تعتمد على الأصوات وفريقها مكوّن من 5 لاعبين.. كرة القدم للمكفوفين تعاني من نقص الدعم المادي واللوجستي
الذهلي: صعدنا إلى التصنيف ال 32 دوليا متقدمين على منتخبات تسبقنا بأكثر من ١٠ سنوات
حوار: مهرة خالد الرئيسية
بات الظلام نوراً يهدي كل طموح بالحياة وشغوف، ليست الحياة سوى أداة نخرج منها سبل النجاة والإنجاز، خطوات اليوم هي رسم لواقع الغد كرة القدم للمكفوفين، شراكة رياضية من وحي المكفوف، يشاركنا تفاصيلها أسعد بن سيف الذهلي، المدرب الوطني لـمنتخب كرة القدم للمكفوفين والذي حاورناه للتعرف على طبيعة هذه الرياضة وأهميتها وبدايات ظهورها في السلطنة وصولا إلى الصعوبات والتحديات التي تواجه المنتخب الوطني للمكفوفين؛ فكان الحوار التالي:
ما هيتها؟
سؤالنا الأول كان حول ماهية هذه الرياضة؛ والتي يعرفها الذهلي بقوله: “كرة القدم للمكفوفين تتبع اللجنة البارالمبية العمانية ممثلة بـوزارة الرياضة والثقافة والشباب، وهي رياضة مكيفة ومعدلة لما يتناسب مع فئة ذوي الإعاقة البصرية وضعاف البصر، يعتد نظام اللعبة على الأصوات وحاسة السمع، يتكون فريق كرة القدم للمكفوفين من خمسة لاعبين، أربعة منهم مكفوفين وحارس مبصر، يبلغ طول الملعب 40 متر وعرضه 20، ومن أهم مرافق الملعب هو الحاجز الجانبي على طول الملعب وبارتفاع يصل الى 120 سم حيث يمنع خروج اللاعب أو الكرة خارج أرضية اللعب.
بداياتها؟
يقول الذهلي: أن السلطنة كانت سبّاقة في احتضان كرة القدم للمكفوفين، بتعاون بين اللجنة البارالمبية العمانية وشركة “انهانس عمان”، حيث بدأت ملامح هذه الرياضة تظهر فعلياً في عام 2018م ولمسنا التطور بعد أربع سنوات في كافة الجوانب الفنية والبدنية والاجتماعية والإنسانية
شعبيتها؟
ويضيف مدرب المنتخب الوطني للمكفوفين أن هذه الرياضة أصبحت مؤخراً ذات شعبية أعلى مقارنة بالرياضات الأخرى المرتبطة بذوي الإعاقة وذلك لحداثة اللعبة في السلطنة ووجود طابع التميز في نظامها والإثارة لمشاهديها وممارسيها الا أن الجمهور قليل بسبب عدم استمرارية الفعاليات كالبطولات والمسابقات.
إنجازاتها؟
وأشار الذهلي في حواره إلى أن منتخب كرة القدم للمكفوفين حقق فوزين على المنتخب الهندي قبل التوقف الحالي الذي استمر أكثر من ستة أشهر وصعد بالتصنيف الدولي الى التصنيف ال٣٢ عالمياً متقدماً على منتخبات تمارس هذه الرياضة منذ أكثر من ١٠ سنوات.
أما بالنسبة للجانب الاجتماعي فـ الوصول لـ أكبر عدد من الممارسين كان أحد الاهداف الرئيسية، ووصل عدد ممارسيها أكثر من ٥٠ لاعب كفيف وضعيف بصر والعدد قابل للزيادة في السنوات القليلة القادمة. وعلى المستوى الشخصي، فخور جداً لكوني أول مدرب في المنتخب يحقق أول فوز في أول مباراة دولية، وأسعى دائما لتطوير كل ما يتعلق في الجانب الرياضي لذوي الإعاقة البصرية.
وفي ذات السياق قال اللاعب عماد الحجي أن: من ضمن المشاركات التي كنت جزء منها إقامة معسكر خارجي في المغرب في عام 2018 وتم إقامة مباريات ودية بين المنتخب الوطني والمنتخب المغربي، هذه التجربة فريدة من نوعها وكانت إضافة مثرية ومفيدة للمنتخب الوطني. بالإضافة إلى مشاركة المنتخب الوطني في بطولة آسيا في 2019 في تايلاند حيث كان المنتخب الوطني هو المنتخب العربي الوحيد في تلك البطولة.
تحدياتها؟
يعتقد الذهلي أن البيئة الخليجية والعربية بشكل عام ليست محفزة للمضي قدما بهذه الرياضة، باستثناء المنتخب المغربي الذي يعد من أفضل المنتخبات في العالم في كرة القدم للمكفوفين، والدليل على ذلك هو عدم تأسيس الدول الخليجية والعربية لمنتخبات كرة القدم للمكفوفين، ولهذا يسعى المنتخب الوطني العماني لكرة القدم للمكفوفين خلال السنوات القليلة القادمة لنقل تجربه إلى نشر ثقافة هذه الرياضة خليجياً وعربياً.
ويسلط المدرب أسعد الذهلي الضوء على أبرز معوقات كرة القدم للمكفوفين ومن أهمها الوقت الحالي: نقص الدعم المالي واللوجستي لعودة اللاعبين للتمارين والاستعداد للبطولة القادمة نهاية العام الجاري، الاهتمام بهذه الفئة واجب وحق مشروع لهم، والدمج المجتمعي في الجانب الرياضي هو من أهم أهداف الحكومة حالياً، والمدربين والاداريين واللاعبين يسعون دائماً للرقي بهذه الرياضة؛ ولكن الداعم الأول والأخير هو وزارة الرياضة والثقافة والشباب، ويضيف الذهلي: أن السلطنة وضعت حجر الأساس ولكن لا يوجد تعاون من الجهات للدعم الأمر الذي يعرقل من الوصول الى الهدف المرجو”.
ويذكر اللاعب عماد الحجي أن: من أصعب التحديات التي واجهتنا في البداية هي وضع الغطاء على العينين ولكن أصبح أمر معتاد عليه مع الوقت، والحاجة الى التركيز على تهيئة الملاعب بشكل أكبر، وأيضاً حاجة اللعب الى حس عالي والبعد عن الضوضاء، الأمر الذي نفقده أحياناً ولكن مؤخرا تم التعامل مع بعض التحديات بإيجابية مثل العمل على إنشاء مرافق مخصصة لـ كرة القدم للمكفوفين.
إنجازات خلّفها السعي، وعزيمة تبني طريق وتسلك من الصعبِ طريقاً للنجاح، مجتمعنا جعل من يده ضوء لأفراده، ولكن يدٌ واحدة لا تصفق!