نبايعكم صاحب السمو السيد ذي يزن على العسر واليسر والمنشط والمكره
بقلم:منى المعولي
ظلت ولاية الحكم في سلطنة عمان تاريخيا نظاما وراثيا سلطانيا أو ملكيا أو إماميا، وعلينا أن نستحضر أمهات الكتب العُمانية حين نبحر في تاريخ دولة مثل سلطنة عمان ضاربة في جذور العراقة والقدم تصل إلى آلاف السنين وما مالك ابن فهم إلا مثالا على النظام السياسي في الحكم العماني المتوارث منذ العصور الغابرة
ومنذ حَكم اليعاربة عمان قبل ثلاثة قرون وحتى عهد دولة البوسعيد ونظام الحكم فيها هو نظام وراثي قائم على تقاليد السلالة الوراثية، بيد أن المعتركات السياسية التي كانت تحدث؛ من خلال تنصيب أو عزل أو مبايعة لمنصب الإمام أو السلطان لم تكن لتخرج عن العائلة أو القبيلة المالكة، و يبقى الحكم متداولا بين أفراد الأسرة الحاكمة.
وقد أكد المغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه هذا الإرث التاريخي في “النظام الأساسي للدولة” في مادته الخامسة التي نصت على أن نظام الحكم في الدولة هو نظام (سلطاني وراثي)
وقد جاء دستور العهد الجديد متناغما مع ذلك الإرث التاريخي حيث نص في المادتين الخامسة والسادسة على “توارث الحكم بين الذكور من أبناء السلطان، وبذلك واستناداً على إلنظام الأساسي الجديد للدولة فإن ولي عهد سلطنة عمان القادم هو أكبر أبناء السلطان هيثم بن طارق وهو صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم -أبقاهما الله وآمدهما بالعافية-.
وفي ظل السعي المستدام والحثيث الذي بذله وما زال يبذله عاهل البلاد منذ توليه الحكم، في الإصلاحات الاقتصادية والإدارية التي تعزز التنمية والتطور لتحقيق رؤية عمان ٢٠٤٠ يبدو أن الوقت قد حان لوجود رسمي لوريث العرش وأن يكون أحد القيادات المنفذة لتلك الرؤية وليتواكب وجوده وتدرجه خطوة بخطوة معها، وبالفعل فقد كان صاحب السمو السيد ذي يزن حاضرا في المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي والعسكري.
إن القيادات الفتية والتي تؤهل تأهيلا تصاعديا على إدارة شؤون الحكم هي أفضل حماية للبلاد من التذبذبات السياسية، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على النهضة الاقتصادية وسيدرأ خوف المستثمرين من المغامرة بالاستثمار في دولة مصيرها مجهول، قد تلاقي أطماعا داخلية أو تهديدات خارجية أو تكون بؤرة سهلة لنمو أي تنظيم سياسي غير مشروع.
إذن تبقى المصلحة العليا تختصر كل ما نود أن نسهب فيه ونسرده حول أهمية الإسراع في تنصيب ولي العهد رسميا من أجل عمان المستقبل القادمة بثقة ولكي يتقدم كقائد على إثر خطى أجداده من السادة البوسعيد، الذين استقرت عمان في عهدهم وأزهرت ونمت وامتدت كإمبراطورية عريقة كما امتدت كحلقة أمان وسفير للسلام وبوصلة اتزان بين شرق الكرة الأرضية وغربها.
فأهلا بصاحب السمو السيد ذي يزن فارسا مبايعا على ولاية عهد عُمان.