المقالات

لماذا لا تتوقف “مناطحة الثيران”؟

بقلم: ياسر الشبيبي

قبل حوالي ثلاث سنوات؛ جرى حوار تلفزيوني شائق مع الشيخ أحمد بن سعود السيابي؛ تحدث فيه عن الاستعمار البرتغالي لأجزاء من سواحل عُمان؛ ووصفه بأنه كان عنيفًا عاث في الأرض فسادًا ودمارًا بهدف تحقيق مكاسب تجارية تتمثل بالسيطرة على الطرق والموانئ البحرية؛ ودينية تتمثل في نشر المسيحية بالإكراه.

كان في ذلك الحوار شيئًا من الطرفة والفكاهة التي استوقفتني قليلًا ولكنها في ذات الوقت أثارت تساؤولات كثيرة أحزنتني مجرد التفكير فيها؛ حينما قال الشيخ بأن الاستعمار البرتغالي لم يجلب لنا إلا مناطحة الثيران.

أولى تلك التساؤلات حول استمرار إقامة ميادين مناطحة الثيران في بلد عربي مسلم كسلطنة عمان؛ رغم تحريمها من سماحة مفتى عام السلطنة لما فيها من ضرر واضح لا يخف على عاقل مؤمن يخاف الله ويخشى عقوبته.

تساؤلي الثاني كان حول المتعة التي يجنيها منظمو تلك المسابقات “المقيتة” والجماهير التي تشاركهم الأثم والمعصية بحضور ومشاهدة تلك المناظر المحزنة لحيوانات تم تدريبها وإهدار آلاف الريالات على إطعامها؛ ومن ثم مشاهدتها وهي تموت متألمة ملطخة بالدماء.

تساؤل ثالث حول السبب الذي يحول دون إيقاف تلك المسابقات بشكل رسمي وإلحاق العقوبة بكل من يمارسها أو يشجعها أو يحضر فعالياتها؛ فليس من المقبول أن نكون في مجتمع مسلم يأمرنا ديننا الحنيف بالرفق بالحيوان في حين يضرب البعض بتلك “التعاليم الإسلامية” عرض الحائط في ضل صمت مجتمعي بطعم القبول والرضا.

وقد يعارض البعض ما جاء في هذه المقالة المتواضعة؛ على اعتبار أن تلك المسابقات تمثل مصدرًا لدخل كثير من الأسر؛ ولكنها حجج واهية لا تستند على منطق؛ وعلى الجهات المعنية أن تتخذ خطوات صارمة وقوية يصاحبها “هبة مجتمعية” رافضة لإقامة ميادين مناطحة الثيران؛ ويقابلها بالتوازي توعية ومناصحة مستمرة نقوم بها جميعًا دون استثناء.

حفظ الله عمان، أرضًا وشعبًا وقائدًا؛ ودمتم سالمين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى