“البيئة” بجنوب الشرقية تحقق استراتيجيتها وفق إطار عملي للنهوض بالمستوى البيئي
وهج الخليج_ مسقط
تسعى إدارة البيئة بمحافظة جنوب الشرقية إلى تنفيذ استراتيجيتها العملية في إطار أهدافها الرامية للنهوض بالمستوى البيئي وتنفيذ القواعد والسياسات المنظمة للعمل، فقد تم تنفيذ العديد من البرامج والمبادرات البيئية بالمحافظة خلال السنة المنصرمة وفق جدولة واضحة وخطط.
وقال المهندس سعيد بن ناصر العبدلي مدير إدارة هيئة البيئة بمحافظة جنوب الشرقية: ثمة خطة عمل واضحة عملت إدارة البيئة بالمحافظة للعمل عليها في العام الماضي، ولا يزال العمل قائم بشأنها في هذا العام، بما فيها تعزيز الرقابة البيئية وتكثيف عمليات الرصد والتعرف على المنتهكين لمفردات البيئة الطبيعية، باستخدام العديد من الطرق والوسائل التي من ضمنها استخدام الطائرات المسيرة، والمساهمة بشكل فاعل في تنفيذ المبادرة الوطنية لزراعة عشرة ملايين شجرة.
وكذلك تنفيذ العديد من البرامج التوعوية لرفع مستوى الوعي والثقافة لدي مختلف شرائح المجتمع إضافة إلى البرامج التدريبية للموظفين لزيادة قاعدة بناء القدرات لدى الموظفين كما أن الإدارة نفذت ضمن خططها عمليات تنظيف للشواطئ تخللتها محاضرات توعوية وعمليات غوص لتنظيف الشعاب المرجانية كما تم التعاون مع جمعية الصيادين وجمعية البيئة العمانية في تنفيذ عدد من البرامج البيئية.
كما نفذت عددا من المناشط لتوعية مختلف شرائح المجتمع للحد من استخدام البلاستيك أحادي الاستخدام، كما أنها ساهمت في تطوير المحميات الطبيعية بالمحافظة.
وأضاف العبدلي: تم السعي بجهود حثيثة نحو تطوير حديقة السليل الطبيعية من خلال تنفيذ عدد من المشروعات كالاهتمام بحظائر الغزلان بزيادة عددها حتى يتم تكاثرها والاهتمام بها وتطوير مشتل الحديقة لرفع كفاءة الطاقة الإنتاجية به لإنتاج عدد أكبر من الأشجار البرية العمانية، للمساهمة وبشكل فاعل في المبادرة الوطنية لزراعة 10 ملايين شجرة برية عُمانية خلال عشر سنوات كما تم إنشاء ممشى بالحديقة وهناك العديد من المشروعات الأخرى التي يجري تنفيذها والتي أيضا سيتم تنفيذها مستقبلا.
كما أولّت إدارة البيئة بالمحافظة اهتماما بالغا في عملية استزراع الأشجار البرية، وتم توزيع 7205 شتلة خلال الربع الأخير من عام 2021م، وقامت إدارة البيئة بزراعة ما يقرب من 9200 شجرة برية خلال الربع الأخير من عام 2021م.
ويهدف مشروع الاستزراع، إلى زيادة الرقعة الخضراء في ربوع المحافظة بشكل خاص وسلطنة عُمان بشكل عام والحد من ظاهرة التصحر والإسهام في زيادة إنتاج غاز الأكسجين وامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من خلال عملية التركيب الضوئي، مع بيان المساهمة الاقتصادية خاصة في إنتاج عسل السدر وعسل السمر.
وقامت الإدارة بتنفيذ برنامج /ترتل كومندوز/ بالتعاون مع المختصين في ديوان عام الهيئة في محمية السلاحف بهدف الرقابة ورصد السلاحف ونشر التوعية البيئية بين السكان والسياح الزائرين للمحمية، وتنظيف الشواطئ ومساعدة السلاحف الصغيرة للعودة إلى البحر.
وقامت الإدارة بتنفيذ عدد من الحملات التوعوية في المحلات التجارية المختلفة للحد من استخدام أكياس البلاستيك أحادية الاستخدام نظرا لخطورتها على مفردات البيئة الطبيعية وحثهم على استخدام الأكياس الصديقة للبيئة وتوزيع الآلاف منها على المستهلكين أثناء ارتيادهم للمحال وغيرها من المواقع الأخرى.
وأشار العبدلي إلى أن إدارة البيئة بالمحافظة قامت بالتركيز على البيئة البحرية، ونفذت العديد من حملات الغوص بهدف تنظيف الشعاب المرجانية وإزالة العوالق البلاستيكية من المستعمرات المرجانية وقامت بحملات تنظيف عدد من الشواطئ، كشاطئ البر والعيجة وشياع والأشخرة ورأس الحد وأصيلة.
وقال العبدلي إن المختصين بإدارة البيئة بمحافظة جنوب الشرقية يقومون بزيارات ميدانية لإصدار الموافقات والتصاريح البيئية التي تصدر من مركز التصاريح والتقييم البيئي بديوان عام الهيئة وكذلك يقومون بالزيارات التفتيشية والرقابية إضافة إلى تنفيذ دوريات وحدات حماية الحياة الفطرية حيث بلغ مجمل تلك الزيارات حوالي 5054 زيارة ودورية، تم من خلالها ضبط 17 مخالفة للاشتراطات البيئة و5 تجاوزات ومخالفات المتعدين على الحياة الفطرية.
ووضح العبدلي أن المحميات الطبيعية تلعب دورا مهما في السياحة البيئية والسياحة الداخلية حيث بلغ عدد زوار محمية حديقة السليل 6477 بينما بلغ عدد زوار محمية السلاحف 29362.
وتطرق العبدلي إلى أن الإدارة ستعمل على مواصلة جهودها جنبًا إلى جنب مع كافة المؤسسات والأفراد من أبناء المجتمع العماني والمهتمين بالشأن البيئي لتحقيق البرامج والمبادرات والمشروعات المختلفة سعيا لبلوغ أهداف الرؤية الوطنية المباركة “عُمان2040” وأن خطة العمل المقبلة تهدف إلى تحقيق جملة من الأهداف التي تسعى لعمل أكثر شمولية، من بينها توسيع قاعدة إشراك الجهات في العمل البيئي، كل حسب اختصاصه إضافة إلى الشراكة الوطيدة والمستمرة مع المجتمع كونه هو العنصر الأساس في المنظومة البيئية.
وتطرق العبدلي إلى أن المختصين بإدارة البيئة بمحافظة جنوب الشرقية يسعون جاهدين للحفاظ على البيئة ومكافحة التلوث وصون عناصر البيئة الطبيعية وأنهم لا يألون جهدا في سبيل التصدي لجميع التحديات البيئية وبالأخص ظاهرة التعدي على مفردات البيئة كالتعدي على الحياة الفطرية بالصيد والاحتطاب، وتوجد العديد من الضبطيات في هذا الموضوع التي دائما ما يتم ضبطها بالتعاون مع الجهات المختلفة، أما فيما يخص الاحتطاب فيتم تحرير محاضر ضبط فورية إضافة إلى مصادرة المواد المضبوطة.
ووضح العبدلي خطة الإدارة في النهوض بواقع التشجير بمساهمة من الإدارة في تنفيذ المبادرة الوطنية لزراعة 10 ملايين شجرة التي تهدف إلى المحافظة على النباتات البرية ومكافحة التصحر والمشاركة في زيادة الرقعة الخضراء من خلال الاستدامة في زيادة وتحسين الغطاء البيئي وإيجاد فرص استثمارية أمام المجتمع المحلي والقطاع الخاص، وحماية البيئة وتحسين جودة الحياة والتكيف مع التغير المناخي والحفاظ على التربة من التآكل وحماية طبقة الأوزون وغيرها من الأمور الأخرى وهنا أشار إلى أنه توجد العديد من المواقع المقترحة للاستزراع ونعمل على استدامة هذه المواقع على المدى الطويل ويتم تنفيذ استزراع المواقع بالاشتراك مع المجتمع المدني بما في ذلك الفرق التطوعية إضافة إلى المدارس والجامعات والجهات الأخرى، وتوجد خطة للاستزراع في مواقع المحاجر والكسارات.
وتنفذ الإدارة بالتعاون مع بعض الجهات أيضا حملات لتنظيف الشواطئ والشعاب المرجانية كونها إحدى أهم حاضنات الأحياء البحرية، مشيرا إلى الخطط المشتركة للنهوض بالقطاع البيئي مع القطاع الخاص وأنّ “مسؤولية صون والحفاظ على البيئة هي مسؤولية الجميع وتقع على عاتق كل فرد في المجتمع”.
وتسعى هيئة البيئة ومن خلال “رؤية عُمان 2040” إلى استمرار جهودها في حماية البيئة العمانية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة عبر صون الموارد الطبيعية لضمان التوازن بين البعد البيئي والأبعاد الاقتصادية والاجتماعية في كافة مستويات التخطيط التنموي والتأكيد على المحاور التي شملتها الرؤية.