تصاعدالخلاف الإيراني الأفغاني .. وتأهب على الحدود
وهج الخليج – وكالات
مصادر مطلعة أشارت أن القوات الأفغانية التي تقودها حركة طالبان والقوات الإيرانية دخلت اليوم في حالة تأهب قصوى على الحدود في منطقة إسلام قلعة، بعد التوترات الحدودية بين عناصر الحركة وحرس الحدود الإيراني. وقالت المصادر أن عناصر طالبان اعتقلت ثمانية من حرس الحدود الإيراني، كما لفتت المصادر أن الخلافات بدأت تتصاعد بين البلدين لاسيما بعد الاعتداء على اللاجئين الأفغان داخل إيران وكذلك اتهام طهران بأنها سهلت لحدوث تفجيرات المساجد التي شهدتها أفغانستان أخيراً. وكانت الحدود الإيرانية مع أفغانستان وباكستان في إقليم سپستان بلوشستان شهدت صباح اليوم حدثاً أمنياً تمثل بمحاولة اغتيال قائد كتيبة القوات الخاصة 110 بفيلق سلمان الفارسي في الحرس الثوري في زاهدان حسين ألماسي الذي لم يصب بأذى، في حين قتل حارسه حمود آبسالان نجل العميد برويز آبسالان نائب قائد حرس الثورة في المحافظة التي تشهد مواجهات مسلحة مع تنظيم جيش العدل البلوشي الذي يطالب بالاستقلال.
منع تمويل جمعيات
في غضون ذلك، صرحت المصادر المطلعة داخل أفغانستان عن منع حركة طالبان تمويل إيران لمؤسسات الخيرية والثقافية التي كانت تتلقى دعماً من طهران خلال السنوات القاضية. وقالت المصادر أن طالبان قررت إغلاق وتجميد نشاط عدد من المؤسسات الأفغانية التي يشتبه في مصادر تمويلها ومتهمة بأنها تعمل لصالح إيران وتتلقى الدعم من السفارة الايرانية في كابول، ومن بينها مؤسسة تبيان الذي يترأسها مير محمد رحمتي رجل الدين المنتمي لأقلية الهزارة الشيعية، حيث اعتبرت طالبان نشاطها وعملها غير قانوني.
وأكدت المصادر الأفغانية أن طالبان أعتقلت عددًا من رؤساء المؤسسات التي تعمل تحت غطاء الأعمال «الثقافية والخيرية» لمدة ثلاثة أيام وأخذت منهم تعهداً مكتوباً بعدم تفعيل نشاط دور هذه المؤسسات مجددا بسبب التمويل الخارجي الذي تتلقاه من السفارة الايرانية. وكشفت المصادر أن طالبان حذرت السفارة الايرانية في كابول من تمويل نشاط منظمات وجمعيات غير رسمية معتبرة أن ذلك يتنافى مع القوانين التي تنظم عمل البعثات الدبلوماسية ويمثل تدخلاً إيرانيا في الشؤون الأفغانية الداخلية.
حذف اللغة الفارسية
وبحسب المصادر الأفغانية، فإن طالبان ألغت أيضا استخدام اللغة الفارسية في العديد من الدوائر الحكومية الرسمية والوزارات وفي مراسلاتها الرسمية الداخلية.
وأكدت المصادر بأن طالبان بدأت بتغيير لوحات أبواب الوزارت والدوائر الحكومية والألواح الجديدة التي وضعتها للمحكمة العليا في كابول باللغتين البشتو والإنجليزية، وقد أزيلت اللغة الفارسية منها.
وقال مطلعون على المراسلات الرسمية للحركة داخل المؤسسات الحكومية الأفغانية أن هذه المرسلات واللوائح الحكومية الجديدة أغلبها أصدرت باللغتين البشتو والانجليزية دون استخدام اللغة الفارسية التي كانت تستخدم سابقًا في اللوائح والأنظمة الداخلية.
انزعاج إيراني
ومن جانب آخر، أكد مصدر إيراني مطلع انزعاج الحكومة الإيرانية من القرارات التي اتخذتها طالبان بخصوص اللغة الفارسية ومنع تمويل الجمعيات واعتبرتها «معادية لإيران» وتستهدف المصالح الايرانية في افغانستان. وأشار المصدر أن طهران سـترسـل وفدا رسميا بعد نهاية شهر رمضان إلى كابول لبحث الخلافات الجديدة والإتهامات الموجهة لها.