تناقض مشاعر
وهج الخليج- عبدالله بن حمدان الفارسي
جفاف محبرتي لم يأتِ من عدم أيتها الكامنة ما بيني وبيني، ولا اضمحلال أشواقِ إلا من ضجة وجع ، لا أعرف كيف تتنفسين آهات العذاب، وتستبيحين ذبح الذات على أبواب المعابد؟! أي جرأة أباحت لك رسم المعاناة على أوراقي البريئة؟! أكاد أجهل نفسي حين تعزفين على أوتار الرفض، سئمت مواعيد الانتظار، ونظري لا يشيح عن الطريق، مؤلمٌ حين يكون البحث في العدم، وحين تبحر في فضاءات الخيال عن فرح فارق الحياة، لتجد حلمك ما زال تحت قدميك، من أنتِ؟ فقد تجاوزتِ نقاط الحدود بلا استئذان، اقتحمتِ الأمكنة بصمت صاخب، لا أحد سواي يئِنُ من صداه، عفويتك الهادئة من أثارت وهيجت عواصفا كانت خامدة، كيف لهذا الهدوء أن يكون زلزالا؟ دعوتك مرارا وتكرارا لطاولة التفاوض، وأبت لاءات الرفض منكِ أن تنحني، جفاف مشاعري آتٍ من تخلفٍ أنتِ مصدره، وبريق قلبي أنتِ من أطفأ شمعته، أيتها السارية في دمي لا تكظمي مشاعرك، فقد آن لآخر الأحلام أن تُولد، لا تجهضي الوداد بالتردد، فإن دقات قلبك تستنجد من حياءك الخادش للعاطفة، بعد تصحّر أوراقي، لم يبقَ ما أروي به أسطرها، فلم يبقَ سوى رمادٌ متناثرٌ من عاطفة كانت في يومٍ ما وهَّاجة، ولم يبقَ في المحبرةِ ما يكفي للأحرف بأن تكون كلمات.