سلام على عطر روحك قابوس عمان
وهج الخليج_ منى المعولي
ما كان لي في يوم ذكرى وداعك إلا أن أسعف جرحي العميق ألا ينزف طويلا، ولكن السلاطين أمثالك لايرحلون بل إنهم يخلدون ويبقون رهن الأفئدة ووسط لب القلب والذاكرة.
يا له من فجر حزين ذلك الذي ترددت فيه أنباء الموت، يومها سمعت أشياء غريبة وتهافتت على رأسي النواحي والبواكي، يومها كنت أسمع بكاءً تبعث أصواته من خلف جدران البيوت، كنت أفتح النوافذ لأتفقد الشوارع، غير أنها كانت خالية عن بكرة أبيها، فالجميع يومها متسمراً أمام التلفاز يودعك الوداع الأخير.
رحل السلطان قابوس وتعالت مع رحيله صيحات الفقد وأوجاع الفراق، رحل قابوس عمان ليتيتم شعبا بأكمله، ليس للفقيد أبناء غير أن الثلاثة مليون مواطن هم جميعهم أبنائهم، كان هذا الرحيل فاجعة حلت على عمان
كل شيء كان قد انتهى؛ قابوس قد رحل، ما حال شعب مكلوم ما كان يدرك مصيره لحظتها، يبدو أن الموت قد خدعنا، أو ربما نحن كنا الواهمون أن الموت سينساك وإنك ستبقى معنا ولن ترحل .
ولكن؛ هي النهايات الحزينة تأبى إلا أن تُضمخنا بالوجع، قد ارتدينا ثوب الفراق وانتشرت صورك بإطارات الحداد، كل شيء انتهى
نعم يومها قابوس قد رحل، ما أطول ذلك الفجر الملبد بالظلام وما أغزر دموع السماء التي انهالت على هيئة مطر.
يقال لاينقطع عمل ابن آدم من ثلاث أحدها هو ابن بار يدعوا لك، غير أن جلالة الأب الراحل لديه ملايين الأبناء وكل واحد منهم يتذكره بالدعاء والثناء والاستغفار له
فسلام عليك سيدي يوم ولدت ويوم حكمت فينا وسلام عليك يوم رحلت ويوم نلاقيك في يوم البعث حياً.