أهالي نيابة شهب آصعيب يستغيثون البحر بجانبنا والعيون بجبالنا… فكيف يعطش أهل الجنوب؟؟
وهج الخليج – منى المعولية
لايوجد قطاع حيوي قد يؤرق الأمن الوطني الغذائي كقطاع المياه، فشريان الحياة يتدفق معه استقرار الأوطان، أما انقطاع ذلك الشريان فهو بمثابة المكدر الذي قد يؤدي إلى تغيير التركيبة السكانية لمنطقة جغرافية ما؛ ببساطة إنه “الماء”.
تتبلور المشكلة الممتدة منذ سنوات عدة بعدما بدأت الآبار الارتوازية بالنضوب التدريجي في نيابة شهب آصعيب بولاية رخيوت حيث فاقم أوضاع الشح عدة عوامل منها طبيعة المنطقة ذات الجغرافيا الجبلية مع ازدياد كثافة عدد السكان و ضعف المضخات من تحلية مياه رخيوت بالإضافة إلى عامل مؤسف وهو عدم العناية بالعيون المائية والسدود وغياب القضية عن العيان والرأي المحلي العام الذي كان ولابد أن يكون ذا تأثير وضغط لو أخذ صداه المفترض مقارنة بأولويته وأهميته.
حيث عمدت الجهات المعنية إلى عمل محطة تحلية مياه في مدينة رخيوت ولكنها لم تف بالغرض لأسباب فنية، ومن ثم كانت هناك دراسات و مناقصات لضخ الماء من عيون مياه بمنطقة الحوطة ولا تزال تلك الخطة غير نافذة لأسباب اقتصادية كما يعزيها البعض.
مما تسبب بنزوح السكان بكثرة من نيابة شهب آصعيب بولاية رخيوت إلى مدينة صلالة وتزداد الأزمة سوءا في فصل الصيف و يتكبد المواطن وصاحب المواشي مبالغ باهضة مقابل الحصول على الماء.
وحول هذه القضية المؤرقة إلتقت وهج الخليج بعدد من السكان المتضررين والذين يعيش أهلهم تلك المعاناة حيث حدثتنا: ليلى بنت على مسلم العامرية قائلة: قال تعالى “وجعلنا من الماء كل شي حي “صدق الله العظيم-شح الابار- في قرى التابعة لنيابة شهب أصعيب أصبحت المعضلة الأساسية التي يعاني منها سكان هذه القرى رغم جهود الحكومة في البحث عن البديل وعمل التحلية لكن مازالت المشكلة قائمة حيث لم تغطي مياه التحلية بشكل كافي لجميع القرى و تعتبر هذه المعضلة سبب من أسباب نزوح سكان الولاية الى المدينة.
تتابع العامرية قائلة: أن البدائل موجودة البحر بجانبنا والعيون بجبالنا دائمة الجريان على مدار العام هدرا إلى البحر للأسف مثل (عين عدي) وفي موسم الخريف عين نكبه وعين روب و بعض السدود …الخ كل هذه المياه تذهب هدرا الى البحر.
وناشدت ليلى العامرية الحكومة قائلة: نتمنى من حكومتنا الرشيده دراسة الموضوع، وإيجاد الحلول المناسبة التي تنعش المواطن و تخفف الأعباء التى اثقلت عاتقه وخاصة أصحاب المواشي و سكان هذه القرى عامة .
وأكد المواطن سعيد بن صالح بن سعيد الجحفلي ضرورة إيجاد حل سريع لهذه لمعضلة شح الماء في تيابة أشهب صعيب بقوله: أن الماء شريان الحياة وهو الداعم الأساسي للإستقرار وأعتقد السبب الرئيسي لهجرة سكان ولايه رخيوت هو شح المياه رغم ماتقدمه الحكومه من خدمات لذا نتمنى منها الاستعجال في انشاء محطة تحلية الحوطة التي لو تم انشاؤها لحلت المشكلة وكذلك الاهتمام بالعيون وتنظيفها وتمهيد الطرق للوصول إليها حتى يتمكن أصحاب المواشى من استخدامها وقت الحاجة.
بالنسبة للابار لم تنضب كلها ولا زال بعضها يستغل ولكن بشكل زهيد و بكمية مياه قليلة.
وقال عامر بن سهيل باقي: أن مشكلة المياه في ولايه رخيوت و نيابة شهب آصعيب ليست وليدة الساعة بل من أكبر المشاكل التي تؤرق المواطنين ومربي الماشية وتأثر على الحركة الاقتصاديه والسياحية في المنطقة إذ ضربت بمطرقتها كافة جوانب الحياة وأثرت تأثيرا كبيرًا على الأسر مما أدى إلى نزوح الكثير من العوائل إلى حاضره ظفار مدينه صلالة.
وأضاف عامر باقي، وعلى الرغم من وجود محطة تحلية في ولاية رخيوت لم تساهم في حل المشكلة والتخفيف من معاناة المواطنين الذين عانوا من الوقوف ساعات طويلة أمام مضخات الآبار من أجل جلب المياه لأحتياجاتهم اليوميه ونطالب الجهات المختصه بالوقوف على المعضله وإيجاد الحلول السريعة والناجعة للحفاظ على المجتمع المحلي من الهجرة للمدينة.
تجمع آراء المواطنين من سكان المنطقة أن الحل يكمن في حفرت آبار ارتوازية بمنطقة الحوطة بالقرب من العيون الجارية ويؤكدون أن هذا الأمر سيكون حلا ناجعا لتغيير الوضع تماما؛ لما تتمتع به الحوطة من عيون ماء زاكية ولجغرافيتها الأسهل و الأقرب لقرى نيابة شهب آصعيب من محطة تحلية مياه البحر برخيوت وكذلك الاعتناء أكثر بالعيون وانشاء سدود مائية يتم استغلالها لري المواشي.
كما يرون أنه من الموجع أن يكون تلك الثروة المائية المنسكبة من العيون هو التمازج مع مياه البحر وتذهب هدرا دون استغلالها، فليس من المنطقي أن نعتمد على مياه التحلية المعقد الوصول والمكلف جدا ونحن نرفل بعيون عذبة تساعدنا على تخفيف المعاناة التي يعيشها أبناء النيابة نتيجة شح المياه، كما يراهن أبناء نيابة شهب آصعيب أن الحكومة والمعنيين بالأمر من مسؤولي المحافظة سيعملون جاهدين لحل هذه المعضلة المؤرقة ولكن يتمنون الإسراع في إيجاد الحلول فكل يوم يمر يحقق خسائر يدفع أثمانها أبناء المنطقة وحدهم.