عضو في ” الشورى” يلقي بيانًا عاجلاً حول ارتفاع أعداد الاستقالات بين المعلمين
وهج الخليج- مسقط
قدم سعادة حسن بن سعيد بن علي كشوب عضو مجلس الشورى ممثل ولايـة صلالة خلال الجلسة الاعتيادية الرابعة عشرة بيان عاجل حول ارتفاع أعداد الاستقالات بين المعلمين في الآونة الأخيرة.
جاء نص البيان كالآتي:
“كما تعلمون ترد إلينا يوميًا عدد كبير من هموم ومشكلات تتعلق بقطاع التعليم المدرسي في البلاد، وآخرها زيادة الإستقالات بين أوساط المعلمين وهو أمر مؤسف لنا جميعًا، وخسارة للميدان التربوي الذي يفقد كفاءات عالية لها دور كبير في دعم وتطوير التعليم المدرسي ورفع مستوى تحصيل أبنائنا.
أصحاب السعادة:
هناك جملة من الأسباب ساهمت في ترك المعلمين مهنة التدريس أبرزها:
– تأخر الترقيات والحوافز المالية للمعلمين الذين انتظروا سنوات طويلة دون ترقية على أمل أن تصل إليهم ترقياتهم، وقد ظلت رواتبهم كما هي لسنوات طويلة رغم غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار، فقد توقفت ترقياتهم منذ عام 2012م، ومن الموظفين من أكمل 10 سنوات وأكثر دون ترقية إضافة إلى عدم العدالة في موضوع الترقيات ماقبل 2010م فقد كانت ترقية بعض الموظفين في المؤسسات الحكومية الأخرى كل أربعة سنوات، وفي المقابل يتم ترقية المعلمين كل خمس أو ست سنوات، وعدم معالجة أوضاع المعلمين دفعة 1991م و1992م حيث لم يتم ترقيتهم لأكثر من ثمان سنوات، هناك من تم إحالتهم إلى التقاعد بعد أن أكملوا (30) سنة لم يتم ترقيتهم.
– زيادة الأعباء الوظيفية على المعلم؛ حيث تقع على عاتقه سير العملية التعليمية منــذ دخوله المدرسة إلــى نهاية اليوم فطبيعة عملـــــه يتطلب منـــــه التحضير اليومي والإعداد اليومي
للدروس، وتدعيم العملية التعليمية بوسائل وطرق التدريس المتنوعة، مع إيجاد سبل متنوعة للتحفيز والدافعية للتعلم مرورًا بالتنويع في أساليب التقويم بأنواعها المختلفة المبدئية والمرحلية والختامية، وإعداد الإختبارت القصيرة والنهائية وتصحيحها ومراجعتها ورصدها ناهيك عن تنقيح الكتب المدرسية وتقويمها والوقوف على نقاط القوة والضعف فيها، بالإضافة إلى المشاركة في برنامج الإنماء المهني لنفسه ولزملائه، كذلك المساعدة في إدارة وحفظ النظام في جميع أرجاء المدرسة، والإشراف على الأنشطة الصفية في المدرسة وفي المناشط والفعاليات التربوية خارج المدرسة، بالإضافة إلى معاناة ارتفاع نصاب الحصص المعلم الدراسية التي لا تنتهي.
– تصنف الكثير من الدراسات مهنة التعليم على أنها أكثر المهن الباعثة على الضغوط الجسدية والنفسية، وإن المعلمين هم أكثر الأفراد تعرض للضغط من غيرهم من الأفراد العاملين في المهن الأخرى فتعدد المسؤوليات وتراكم الأعمال على المعلم و يعانون من التعب والإرهاق الجسدي والضغوط النفسية وغموض الدور أحيانا ونظرة المجتمع للمعلم ناهيك عن ضغوط الحياة المختلفة التي تنقص من جودة عمل المعلم وتسبب له الكثير من الضغوط والتي بدورها تؤثر بشكل كبير على حياة المعلم العلمية والعملية مما قد يصيب المعلم بالإحباط والفتور ويتعكس سلبًا على حياته اليومية.
– والمعلوم لدى الجميع أن تحفيز الطلبة من أهم المرتكزات في العملية التعليمية التي تقود إلى الإبداع والتفوق وترتقي بالدافعية وقد أصبح المعلم وبالأخص معلمات الحلقة الأولى والحلقة الثانية يتحملون مسؤولية تحفيز الطلبة معنويًا وماديًا أيضًا من خلال توفير الجوائز العينية وشهادات الشكر والتقدير محبة لطلبتهم، وكان من الواجب أن تعمل الوزارة على تعزيز ثقافة التحفيز وإيجاد مرونة مالية أكبر لمدراء المدارس ومؤسسات التعليم.
– صعوبة النقل الخارجي للمعلمين والمعلمات بين المحافظات المختلفة، وكذلك النقل الداخلي الذي يتم على مستوى كل محافظة، فهناك عدد كبير من المعلمات لم تتح لهن فرصة النقل إلى محافظات سكناهن، أو تقريبهن إلى محافظات أخرى قريبة بعد عملهن لأكثر من 4 سنوات خارج محافظاتهن رغم مطالباتهن المتكررة، و بهدف تحقيق العدالة والشفافية في هذه العملية وتنظيمها يجب أن يكون هناك نظام إلكتروني لإنتقال المعلمين بسلاسة بين المحافظات وداخلها.
– تأخر صدور قانون العمل مما أدى إلى عدم حل الكثير من المشاكل الإدارية والتنظيمية في العملية التعليمية.
أصحاب السعادة الأعضاء:
كما أنتهز هذه الفرصة السانحة لإبلاغكم الإعلانات الأخيرة لوظيفة أخصائي اجتماعي استثنيت منها محافظة ظفار رغم أن الأخصائي الإجتماعي هو أحد أهم العناصر الأساسية التي يرتكز عليها النظام التعليمي في مجال الخدمة المدرسية، وحاجة مدارس المحافظة للأخصائيين الإجتماعيين، دون وجود مبررات واضحة من قبل الوزارة، ولذا يجب الأخذ بعين الإعتبار بأن محافظة ظفار من المحافظات الكبيرة التي لا يجب تجاهلها.
عليه من خلال هذا المجلس وبهذا البيان ، إيمانًا منا بالدور العظيم الذي يقوم به المعلم في إنجاح العملية التعليمية، ونظرا لصعوبة التعويض بالبديل المناسب، والأخذ بالحسبان أن كثرة الإستقالات تعكس صورة سلبية على المخرجات التعليمية؛ وجب علينا الوقوف على ظاهرة الإستقالات بين المعلمين، ودراسة أبعادها للتعرف على الأسباب التي دفعت المعلم لتقديمها، ومعرفة موقف العاملين في سلك التدريس من المهنة التي ينتمون إليها، وتوضيح مسألة عدم رضاهم عن أوضاعهم، كما ينبغي البحث عن حلول جذرية لها، ومعالجة المشاكل الوظيفية للعاملين في الميدان التربوي كافة، وتوفير نظام حوافز مادية ومعنوية مناسبة لتشجيعهم في هذا المجال الصعب، ووضع خطة تعليمية طموحة توجه بوصلة اهتمامها نحو المعلم.”