الطلبة المبتعثون ما بين الغربة وغلاء المعيشة
وهج الخليج – مزنة الهادية
سافروا حاملين معهم أحلامهم ودعوات آبائهم،ودّعوا الوطن ليعودوا إليه مُرتَدين ثوب الفخر.
عصفت بهم جائحة كورونا وهم يتقلبون بين مشاعر الغربة والقلق ويواجهون الآن شبح التضخم الاقتصادي وغلاء المعيشة بعد غزو روسيا لأوكرانيا.
الطلبة العمانيون المبتعثون للدراسة في الخارج،فرقتهم بلدان الابتعاث وجمعتهم منصة تويتر لإيصال صوتهم عبر وسم #زيادة_رواتب_المبتعثين.
مطالبين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بالاستماع إليهم و الرد على مطالبهم.
في هذا الإطار رصدت صحيفة” وهج الخليج” عدد من الآراء حول أسباب مطالبات الطلاب بزيادة المخصصات المالية.
غلاء الأسعار والمعيشة في دول الابتعاث.
أوضحت الطالبة منار الفارسية مُبتعثة بجامعة ديكن الأسترالية-ملبورن/تخصص علم جريمة وعدالة جنائية أن سبب المطالبات بزيادة الإعانات الشهرية يعود لعدة أسباب منها آلية السكنات في استراليا التي تعد من أهم الصعوبات التي يواجهها الطالب العماني المُبتعث بسبب المنافسة الشديدة على السكنات،فالطالب يخضع لمنافسة من طلبة ومستأجرين آخرين للسكن ويتم اختيار الشخص بناءاً على (الدخل الأعلى أو العلاوة الأكثر) فهُنا الطالب العماني يُرفض من قبل هذه الشركات للاستئجار بسبب انخفاض إعانته الشهرية فالسكن في مدينة ملبورن الآن يترواح مابين (١٥٠٠-٢٠٠٠$استرالي) والإعانة التي يستلمها الطالب شهرياً تساوي(٢٠٠٠$).
وأضافت الفارسية:تشهد استراليا وبالتحديد مدينة ملبورن غلاء في ارتفاع أسعار البترول مما يؤدي إلى غلاء المعيشة فالطالب عند تعبئته لبنزين السيارة لأقصى حد يصل السعر اليوم (١٥٠$) وعند تعبئة بطاقة المواصلات فالإشتراك يكلفه(٢٨٠$) شهرياً.
من جانبها ذكرت الطالبة هاجر المحرمية/سنة أولى لغة في فرنسا في جامعة ليموج:أن متطلبات المعيشة بالنسبة للمبتعث صعبة حيث أنه هو المسؤول مسؤولية كاملة عن توفير كافة احتياجات الحياة الكريمة لنفسه وأهمها السكن الذي يمثل العقبة الكبيرة بالنسبة لنا و نظرًا للغلاء المعيشي يضطر المبتعث في بعض الأحيان أن يدفع أكثر من ٨٠٪ من الإعانة للسكن ، هذا وبالإضافة إلى فواتير الإنترنت،الكهرباء،المواد الغذائية والمواصلات.
هذه التكاليف تحرمنا من الترفيه والتنزه لتخفيف الضغط الدراسي و الغربة لأن المخصص المالي يكاد بالكاد أن يغطي المتطلبات الأساسية فقط.
المخصصات المالية ما بين التضحم الإقتصادي ومتغيرات العالم.
أشار الحارث المحروقي، طالب مبتعث بالولايات المتحدة الأمريكية تحديداً في جامعة أوريجون ستيت، تخصص هندسة بيئية:أنه لا يطالب بزيادة الإعانة الشهرية أكثر مما يطالب وزارة التعليم العالي على نشر تقرير واضح يثبت سبب تحديدهم للإعانة الشهرية لأنه من غير المنطقي أن يحصل كل الطلبة في مختلف الولايات على نفس الإعانة،في ضوء اختلاف المعيشة و الأسعار في كل ولاية.
وأضاف المحروقي أن هذه المطالبات تتكرر كل سنة من قبل الطلاب متأملين من الوزارة أن تأخذها بعين الاعتبار خصوصا بعد التضخم الإقتصادي في أمريكا الذي لم نكن نتوقعه لذلك نتمنى من الوزارة التدخل بأسرع وقت ممكن أو على الأقل تصدر تصريح يطمئننا، لكن إلى الآن الوزارة اختارت الصمت.
وذكرت الطالبة هاجر المحرمية: قبل مجيئنا للابتعاث إلى فرنسا لم يكن بوسعنا أن نتنبأ عن طبيعة الحياة هنا نظرًا لاختلافها الكبير عن الحياة في سلطنة عمان،كما أن تكلفة المعيشة هنا في ازدياد و تغيرات مستمرة و قد تحصل هذه التغيرات فجأة فمن غير المنطقي أن تتعجب الوزارة من مطالباتنا لزيادة الرواتب،والجدير بالذكر أن آخر زيادة للمخصص المالي كانت في ٢٠١٠ ففي غضون ١٢ سنة قد يحتاج المبتعث لضعف هذا المخصص.
وقال الطالب محمد الصوافي المبتعث إلى جامعة كارديف البريطانية في تخصص الفيزياء:الطلاب المبتعثون اجتهدوا في الحصول على البعثة اجتهاد الضمآن في الصحراء وهو يبحث عن الماء،فلماذا يتم تجاهل أصوات هؤلاء النخبة من الطلاب؟
ويضيف الصوافي:الأمر يعود إلى التضخم الإقتصادي الذي حدث بسبب حرب روسيا على أوكرانيا وكذلك التضخم المستمر منذ آخر تعديل لجدول المخصصات المالية حيث أصبح الآن المبلغ المقدم لطلاب بريطانيا يقل بما يقارب ١٨٠ ريال عن قيمته منذ آخر تعديل للمخصصات وهذا الأمر بات يؤرق كاهلنا.
أما عن دورالطلاب لإيصال مطالبهم إلى الجهات المعنية أجاب الصوافي:حاولنا التواصل مع الملحقية الثقافية عدة مرات و الموضوع إما يترك بلا رد أو يتم إخطارنا بأن الأمر سيرفع للوزارة وما زلنا بانتظار الرد ولكن إلى متى؟