سلطنة عمان تمنع رفع علم إسرائيل على أرضها
وهج الخليج-منى المعولية
ستبقى سلطنة عمان الحرة؛ حرة كما هي سمة أهلها، وستبقى تتمتع بشخصيتها الاعتبارية واستقلالها وسيادتها؛ فحين قال البعض لإسرائيل الغاشمة نعم، قالت السلطنة”لا” حتى في أدق التصنيفات، ومع أن سلطنة عمان احترمت قرار بعض الدول المطبعة مع إسرائيل وذلك من منطلق الإيمان العميق أننا لسنا حجر عثرة في طريق أحد ولا في طريق ماتسمونه سلاماً، إلا أننا لنا فلسفتنا في السلام ونعلم متى نستخدمه في السياقات الإنسانية. فها هي عمان ترفض رفع علم دولة الاحتلال، وترفض عزف نشيدهم الوطني، حين فازت المتسابقة الإسرائيلية، غال زوكرمان، بالميدالية الذهبية في بطولة العالم لرياضة التزلج الشراعي على الماء (كايت بورد)، والتي كانت قد أقيمت في السلطنة مؤخراً، ودون السماح بعزف النشيد الوطني الإسرائيلي ولا رفع العلم الإسرائيلي. وما حديث الفتاة الإسرائيلية الذي أدلت به خلال مقابلة أجرتها مع القناة 12 الإسرائيلية إلا شاهدا على ذلك حيث اعترفت: “إن فوزها “تسبب في ورطة، مضيفة “عندما كان واضحا أنني فزت بالميدالية الذهبية، تم إلغاء أناشيد جميع دول المتسابقين بسببي”. وأضافت في حديثها : “أردت حقا أن أخبر عائلتي وأمي وأبي وأصدقائي بالفوز، لكنني لم أستطع، لقد مُنعت. ولا أحد يعرف الإنجاز الذي قمت به”. والسبت الماضي، أي بعد مرور يوم واحد على فوزها، بثت إذاعة “كان” العامة نبأ الفوز. “وأشارت زوكرمان إلى أن “موقع المسابقة لم ينشر صورنا. وكنا تحت المراقبة. وحصل اتفاق بين المنظمة الرياضية الخاصة بي مع منظمي المسابقة، حتى نتمكن من الوصول إلى هناك (السلطنة)، يقضي بأن نتجول بدون أعلام، وإذا صعد منافس من إسرائيل على المنصة، فسوف يتم التتويج بدون علم”. ولم تكن زوكرمان المتسابقة الإسرائيلية الوحيدة التي فازت بميدالية في البطولة التي أقيمت بمنطقة المصنعة، حيث جاء البحارة روي ليفي، وأرييل غال، في المركز الثالث، بسباق 420 (سم) للقوارب”. ولقد جاءت مشاركتهم كأشخاص طبيعيين وليس اعتباريين هي مجاملة للكثيرين واتساق مع المؤسسات الرياضيه الذين طلبوا ذلك، وكذلك من أجل إدارة برجماتية للعلاقات الدولية وانعكاساتها الإقليمية. لقد صرحت زوكمان: “كنا تحت المراقبة. وحصل اتفاق بين الاتحاد الرياضي ومنظمي المسابقة، حتى نتمكن من الوصول إلى هناك (السلطنة)، يقضي بأن نتجول بدون أعلام، وإذا صعد منافس من إسرائيل على المنصة، فسوف يتم التتويج بدون علم”. إن سلطتة عمان تعي معنى رفع العلم في جوانبه السيادية، وستبقى عمان الدولتان رافضة للتطبيع على الرغم إنه يتعارض مع مصالحها الاستراتيجية إذ أن التطبيع سوف يحقق العديد من المنافع السياسية والاقتصادية والعلمية. ولكن بقي الثبات على المبادىء في زمن تزيفت فيه النوايا وضعفت النفوس.
ومما يستوجب ذكره أن البطولات الدولية لايمكن منع اي منافس في حال تأهله ولكن تستطيع الدولة المستضيفة أن تفرض سيادتها بطريق أخرى.
مع العلم أن المتسابقة دخلت بجواز آخر وتمثل شخصيتها الاعتبارية وليس كيانها