بوتن دخل الإسلام.. مرحى لـــــ بوعلي
بقلم: سلوم الكلباني
المحلل الإستراتيجي و العسكري
أثناء الحرب العالمية الثانية في عهد الملك فاروق رحمه الله، الذي كان يكره الإنجليز بسبب تقييدهم سلطاته أثناء احتلالهم لمصر، ورأى في الحرب العالمية الثانية نهاية الاحتلال الإنجليزي لمصر، فأمر بوليسه السياسي بإطلاق إشاعة مفادها أن هتلر دخل الإسلام، وان حربة ضد اليهود والإمبرياليين تأتي بدوافع إسلامية، فانتشرت الإشاعة في المعمورة واعتقدت الشعوب العربية آنذاك أن هتلر هو المخلص ومحرر الشعوب من الطغيان. و في هذا المقام يجب أن لا نقسو على العالم العربي في تلك الفترة الحالكة من التاريخ، حيث ثالوث الجهل والفقر و المرض، ناهيك عن التخلف السياسي في عموم الدول العربية، عدا بعض النخب المصرية في عهد الفاروق المعظم رحمه الله، ولكن فكرة إسلام هتلر كانت عبقرية في حينها، اما اليوم في عالم الثورة الصناعية الرابعة و انتشار الأخبار في كل مكان، وتحرر العالم من القيود التي كانت تفرضها الحكومات على الأخبار، تبدو هذه الفكرة ضربا من الخيال، ولكن وللأسف الشديد فقد راجت فكرة إسلام بوتن للكثير من الناس، وأصبحت نظرية (fake news) التي أتى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حقيقة لا مناص منها، رغم الإنفتاح والعلم و الثورات التكنلوجية، فكيف للمرء المسلم أن يصدق الكذب الذي يطلق حول الرئيس الروسي بوتن ((أنه المخلص و المدافع عن الإسلام و المسلمين وأنه عدو الأمريكان و اليهود، وجاء الإفك الأكبر عندما روج لبوتن المسلم أنه المهدي المنتظر الذي سيخلص العالم من الظلم و الطغيان ، و سينشر العدل في المعمورة، وستهزم أمريكا على يد جيشه الجرار الذي أوله في موسكو وآخرة في كييف)) يا أمة ضحكت من جهلها الأمم.
إن المضحك المبكي هو اجتماع العديد من الأطياف السياسية العربية على هذا الإعتقاد، (السلفية الجهادية وبقايا القومية العربية وبعض المتأسلمين والكثير والكثير من العاطفيين)، وظنوا حقا أن الرئيس بوتين هو المخلص من الطغيان الأمريكي.
في هذه العجالة يطيب لي أن أعكر صفو العشق العذري للرئيس بوتن بالنقاط التالية:
1. الجيش الروسي جيش ضخم لكنه أقل كفاءة قتالية وبروح معنوية ضعيفة.
2. الفساد المالي والإداري ينخر في النظام الروسي السياسي، وما الزواج الكاثوليكي بين رجال المافيا الروسية والسلطة السياسية إلا دليلا على فساد بوتن العظيم.
3. هل قتل الأبرياء المدنيين من نساء وأطفال سيحمي الأمن الوطني الروسي كما يدعي بوتن؟
4. هل حقا هناك نازيين أوكرانيين يحتلون الأراضي ويقتلون من يقف أمامهم كما يدعي بوتن؟
5. الحقيقة أن النازي هو من يعتدي على دولة ذات سيادة، ويخالف ميثاق الأمم المتحدة ويطبق شريعة الغابة لتحقيق أوهامه الإستراتيجية.
6. لماذا يتلقى بوتن الدعم من اليهود والصهاينة العرب؟ انظر إلى الإعلام الإسرائيلي، انظر إلى القنوات العربية الداعمة للتطبيع وستجد ضالتك.
7. لماذا يقتل يوتن كل معارضيه السياسيين في الداخل والخارج بأبشع الصور، ويتمسك بالسلطة وكأنه القائد الأوحد الملهم، ولا غيره في البلاد ولا مثيل له بين العباد.
8. ألا يعلم عشاق بوتن أنه من المتباكين على الإتحاد السوفييتي، ذلك النظام الملحد الذي يحارب الأديان ومن ضمنها الإسلام؟
9. هل تصدقون معارضة بوتن للمثليين وإثنان من وزراءه مثليين؟
10. بوتن يستغل الدين لمصالحه السياسية، وخير مثال على ذلك إحياءه للكنائس الأرثوذكسية ودعمه لصديقه قديروف، وما مسجد موسكو الكبير إلا سلاح ديني في أيدي الملحدين الروس.
11. اسألوا ماذا فعل بوتن بالرئيس يلتسن الذي اختار بوتن من بين 20 شخصية روسية لخلافته؟، وماذا فعل بزوجته التي كانت سنده للوصول للسلطة؟، وماذا فعل بمعاونيه الليبراليين في حملته الانتخابية الأولى؟، فهم إما قتيلا أو مسجونا أو مشردا، ولسان حال بوتن يقول لا للديمقراطية في الأرض الروسية.
12. هل يحق لنا أن نفرح بقتل الأبرياء في أوكرانيا بسبب الإعتقاد أنهم حلفاء أمريكا؟
13. وإذا كان العرب والمسلمين ضحايا السياسة الأمريكية في العراق وأفغانستان، فهل يحق لهم تأييد الظلم الذي يمارسه الأخرون على غيرهم فقط لأنهم ظلموا؟
وفي الختام أرجو من اخواني وأخواتي أن لا يمجدوا الطواغيت ولا يصنعوا لأنفسهم أصناما ليعبدوها فبوتن ليس مسلما، وبالتأكيد ليس المهدي المنتظر.