عقيدة طاعة ولي الأمر
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}.
وقال صلى الله عليه وسلم: [ على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة].
وقال الفاروق عمر رضي الله عنه: ” لا دين إلا بجماعة ولا جماعة إلا بإمامة ولا إمامة إلا بسمع وطاعة”.
وقال ابن حجر: ” وقد أجمع
الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه وأن طاعته خير من الخروج عليه لما في ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء”.
هذا قبل..
اما بعد..
عايش هذا الجيل، دمار دول واوطان وحضارات واغتيال علماء في مختلف المجالات العلمية والانسانية، هجرت وتشتتت مجتمعات وأسر وعم الفقر والجوع والجهل، ملايين القتلى من الرجال والنساء والأطفال.
انتهكت سيادة دول وتاريخها وتراثها واجيالها وسواعد الامة وقوتها. احرقت وهدمت بيوت الله وغيرها من بيوت العبادة ومراكز العلم ودور القرآن والسنة النبوية الشريفة.
وما خفي كان اعظم وأطم.
كل ذلك ايها القوم بسبب الخروج على عقيدة طاعة ولي الامر. وهي عقيدة أنزلها الله في كتابه واثبتها الرسول عليه الصلاة والسلام في سنته واتبعها أصحابه الكرام واتباعهم واتباع اتباعهم وجماهير علماء الاسلام.
اخيرا…
من اهم مقاصد الدين الحنيف حفظ الضروريات او كما يقال الكليات الخمس ؛ الدين، النفس، العقل النسل، المال.
وهذا المقصد اتفقت عليه كل الشرائع الاخرى، بل قامت عليه كل الأنظمة والقوانين البشرية.
فهل الخروج على عقيدة ولي الأمر تحفظ او حفظت هذه المقاصد الانسانية؟
سجن علماء وجلدوا وتعرضوا للاقصاء والتعذيب ومنهم من مات في السجن، من قبل ولاة الأمر حينها، لاسباب معلومة ومعروفة ومدونة في الكتب، ولهم اتباع ومحبون وتلاميذ بالآلاف ويمكن بالملايين، ومع ذلك لم يدعُ للخروج على ولي الأمر الذي سجنهم، ولو دعوْا إلى ذلك تلميحا أو تصريحا لرجت الأرض من حولهم.
ختاما …
لك ان تتخيل ايها القارئ العزيز، لو خرجت الأمة على ولاة الأمر عند كل تقصيرٍ او خطأٍ او فسادٍ صغيرا كان أو كبيرا، أو غضبٍ لشخص أو فكرٍ بعينه، ماذا ستكون النتيجة؟
أكيد ستعم الفوضى، ويضعف كيان الدولة اقتصاديا وامنيا وثقافيا وسياسيا واجتماعيا، فلا استقرار ولا ازدهار ولا خطط تنموية ولا أمن وأمان.
الحل :
قال النووي رحمه الله: ” لا يجوز الخروج على الخلفاء بمجرد الظلم أو الفسق ما لم يغيروا شيئا من قواعد الإسلام “.
وقال الفقيه أبو عبد الله *القلعيّ الشافعي في كتابه تهذيب الرياسة:
نظام أمر الدين والدنيا مقصود، ولا يحصل ذلك إلا بإمام موجود. لو لم نقل بوجوب الإمامة؛ لأدى ذلك إلى دوام الاختلاف والهرج إلى يوم القيامة.
اللهم أدم علينا عقيدة طاعة ولاة بالمعروف كما أمرنا الله ورسوله، وكما بايع المخلصين سلطان البلاد المفدى، واكفنا اللهم شر الأشرار وأهل الفتن، واحفظ سلطان البلاد وأسرته الكريمة والرجال الأوفياء الصادقين من البطانة السيئة، يارب العالمين.
ابوخالد