لا تتكلم في السياسة عن يشلوك بجونية
بقلم:عبدالله الراشدي
هكذا فاجأني أحدُ الأصدقاء – من باب النصح – قائلاً ” لا تتكلم في السياسة عن يشلوك بجونية” وذلك تعليقًا على التغريدة التي كتبتها متسائلًا فيها حول موضوع متعلق بالاختناقاتِ المرورية، وكنت سابقًا قد كتبت مجموعةً من المقترحات التطويرية التي من شأنها التخفيفُ من حدة الظاهرة .
مع تقديري لنصيحةِ الزميل وعذري له بما التبس عليه الأمرُ ولكنه أثار موضوعًا في غايةِ الأهمية حول المساحة الفكرية المتاحة لمن أراد إيصالَ فكرةٍ أو إبداءَ رأيٍ وكذلك ماهية الموضوعات التي يمكن طرحها في تلك المساحة، مع الحذر من قولبةِ بعض المصطلحات بمغالطاتٍ تصبح مع مرور الوقت عرفًا دارجًا في المجتمع رغم بعدها عن الواقع، كما هو وارد في عنوان المقال.
ولا شك أن وسائلَ التواصل الاجتماعي باتت أكثر تأثيرًا على الرأي العام بسبب سرعةِ الانتشار، وكذلك أريحيةِ وجرأةِ الطرح مقارنةً بوسائل الاعلام الرسمية، ومع الإقرار ببعض التبعاتِ السلبية لذلك ولكن تبقى قوةُ تأثيرها على مسار بعض القرارات ظاهرةً للجميع ولا يمكن إنكارُها في أي حالٍ من الأحوال.
وحول الخدمات الحكومية ومع معرفتنا بأن التقصيرَ واردٌ والخطأ متوقع وأن هناك حاجةً مستمرةً لتقييم الواقع لتقديم الأفضل إلا أن الآراءَ حولها لا بد أن تقع بين سندانِ الساخطين المستائين وبين مطرقةِ المطبلين الذين لا يتقبلون احتماليةَ وجود خطأ أو تقصير أو حتى إمكانيةَ التحسين والتطوير مرددين باستمرار عباراتٍ جميلة في مضمونها ولكنها فقدت بريقَها بمرور الوقت لسوء استعمالها وهي ” الخير جاي” و” احنا أحسن من غيرنا” .
إن التوازنَ في الطرح مطلبٌ أساسي عند الحديث عما يلامس احتياجاتِ المجتمع ومعيشتَهم ليس لإيصال الفكرة فحسب بل لاستمراريةِ التعاطي مع الموضوع بصورةٍ إيجابية بعيداً عن “الشخصنة” أو “التشهير” أو أو تقزيم الجهود – فلا أحدَ يصادر الفكرَ ولكن الذوقََ العام واحترامَ الآخر مطلوبٌ من الجميع سواءً مقدم الخدمة أو المستفيد منها، وحتى لا تلتبس الأمورُ على البعض ويخشى الحديثَ عن بعض أبسط حقوقه بحجة أنها “سياسية وعن يشلوك بجونية”!