والموارد الطبيعية في رؤية عُمان 2040 عبر توجّه استراتيجي يقوم على إيجاد نظم إيكولوجية فاعلة ومتزنة ومرنة لحماية البيئة واستدامة مواردها الطبيعية دعمًا للاقتصاد الوطني.
ويتحقق هذا التحول من خلال رفع نسبة استهلاك الطاقة المتجددة والتقليل من الاعتماد على الغاز الطبيعي في إنتاج الكهرباء واستغلاله في مجالات أخرى كالصناعة وكذلك رفع نسبة استهلاك الطاقة المتجددة من إجمالي استهلاك الطاقة في الشبكة الرئيسة بمقدار 20 بالمائة بحلول عام 2030م، إلى جانب تعزيز مؤشر الأداء البيئي ليكون ضمن أفضل 40 دولة حول العالم.
وبدأت سلطنة عُمان في تشغيل أول مشروع للطاقة المتجددة “لمحطة ظفار لطاقة الرياح” بمحافظة ظفار في عام 2019م بسعة إنتاجية تقدر بـ 50 ميجاوات تكفي لتغطية 16 ألف منزل وتسهم في خفض 116 ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًّا.
وفي عام 2020م جرى افتتاح مشروع “محطة أمين للطاقة الشمسية” بسعة إنتاجية تقدر بـ 100 ميجاوات تكفي لتغطية 15 ألف منزل وتسهم في خفض 225 ألف طن من انبعاثات ثاني أكسد الكربون سنويًّا.
ومن أهم المشروعات المخطط لإقامتها في قطاع الطاقة المتجددة مشروع محطتي “منح 1و2” للطاقة الشمسية بسعة إنتاجية تقدر بـ 1000 ميجاوات للمحطتين ما يسهم في خفض680 ألف طن من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون سنويًّا، ومن المتوقع البدء بالتشغيل التجاري لهما نهاية 2024، بالإضافة إلى مشروع للطاقة الشمسية المركزة مع تخزين حراري بالقرب من المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم وإنشاء مزرعة رياح تبلغ قدرتها الإنتاجية نحو 100 ميغاواط في ولاية جعلان بني بو علي في محافظة جنوب الشرقية، وإقامة ما لا يقل عن مشروعين لطاقة الرياح بسعات تتراوح بين 160-200 ميجاوات في ولاية الدقم بمحافظة الوسطى.
وفي محافظة ظفار، توجد خطط لإنشاء مشروع تطوير مزرعة لطاقة الرياح “ظفار 2” بقدرة إنتاجية بنحو 100 ميجاوات، بجانب مشروع “محطة ظفار لطاقة الرياح”.
وكانت سلطنة عُمان قد دشّنت أول سوق فوري للطاقة بالشرق الأوسط في يناير الماضي، في خطوة تهدف إلى تحرير سوق الكهرباء وجذب مزيد من الاستثمارات في الطاقة المتجددة.