دوران بزاوية 28 ألف
بقلم : رقية الفورية
في لقاء تلفزيوني لمعالي د. محاد بن سعيد باعوين وزير العمل برنامج #مع_الشباب ذكر :
أنه 40 ألف عدد المعينيين الجدد في عام 2021 بالإضافة لـ28 ألف دوران وظيفي للعاملين العمانيين الجدد في القطاع الخاص خلال فترة قصيرة.
وما لفت انتباهي أن هذا الرقم يتكرر في الأونة الأخيرة بشكل عالمي، فقد ذكرت بريطانيا أن أكثر من 28 ألف مهاجرا غير شرعي عبروا المانش في 2021 في رقم قياسي جديد، كما أعلنت المنظمة الدولية للهجرة، أن نحو 28 ألف يمني عادوا خلال عام 2021 من السعودية، وكل ما ذكر سابقا أحداث جارية هي لباحثين عن العمل والرزق من أجل لقمة العيش.
ما زالت نفس الحيرة تتملكني أيضا، فقبل فترة ليست بالبعيدة أعلنت وزارة العمل عن أن هناك أكثر من 28 ألف موظف ستشملهم الترقيات ولكنهم لم يكونوا باحثين عن عمل برغم أنهم يحملون نفس الرقم العجيب، إنما كانوا موظفين قدامى تأخرت ترقياتهم ..فهل لهذا الرقم سحر عجيب ، أم أن الأجرام السماوية اصطفت لتشكل هذا الرقم في مختلف انحاء العالم، أم هي مؤامرة كونية مثلما يدعي أصحاب نظرية المؤامرة، ام أنها المصادفة.
و لنكون منصفين فليس ذلك ما يشغل بالي فعلًا وإنما هو الأخذ بالأسباب والوقوف على حيثيات الموضوع، فعندما نذكر رقما كبيرا كهذا الرقم ذو المكانة العالمية كما ذكرت سابقا وهو يتمحور الأن كإشكالية في نطاق الدوران الوظيفي للعاملين الجدد فلا بد من الوقوف الجاد و البحث ،والإستقصاء لتقليل الدوران هذا .. لان أي مؤسسة تقوم على السمعه الجيدة ونجاحها يرتبط بتحقيقها لأهدافها من خلال بناء الثقه بينها وبين موظفيها أولًا وبينها وبين المجتمع كونها شريك أساسي فيه، إذ أن هذا الدوران يشكل عثرة أيضا في نمو هذه المؤسسات ويحول بينها وبين تحقيق أهدافها من حيث الاستقرار في وتيرة العمل بسبب تغير الموظفين وتبديلهم من مؤسسه لاخرى .
ومن خلال متابعة بعض الدراسات وجدت أن هناك عدة عوامل تدفع الموظف للدوران أبرزها تعينهم في وظائف غير ملائمة لتخصصاتهم أو أنها لا تحقق لهم التطور الوظيفي طبقا للمقولة “إن لم تقاتل من أجل ما تتمناه ستقاتل أضعافه من أجل التأقلم مع وضع لا تريده”
وهناك أسباب تتعلق بالإدارة كعدم تمتع مدير المؤسسه او مشرف العمل بالمهنية او الاحترام، أو ضعف قدرة الادارة العليا في تحقيق الرضا الوظيفي أو بسبب التمييز بين الموظفين، أو ضعف المدير فنيًا، أو افتقار بعض الادارات لمهارات القياده الجيدة.
وهناك أسباب تاتي تاليًا وتعد من الأسباب الثانوية للدوران الوظيفي نذكر منها العائد المادي غير الكافي أو اسباب تتعلق بالبعد الجغرافي لموقع العمل أو قلة فرص التدريب.
تتضافر الأسباب المذكورة سابقا دافعة الموظف للهرب من المؤسسة أما بالاستقالة أو تغير المؤسسة مما يؤثر سلبا على المؤسسة والموظف، والمجتمع ككل.
وعليه فإننا نلتمس من وزراة العمل الوقوف على حيثيات المشكلة ودراستها ميدانيا للتحقق من الأسباب الحقيقية الكامنة وراء هذا الدوران الوظيفي، والسعي قدمًا لمعالجة المشكلة من جذورها تحقيقا للاستدامة والأمان الوظيفي وتنفيذا ومواكبة لرؤية سلطنة عمان ٢٠٤٠.