عمان وبلجيكا تحالف اقتصادي- شكرا للدقم
وهج الخليج – منى المعولي
مكن الاستقرار السياسي العماني، والوعي الاستراتيجي للقيادة الحكيمة لسلطنة عمان من ازدياد الثقة الدولية والتشجيع على الاستثمار فيها في عدة مجالات.
وجاء مشروع هايبورت الدقم – لإنتاج الهيدروجين الأخضر كمشروع مشترك بين السلطنة ومملكة بلجيكا والذي تنفذه أوكيو ومجموعة ديمي البلجيكية ليعزز تلك الثقة ويبرهنها، حيث يمثل هذا المشروع الاستراتيجي (هايبورت) رافدا لإنتاج واستيراد الهيدروجين الأخضر إلى بلجيكا والدول المجاورة
يحقق مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر مساعي سلطنة عمان ومملكة بلجيكا إلى إبرام الاتفاقيات الداعمة لعلاقات الصداقة والشراكة بين البلدين.
كما يشكل تنويعا لمصادر الدخل والمخططات البديلة لمصادر الطاقة التقليدية المتمثلة بالنفط الأحفوري؛
يأتي هذا المشروع للتأكيد على الروابط المتينة والعلاقات المتميزة بين البلدين الصديقين
ويعد الهيدروجين هو بطل العالم والأمل المستقبلي للطاقة بغير الكربون.
ما الذي يجعل عيون العالم تتجه للدقم من أجل الاستثمار بانتاج الهيدروجين الأخضر؟
فبالاضافة إلى الاستقرار السياسي ووعي القيادة اللتان تقدم ذكرهما؛ فإن السلطنة تتمتع بإدارة احترافية للمناطق الصناعية سيما إن تلك الإدارة سعت للتخلص من القوى البشرية المعطلة ووظفت القوى البشرية الناجعة وذلك لضمان احترافية الأداء والتنفيذ.
كما ساهمت المكانة الاستراتيجية والموقع الجغرافي والطبيعة المناخية للدقم بجعلها من أكثر المناطق التي يمكنها استقطاب مشاريع الهيدروجين الأخضر والأمونيا، نظرا لتوفر الطاقة الشمسية الهائلة وطاقة الرياح على مدار العام، ونظرا لتوفر العامل اللوجستي الذي يتحقق في وجود ميناء في الدقم للتمكين من الاستيراد والتصدير بسهولة،
لماذا تتجه السلطنة نحو اقتصاد إلهيدروجين؟
تعد سلطنة عمان من أفضل خمس مصادر في العالم لتوفير الهيدروجين بسبب الموقع الجغرافي والعامل المناخي مما يجعل هذا الأمر مسوقا طبيعا
يتميز الهيدروجين كمخزن للطاقة و قدرته على إطلاق هذه الطاقة دون أن يبعث أي مواد ضارة بالبيئة حيث يتحلل إلى هيدروجين وبخار ماء
وقد ظهر الهيدروجين على الساحة بسبب انخفاض قيمة تكلفة الطاقة المتكهربة من الطاقة المتجددة وانخفاض قيمة الخلايا الشمسية وكذلك الطاقة المستمدة من الرياح وتحويل القيمة من المواد المستدامة
توافقا مع مبدأ تبادل المصالح وسعي السلطنة الحثيث والجاد لتحقيق أهداف رؤية عمان 2040 و تماشيًا مع اتفاق باريس حول إنتاج الطاقة النظيفة على مستوى العالم.
وقد تم الاتفاق على موقع لتوليد الطاقة المتجددة يمتد على مساحة 150 كيلومترًا مربعًا في المنطقة الاقتصادية الخاصة في الدقم.
وخلال المرحلة الأولى من المشروع سيتم إنشاء مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر تبلغ طاقته الاستيعابية 250 إلى 500 ميجاواط في المنطقة الاقتصادية الخاصة في الدقم، حيث سيعمل المشروع – المخطط أن يبدأ تشغيله في عام 2026 – على تلبية الطلب العالمي على الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، كما تضم المرحلة الأولى إنشاء سلسلة قيمة كاملة من الطاقة إلى المنتج تستخدم تقنية هي الأولى من نوعها على مستوى العالم مع إنتاج كميات تجارية كبيرة من الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء. وفي المراحل القادمة من المشروع سيتم تطوير وتوسعة سلسلة القيمة بحيث يتم تحويل المنطقة الاقتصادية الخاصة إلى مركز لإنتاج الهيدروجين الأخضر في السلطنة والمنطقة بأسرها.