ضعف التفاعل مع المتغيرات الادارية
الضبط والربط ليس حِكراً على التقليد العسكري، لأنه نظام حياة، وحياة المسلم كلها قائمة على الضبط والربط، فالصلاة والحج والصوم والصدقات، وطاعة ولي الأمر والوالدين، و العلاقات الانسانية، وأداء الأمانة، ومن ذلك تخليص وتسهيل المراجعين، ومقابلة الناس وعدم الاحتجاب عنهم. منهج حياة حقيقي لإزدهار الأمم.
هذا قبل…
أما بعد…
من المفارقات العجيبة الغريبة، أننا نسمع ونرى لوائح وقرارات رسمية ومن أعلى مستوى، مُهمة جداً، لتطوير وتحسين جودة العمل وتسهيل وتخليص المراجعين في أسرع وقت.!!
يعقب هذه التوجيهات والقرارات الكبيرة تصريحات رؤساء الوحدات وما دونهم من كبار المسؤولين بتفاعلهم مع قرارات المستوى الأعلى وضرورة تطبيقها على كل المستويات.!!
فيفرح كل غيور حينها بهذه القرارات والتصريحات، ويذهب من الغد مُسرعا فرحا ليشارك فرحته أخيه الموظف، ولكن يقال والله أعلم، انه قد يتعرض لصدمات وانكسارات عاطفية وفكرية، فالقرارات والتصريحات حبر على ورق، عند بعض البشر، فالبيروقراطية في أشدها، والمعاملات لا تزال تأخذ وقت طويل وطويل، إلا بالمعرفة،! فبعض المسؤولين أبوابهم مغلقة، وبعضهم يداوم ويتعامل مع المراجع والموظف حسب المزاج.
هنا يكمن الخطر ، اذا لم يستشعر المواطن تجاوب وتفاعل جميع أعضاء المنظومة الإدارية مع القرارات الرسمية، فلا شك أن هناك أمر جلل، يجب علاجه بالحزم والعزم والقانون، فمن أمن العقاب أساء الأدب…
بل والأخطر عندما يتساوى الموظف الأمين المجتهد المتجاوب مع القرارات العليا، مع الذي أضاع الأمانة.
الحل..
١. تخصيص حساب في وسائل التواصل الإجتماعي لإستقبال الشكاوي والتظلمات في أمانة مجلس الوزراء، وحساب لكل وحدة حكومية أيضا.
٢. مراقبة أداء الموظف من خلال نظام المراسلات، بعد تحديد مدة معينة لتخليص المعاملات.
٣. تفعيل سياسة الباب المفتوح، لمدراء العموم ومن دونهم.
٤. على رؤساء الوحدات تخصيص يوم للمقابلات.
٥. تطبيق نظرية ” الإدارة بالتجوال” لكل المسؤولين، من رئيس الوحدة وما دون.
أخيرا ً…
سُئِلَ الرسول صلى الله عليه وسلم عن الساعة قال: ” إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، فقال: وكيف إضاعتها؟ قال: ‘إذا وسٌدّ الأمر لغير أهله فانتظر الساعة “.
وقال صلى الله عليه وسلم : ” لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له “.
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يحفظ بلادنا من الذين يضيعون الأمانة، ونعوذ بالله من شر الخيانة.
اللهم احفظ سلطان البلاد وسدد على الخير خطاه، وارزقه البطانة الصالحة.
ابوخالد