بعد انقطاع دام عامين .. الدراما العمانية تعود
وهج الخليج – مزنة الهادية
تتنافس القنوات التلفزيونية في عرض المسلسلات الدرامية أثناء شهر رمضان المبارك وشهدت الساحة العمانية غياب الدراما المحلية لمدة عامين، وتعود هذا العام من خلال مسلسل(اسمع وشوف)، المسلسل كوميدي اجتماعي من تأليف يوسف الحاج وإخراج عارف الطويل وبمشاركة نخبة من الممثلين من داخل وخارج السلطنة أبرزهم صالح زعل، فخرية خميس، أمينة عبدالرسول، الراحلة شمعة محمد، جمعة هيكل وبمشاركة الفنان جابر نغموش.
في هذا الإطار رصدت صحيفة “وهج الخليج” عدد من الآراء حول عودة الدراما العمانية.
هل ما زالت الدراما العمانية تواجه أزمة النص؟
قال الصحفي علي المقبالي” كفكرة هي جيدة لحلحلة بعض القضايا والظواهر المجتمعية أو المؤسسية بأسلوب درامي لكن للأسف النص لم يعالج تلك القضايا بحرفية مهنية لربما كاتب النص مع احترامي لشخصه لم يصل إلى الهدف الذي يرغب في إيصاله لسيناريو النص، بحيث كل حلقة بدراميتها لم تعالج أي قضية يمكن أن تكون رسالة لحلحلة هذه القضايا بمعنى لم يصل الحوار في هضم محاور كل حلقة ولم يكن هناك تسلسل في نص الدراما حيث كثير من المشاهد خرجت عن المألوف، المسلسل راعى فقط مد السيناريو لتكتمل كل حلقة”.
وذكر الكاتب والمخرج عادل الرديني” أن المسلسل يفتقد النص الحقيقي وكنا نتوقع طرح أفكار جديدة ونحن لسنا ضد المسلسل ولكن نرغب بأن يظهر العمل بشكل أقوى لأن معظم الأفكار طرحت سابقًا في منصات التواصل الإجتماعي”.
أما شيخة المحروقية إعلامية عمانية، رأت أن” المسلسل جيد والنص يعتمد على الحلقات، بعضها نصًا وفكرة ليست ذات معنى أو تأثير أما الأخرى فكانت قوية وتصيب كبد الواقع”.
ومن جانبه أشار علي الحارثي شاعر وكاتب “من وجهة نظري مسلسل اسمع وشوف استطاع تجاوز السطحية على جميع المستويات (نصا وإخراجا وأداء) في معظم الحلقات وأصبحنا نرى مشاهد تجسد جزء من التعقيد والتشابك المُعاش في الحياة اليومية مما يعطي المشاهد إحساسا يلامس به الواقع، وبالرغم من ظهور بعض المشاهد التي كان واضحا بأنها إضافات زمنية لا تقدم للمحتوى أو الموضوع أي قيمة إلا أنها متماهية معه وهذا ما ساهم في عدم شعور المشاهد بالملل والرتابة”.
الإخراج وأداء الممثلين
وعن إخراج المسلسل يقول المقبالي “الإخراج كدراما كان متوافق نوعا ما مع النص أما كإخراج من ناحية اختيار مواقع وأماكن التصوير لم يتم انتقاؤهما بصورة جميلة حيث أنه من الممكن من خلال عرضه على تلفزيون سلطنة عمان أن يتم الترويج عن السلطنة كبيئة حاضنة للدراما فهناك أماكن فيها متسع وجمالية للتصوير الاحترافي وتعطي خلفية جميلة، أما عن أداء الممثلين شابه نوع من عدم الاتزان في اقتناص شخصية بعض الممثلين للأداء التمثيلي المختار لهم فلم يغلب عليهم الكوميديا الذي سوق لهذا المسلسل إلا ما ندر من بعض الحلقات”.
في حين تحدث الإعلامي عيسى الملا “إخراج مميز للمخرج المبدع عارف الطويل، أحببت اللقطات البانورامية العريضة التي تظهر جمال بيئتنا العُمانية بمختلف مكوناتها والتقطيعات والانتقال بين المشاهد والنهايات الذكية التي تترك للمتابع الحكم والرأي والتقييم والتحليل، أما عن أداء الممثلين، أشيد بأداء الفنان الكبير صالح زعل والنجم الجميل جمعة هيكل ونجومنا العمانيين والإضافة المميزة للعمل هو تواجد الممثل القدير جابر نغموش ونجوم رائعين من منطقة الخليج بالإضافة إلى شبابنا الصاعد”.
هل عالج المسلسل القضايا الواقعية التي تمس المجتمع العماني؟
وعن معالجة المسلسل لقضايا المجتمع، تحدث الحارثي” في بعض الحلقات نعم عالج المسلسل قضايا المجتمع، وحاول في معظمها، ويُحسب للمسلسل نهاياته المفتوحة التي تسمح بالتأويل والتفكر، ولكن هناك حلقات لم تكن القضايا المطروحة هي حديث الساعة أو بؤرة اهتمام المجتمع وهذا لا يقلل من أهميتها ولكن من وجهة نظري هناك قضايا أهم، كما أنني تمنيت لو أني لم أرى بعض المشاهد الكوميدية الساذجة التي ربما الهدف منها نبيل ولكنها أثرت سلبا على المسلسل”.
وذكر عيسى “العمل بسيط وخفيف ويطرح القضايا بجرأة مطلوبة وبطريقة مختلفة وزوايا مبتكرة لم أرها من قبل على مستوى الدراما معنا”.
وأضافت المحروقية “نعم المسلسل عالج قضايا المجتمع وتناولها بكل جرأة وواقعية”.
أما المقبالي كان له رأي آخر”للأسف هناك قضايا جوهرية وشائكة في المجتمع لم يطرحها المسلسل مثل قضايا التعليم، تأخرمواعيد المستشفيات، الباحثين عن عمل، موضوع تأخر السياحة وتطويرها، زحمة الطرقات، إلقاء القمامة في الشواطئ والمواقع السياحية والعديد من القضايا المجتمعية وهي تشكل قضايا جوهرية في مجتمعنا المحلي وحتى الخليجي والعربي”.
ما الذي ينقص الدراما العمانية لتنافس الدراما الخليجة والعربية ؟
في ظل تنافس الدراما الخليجية والعربية يلاحظ أن الدراما العمانية غائبة عن هذه المنافسة فما الذي يعيق الدراما العمانية؟ يرى المقبالي” ينقص الدراما كتاب النص البارزين لمحتوى درامي متقن يتوافق مع تطلعات التسابق الدرامي على المستوى العالمي والتقنيات المتقدمة في التصوير وكذلك عناصر الإخراج لا زال الاعتماد على النظام التقليدي ولم يدخل فيه تجديد رقمي وأداء تمثيلي مثل ما نشاهده في الدراما العالمية التي تلزمنا متابعتها لوجود عناصر إبداعية تشويقية”.
ويشير عيسى “مشكلة الدراما في السيناريست، في الكتاب وندرتهم وشركات الإنتاج وضعف إمكانياتها
وتقديم بعض الممثلين الذي لا يملكون ملكات التمثيل بحيث يتقمصون الأدوار ويبدعون أنما تجدهم يقرأون ويتحدثون ويتحركون وكأنهم روبوتات أو في مسرح إحدى مدارس الطلاب الإبتدائية وتبقى مشكلة صناعة النجم لدينا مشكلة قديمة، العلاقات والمصالح والسياسات والصراعات لا تسمح بوجود مناخ صحي لصناعة النجوم”.
وأضاف عيسى في حديثه” لابد من الإستمرارية، لا للتوقف من أجل نقد الجمهور، الساحة لم تعد مثل السابق هناك برامج تشترك فيها بشكل شهري لتأتيك إنتاجاتها الضخمة وتختار ما يناسب ذائقتك ومزاجيتك من مسلسلات وأفلام وبرامج ولكن تبقى تلك الرغبة في مشاهدة ما يعبر عن هويتك ويتناول قضايا بيئتك ومجتمعك”.
وذكر الحارثي “ماضي الدراما العمانية في مستوى التنافس والطموح أفضل من حاضرها، وربما السبب هو عدم مجاراة التطور الذي حدث في صناعة الدراما المعاصرة، فنفس الممثلين العمانيين عندما يظهرون في مسلسلات خليجية وعربية ينجحون، وتحديد متطلبات هذه الصناعة يحتاج إلى مختص يمتلك أدوات تشريح مناسبة ليستطيع فك لغز التأخر ويضع الوصفة المناسبة، ولكني كمتابع غير متخصص أقول فإن (الحبكة الدرامية، النص النوعي، الإخراج المبدع المعزز بالأدوات الحديثة) تلك التي لو تضافرت معا يمكن أن تنتج مسلسلا يُخرج الدراما العمانية من عزلتها وأزمة ارتباطها بالكوميديا”.
من جانبها قالت المحروقية” أعتقد أن الدراما وجدت للترفيه وموازاة الواقع في تناول المشكلات وإيجاد الحلول وهي ليست المنافسة، أتمنى أن تتراجع هذه الفكرة “التنافسية” لأنها ليست ذات جدوى”.