جهاز الاستثمار العماني يوجه بوصلته نحو قطاع التعدين
وهج الخليج – مسقط
وجّه جهاز الاستثمار العماني بوصلته نحو هذا قطاع التعدين لما يتمتع به القطاع من إمكانات كبيرة تؤهله لتحقيق أهداف التنويع الاقتصادي والتنمية الاقتصادية المستدامة المنصوص عليها في الرؤية المستقبلية (عُمان 2040)؛وذلك عبر شركة تنمية معادن عمان المملوكة له التي حصلت مؤخرًا على 12 اتفاقية امتياز من وزارة الطاقة والمعادن ستقوم بموجبها الشركة بتنفيذ خططها الرامية نحو الاستثمار في برامج الاستكشاف والتنقيب لعدد من المعادن الإستراتيجية في مناطق الامتياز التي يبلغ إجمالي مساحاتها 21480 كيلو مترا.
وتتميز الاستثمارات في قطاع التعدين بأنها ذات بُعد إستراتيجي من خلال استغلالها للموارد الطبيعية التي تزخر بها الدول، إضافة إلى أنها تمر بدورة حياة استثمارية طويلة الأمد تبدأ بأنشطة الاستكشاف والتنقيب، مرورًا بالاستخراج والمعالجة والتكرير، ثم الإنتاج وتحفيز الصناعات التحويلية والتسويق لها، وصولًا إلى تحقيق العوائد والأرباح.
وكشف المهندس ناصر بن سيف المقبالي الرئيس التنفيذي لشركة تنمية معادن عمان عن مجموعة من المشروعات التي تعمل عليها الشركة حاليًا، والتي تستهدف تعزيز إمكانات قطاع التعدين، وزيادة نسبة إسهاماته في الناتج المحلي الإجمالي ليكون ضمن أهم الصناعات الاقتصادية في سلطنة عمان.
وأوضح المقبالي في حوار للنشرة الفصلية لجهاز الاستثمار العماني “إنجاز وإيجاز” بأن مشروع مزون للتعدين يُعدّ أحد المشاريع الاستثمارية الواعدة التي تعمل الشركة على تطويرها، حيث يقع المشروع في ولاية ينقل بمحافظة الظاهرة على مساحة إجمالية تبلغ حوالي 16 كم مربع، ويتكون من خمسة مناجم بمخزون من احتياطيات النحاس يبلغ 16 مليون طن، وبطاقة إنتاجية تقدّر بحوالي 1.56 مليون طن سنويًا وبتكلفة تبلغ حوالي 300 مليون دولار أمريكي. مشيرًا إلى أن الشركة مستمرة في أعمال التنقيب حيث توجد بعض الاستكشافات الأولية الواعدة من خام النحاس في المنطقة المحيطة بهذه المناجم، ضمن المربع رقم 10 والمعروف بإمكاناته المعدنية الواعدة.
وأشار المهندس إلى أن مشروع شليم للمعادن الصناعية يُعدّ هو الآخر من أهم المشروعات التي تعمل الشركة على تطويرها منذ عام 2017م، حيث مُنحت حقوق الاستكشاف والتطوير بعد الدراسة الجيولوجية الأولى التي أجرتها في ولاية شليم والتي كشفت عن احتياطيات كبيرة من الجبس والحجر الجيري والدولوميت عالية النقاء، تبعتها دراسة أولية للسوق والحلول اللوجستية اللازمة لجدوى المشروع في عام 2020م، مؤكدًا بأن المشروع يُمثّل نقلة نوعية لقطاع التعدين في سلطنة عمان؛ حيث ستشهد صادرات الجبس نموا مضطردا، وستعزز سلطنة عمان بناءً على هذا المشروع من مكانتها العالمية كأكبر الموردين للجبس في السنوات القليلة القادمة، موضحًا بأن مما يزيد من أهمية تصدير خام الجبس العماني هو كونه عالي النقاوة وأسعاره تنافسية وقربه من الأسواق المستهلكة للخام، بالإضافة إلى سهولة تصديره عبر المنافذ البحرية لسلطنة عمان.
وقال المقبالي بأن الشركة تعمل على دراسة عدد من الفرص التجارية لتطوير صناعة الملح من خلال مشروعين مهمين؛ أحدهما لإنتاج الملح البحري في ولاية محوت والآخر مرتبط بدراسة إنتاج الملح من المياه العميقة شديدة الملوحة المرتبطة بعمليات استخراج النفط الخام بالتعاون مع شركة تنمية نفط عمان، حيث سيركز مشروع إنتاج الملح من بر الحكمان بولاية محوت على إنتاج ملح بدرجة نقاء عالية وذلك ببناء أحواض تبخر الملح التي من الممكن أن تنتج حوالي 1.5 مليون طن من الملح الخام سنويًا باستخدام مياه البحر، ليتم استخدامه كمواد خام في المشاريع الكيميائية والتطبيقات الصناعية الأخرى. كما تتضافر جهود شركة تنمية معادن عمان مع شركة تنمية نفط عمان لدراسة إمكانية إنتاج الملح الخام من المياه العميقة المصاحبة لإنتاج النفط، مضيفًا بأن المحلول الملحي المنتج من المياه العميقة يتميز بأنه مشبع بـ 3.5 مرة بكلوريد الصوديوم من ماء البحر، بالإضافة إلى أنه أكثر نقاءً من الملح المستخرج من مياه البحر بسبب خصائصه الكيميائية.
وذكر المهندس في الحوار مع النشرة بأن دراسة جدوى جيولوجية واقتصادية قامت بها الشركة مؤخرًا أظهرت وجود احتياطيات من الحجر الجيري عالي النقاوة تبلغ 15 مليون طن في منطقة الامتياز التابعة لها بوادي الجزي، ويتم خلال العام الجاري تطوير مشروع لإنتاج مليون طن سنويًا من الحجر الجيري سيتم الاستفادة منها لخدمة مصانع الصلب وعدد من الشركات بميناء صحار والمنطقة الحرة، وتأمل الشركة في المرحلة الثانية من المشروع تطوير وحدة تكليس في المنطقة الحرة بصحار.
من جانب آخر تضمّن العدد الجديد من نشرة “إنجاز وإيجاز” موضوعات وتقارير عن جهاز الاستثمار العماني والشركات المملوكة له، ففي افتتاحية العدد أوضح معالي عبدالسلام المرشدي بأن الجهاز يشهد زخمًا متسارعًا من الأعمال والمسؤوليات، وتحقيق الإنجازات، داعيًا موظفي الجهاز والشركات المملوكة له إلى الاستفادة من تقييم أعمال العام الماضي، في التخطيط الجيد للعام الجاري، وتطوير الأداء وتجويده، ورفع الإنتاجية.
وأشار تقرير في النشرة إلى أن افتتاح مجمع لوى للصناعات البلاستيكية يُعدّ خطوة مهمة نحو تطوير صناعة البلاستيك في سلطنة عمان، وتمكين استخلاص القيمة المضافة من الغاز الطبيعي، إلى جانب تعزيز المنتجات، ومضاعفة الإيرادات، حيث يبلغ حجم استثمارات المشروع 2.7 مليار ريال عماني أي ما يعادل 7 مليارات دولار أمريكي. وسلّط تقرير أعدته مديرية البحوث الاقتصادية والاستثمارية في جهاز الاستثمار العماني الضوء على أبرز الأحداث الرئيسية التي تضمنها عام 2021م والتحديات والصعوبات التي صاحبتها، بالإضافة إلى التوقعات المتعلقة بالاقتصاديات وأسواق المال خلال العام الجاري 2022م.