الأول من نوعه.. المستشفى السلطاني ينفذ مشروعًا لإعادة تدوير نفايات الرصاص
وهج الخليج – مسقط
يُنفذ المستشفى السُّلطاني بالتعاون مع الشركة العربية للرصاص مشروعًا لإعادة تدوير نفايات الرصاص لصناعة مواد حماية مُكلفة جدًا، وهو الأول من نوعه في سلطنة عُمان وعلى الصعيد الإقليمي، ومن المتوقع أن يفتح الباب لتجارب ناجحة مشابهة في المستقبل القريب، وربما لأجهزة أكثر تعقيدًا.
وقالت الدكتورة خالصة بنت زهران النبهانية، رئيسة قسم الطب النووي ومركز التصوير الجزئي بالمستشفى السُّلطاني إنّ قسم الطب النووي في المستشفى السلطاني يستخدم كميات متنوعة من المواد المشعة أسبوعيًّا للاستخدامات الطبية بغرض تشخيص الأمراض أو علاجها.
وأضافت أنّه يتم حفظ المواد المشعة في حاويات مصنوعة من الرصاص لحماية العاملين في قسم الطب النووي والمراجعين من التعرض للإشعاع وبعد استخدام المواد المشعة، تتحول حاويات الرصاص إلى نفايات غير مشعة.
وذكرت أنّه خلال السنوات الماضية تراكمت كميات كبيرة من هذه النفايات في مخازن القسم مما حدا بالفريق المختص التفكير في كيفية التخلص منها بطريقة صائبة مع الاستفادة منها.
وأشارت إلى أنّ الفريق المختصّ في القسم قدم فكرة إعادة تدوير هذه النفايات واستغلالها وتحويلها إلى شكل آخر من الرصاص يهدف لتصنيع مواد الحماية من الإشعاع لاستخدامها في قسم الطب النووي، بالتعاون مع الشركة العربية للرصاص. وأفادت بأنّ العمل في المشروع بدأ بوضع خطة عمل واضحة بين الفريق وممثلين من الشركة العربية للرصاص. ووقعت اتفاقية التعاون بين المستشفى والشركة في شهر يونيو من العام الماضي.
ولفتت إلى أنّ فريق الطب النووي قام بحصر ما يُقارب 10 آلاف كيلوجرام من مخلفات حاويات الرصاص المتراكمة منذ عام 2012 وحتى عام 2020 في مخزن المواد المشعة بقسم الطب النووي وتم قياس مستويات الإشعاع من قبل الفيزيائي الطبي للتأكد من خلوها من الاشعاع.
وأضافت أنه تم توفير أجهزة قياس نسبة الإشعاع الشخصي للفريق الذي يتعامل مع هذه المخلفات كما تم جرد حاويات الرصاص على حسب نوعها ووزنها من قبل نفس الفريق وفي هذا الجانب دُرِب فريق الشركة العربية للرصاص من قبل فريق قسم الطب النووي على كيفية التعامل الآمن مع هذه المخلفات وبالأخص المولدات النووية وكيفية تفكيكها وفصل مصدر الإشعاع عنها ومن ثم تخزينه بطريقة آمنة وتسليمه لقسم الطب النووي.
وذكرت أنّ الخطورة الأخيرة تمثلت في نقل حاويات الرصاص للشركة العربية للرصاص بهدف إعادة تدويرها وتصنيع أجهزة الحماية من الإشعاع بمواصفات ومقاييس عالمية لاستخدامها من قبل موظفي قسم الطب النووي.
ووضحت الدكتورة خالصة بنت زهران النبهانية، رئيسة قسم الطب النووي ومركز التصوير الجزئي بالمستشفى السُّلطاني أنّ الشركة قامت بتسليم جهازي الحماية من الإشعاع المتنقل كدفعة أولى من المواد المصنعة للقسم في أبريل 2022 موضحةً أنّ تكلفة الجهاز المتنقل الواحد تبلغ ما يُقارب ثلاثة عشر ألف ريال عماني، ويُعدُّ ضروريًّا لحماية العاملين من امتصاص جرعة إشعاع عالية عند علاج المرضى بالمواد المشعة.