تقارير عن صفقة سلاح أيرانية ضخمة مرتقبة مع روسيا
وهج الخليج-مسقط
نشرت العديد من مواقع الأخبار العالمية خلال الأيام الماضية، أنباء و تفاصيل مختلفة حول أبرام صفقة تسليح ضخمة بين أيران و روسيا، تشتمل على معدات عسكرية متنوعة من منظومات دفاع جوي و أخرى ساحلية بالأضافة الى أسلحة و مقاتلات حربية متطورة، غير أن معظم تلك التقارير الأخبارية لم تجمع حتى الأن عن موعد محدد لأبرام تلك الصفقة بالأضافة الى الدقة في نوعية الأسلحة و التي تم التفاوض عليها بين الطرفين بحسب تلك المصادر.
فقد ذهبت عدة مواقع الى صفقة طويلة الأمد، تمتد لعشرة سنوات و تتضمن مقاتلات الجيل الرابع المعزز من مقاتلات سو 35 بعدد 24 مقاتلة كانت مصر قد تعاقدت عليها، غير أن الضغوطات الأمريكة في اللحظة الأخيرة عرقلت أتمام الصفقة للجانب المصري لذلك طلب الجانب المصري من الجهة المسوقة البحث عن مشتري بالنيابة عنها، كما أشتملت الصفقة عدد من بطاريات الدفاع الساحلي من طراز باستيون و عدة بطاريات من منظومة الدفاع الجوية أس 400 و قمر صناعي عسكري حيث لم يكشف حتى الأن عن نوعيته فيما لو كان قمر تجسس و أستخبارات أم للأتصال أو المراقبة بالأضافة الى طائرة التدريب المتقدم ياك 130 ، على أن تقوم أيران بتزويد الجانب الروسي ب 100 الف برميل من النفط الأيراني على مدار 20 سنة تصل قيمتها لنحو 10 مليار دولار، و ذلك للألتفاف على العقوبات المفروضة عليها، بالأضافة الى مشكلات في التمويل و السيولة النقدية بفعل العقوبات الأمريكية نشرت بيانات هذه الصفقة صحيفة (ذا اندبندنت) و هي صحيفة ناطقة باللغة الأنجليزية و مختصة في شؤون التسليح في منطقة الشرق الأوسط. غير أن عدد من المراقبين قللوا من أحتمالية أبرامها ، و ذلك لعدة أعتبارات أبرزها عدم وجود نية من قبل الجانب الروسي على الإخلال بتوازن القوة بين أيران و أسرائيل، حيث تعتبر مقاتل الجيل الرابع المعزز سو 35 مقاتلة سيادة جوية، و أفضل مقاتلة تمتلكها القوات الجوية الروسية حتى اليوم، خصوصا بعد تأجيل تدشين طائرة الجيل الخامس سو 57 بسبب مشكلات في المحرك لعدة سنوات مقبلة، كذلك أمتلاك منظومة اس 400 القادرة على أسقاط الأهداف الشبحية مثل مقاتلة الجيل الخامس الشبحية اف 35 و التي تمتلكها أسرائيل و هو ما يعني الأخلال بالميزان العسكري لصالح أيران حيث يناقض هذا التوجه مع سياسة روسيا للتسليح في المنطقة وقبلها الأتحاد السوفيتي منذ عقود. و ذهبت العديد من المواقع بعيدا حيث تحدثت عن ان الجانب الأيراني بالفعل قد أرسل عدد من الطيارين الأيرانيين الى روسيا بصدد التدريب على المقاتلة سو 35 و أن مسألة حصول الطرف الأيراني عليها هو مسألة وقت.
جانب أخر من المراقبين، رجح أن تحل المقاتلة سو30 أس أم محل مقاتلة سو35 ضمن الصفقة، و لكن بكمية أكبر أستنادا الى تصريحات سابقة لوزير الدفاع الأيراني الأسبق حسين دهقان في عام 2016، لكن الجانب الروسي في حينه رفض الطلب الأيراني، وقد تم تفسير الرفض الروسي في حينه على أنه عدم وجود نية روسية على تغير معادل القوة لصالح أسرائيل، وعرض على الجانب الأيراني مقاتلة سو27 الأقل تقدما، لكن الأيرانيين بحسب المصادر رفضوا مقترح الجانب الروسي في حينه، لكن بعد حصول أسرائيل على مقاتلة أف 35 في 2019 فقد يكون الجانب الروسي أكثر مرونة في تقبل فكرة تزويد الجانب الأيراني بالمقاتلة سو30 بحسب مراقبين . في الجانب الأخر، ذهبت عدد من الصحف الى طلب أيران كذلك تحديث سربها من قاذفات سو 24 و مقاتلات ميج 29 المتقادمة بألكترونيات و رادرات حديثة بالأضافة الى عدد من مروحيات قتالية و أخرى للنقل العسكري حيث يعتبر تقادم سلاح الجو الأيراني أحدى نقاط الضعف الأيرانية القاتلة في مجابهة أي هجوم جوي من قبل الجانبين الأمريكي أو الأسرائيلي، ويبلغ العمر الأفتراضي لحوالي نصف الأسطول الجوي الأيراني أكثر من 50 عاما مثل مقاتلات أف 4 فانتوم و أف 5 بالأضافة أف 14 توم كات، مما يرفع من تكلفة صيانتها المتكررة بالأضافة الى مشكلة عدم توفر قطع الغيار اللازمة بحكم أن معظمها هي أمريكية الصنع كانت قد حصلت عليها قبل الثورة الأسلامية في عام 1979. كما تحدثت مواقع عسكرية غربية، على أن أيران ستطلب الحصول على عدة منظومات دفاع جوية من طراز أس 300 أضافية لتعزيز دفاعاتها الجوية وذلك في ظل أحتمال رفض الجانب الروسي لتمرير منظومة أس 400.
و أعتبر العديد من المراقبين بأنه في حال أمتلكت أيران منظومة الدفاع أس 400 فأن من شأن ذلك أن يمنح المواقع النووية الأيرانية حماية أكبر من هجمات جوية كانت أسرائيل قد هددت مرارا بتوجيهها ، في الجانب المقابل أكتفت أيران بتطوير قدراتها في مجال الصواريخ البالستيه من أجل تعويض فجوة ضعف منظومات الدفاعية ومشكلة تقادم أسطولها الجوي.