جهاز الاستثمار العماني يعلن استثماره في شركة ‘كروسو’ الأمريكية لتقنيات الطاقة
وهج الخليج- مسقط
أعلن جهاز الاستثمار العماني استثماره في شركة “كروسو” الأمريكية لتقنيات الطاقة، ما يعطي سلطنة عمان موقع الريادة في المنطقة للوصول إلى هذه التقنية المتقدمة بما يخدم قطاعات النفط والغاز، وتوليد الطاقة، وتقنية المعلومات والاتصالات.
ياتي ذلك استمرارًا في تنويع استثمارات الجهاز الدولية جغرافيًا وقطاعيًا، وبما يعود بالنفع على سلطنة عمان، من حيث عائدات الاستثمار، وجلب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ونقل التقنيات الحديثة والمتقدمة عالميًا للاستفادة منها محليًا.
كما يأتي هذا الاستثمار تجسيدًا لسعي جهاز الاستثمار العماني إلى توطين التقنيات الحديثة في القطاعات الواعدة اقتصاديًا، حيث يستهدف توسيع عمليات هذه الشركة في منطقة الشرق الأوسط التي تُعدّ من أكثر المناطق المنتجة للنفط والغاز في العالم، وتعزيز ربحيتها في سوق جديد وواعد، إلى جانب تحقيق أغراض بيئية عن طريق خفض التلوث الناتج عن انبعاثات الشعلة في حقوق النفط والغاز، خصوصًا وأن سلطنة عمان ضمن الدول العشر الأولى في انبعاثات الشعلة حول العالم حسب تقرير تعقب انبعاثات الشعلة العالمي الذي أصدره البنك الدولي في عام 2020م.
وتستهدف التقنية الحديثة التي تعمل عليها شركة كروسو الأمريكية بشكل خاص شركات وحقول النفط والغاز، حيث تقوم الشركة بإنتاج الطاقة عبر استهلاك الغازات المنبعثة من الشعلة التي تؤثر على الاحتباس الحراري ما يقلل من انبعاثات الغازات بما يتكافأ مع خفض ثاني أكسيد الكربون في الجو بنسبة 63 بالمائة ويشمل ذلك خفض غاز الميثانين بنسبة 98 بالمائة وذلك عائد إلى كفاءة مولدات كروسو التي يبلغ معدل كفاءتها 99.9 بالمائة بالمقارنة بمولدات الشعلة التي تأتي بكفاءة 93 بالمائة .
وتتلخص طريقة عمل هذه التقنية في إدخال انبعاثات الشعلة في عملية معالجة صديقة للبيئة وبأقل كلفة ممكنة تنتج عنها طاقة كهربائية كافية لتشغيل مراكز البيانات للحوسبة السحابية عالية الأداء لتطبيقات مثل الاستخلاص الجرافيكي، وأبحاث الذكاء الاصطناعي، وتعلم الآلة، وعلم الأحياء الحسابي، واستكشاف الأدوية العلاجية، والمحاكاة، وغيرها من التطبيقات، خصوصًا في مواقع النفط والغاز البعيدة عن شبكات الكهرباء الرئيسة.
وعبر إسماعيل بن إبراهيم الحارثي مدير أول الاستثمارات التقنية في جهاز الاستثمار العماني بالندب أن الجهاز يحتل موقع الريادة في جلب هذه التقنية إلى المنطقة التي تضم بعضًا من أكبر منتجي النفط والغاز في العالم، حيث يسعى إلى استفادة المنطقة ككل خصوصًا الشركات العاملة في قطاع الطاقة التي ستحصل على عوائد مالية من شركة “كروسو”؛ لتتمكن من استخدام الغازات المنبعثة من الشعلة بتقنيتها الحديثة.
من جهته أوضح تشيس لوكميلر، الرئيس التنفيذي لشركة “كروسو للطاقة” وأحد مؤسسيها أن مشكلة انبعاثات الشعلة هي مشكلة ذات تأثير عالمي؛ لذا تسعد الشركة بتوسّع تقنية تخفيف هذه الانبعاثات في الشرق الأوسط للإسهام في معالجة التحديات المستمرة فيما يخص هذا النوع من الانبعاثات، إلى جانب تمكين جيل جديد من التقنيات الرقمية في المنطقة مشيرًا إلى أن الشركة تجد في جهاز الاستثمار العماني شريكًا ذا نظرة بعيدة المدى فيما يخص معالجة المشكلات الكبرى، وتتطلع بشكل كبير إلى تعزيز هذه الشراكة.
يُذكر أن جهاز الاستثمار العماني قام بتوقيع مذكرة تفاهم مع شركة كروسو الأمريكية في افتتاح حلقة عمل عن استكشاف آفاق توطين هذه التقنية في السلطنة، حيث حضرها ممثلون من الجهاز، ومن الشركة الأمريكية، ومسؤولون حكوميون، ومسؤولو شركات القطاعات المرتبطة بهذه التقنية.