500 متطوع من 92 بلداً يقدمون المساعدة في بطولة كأس العرب لكرة القدم قطر ٢٠٢١
ابتسامات وقصص يرويها المتطوعون على أرض الملعب
وهج الخليج – وكالات
ظاهرياً، لا يبدو أن هناك الكثير من القواسم المشتركة التي تجمع أم لثلاثة أطفال من زمبابوي وأستاذ جامعي كندي ومشرف باكستاني شاب يعمل في مراقبة الجودة.
ولكن روفارو تشيندالو ورضا بن رجيب وعلي شان وقفوا بجانب بعضهم البعض، والابتسامة تعلو محياهم، على العشب الأخضر الذي يغطي أرض الملعب في مرافق تدريب أسباير البارزة في قطر، ليتحدث هذا الثلاثي ذو الخلفيات المتنوعة عن أنفسهم، وعن بعضهم البعض، وكأنهم ينتمون إلى عائلة واحدة كبيرة وسعيدة.
هذه العائلة هي مجموعة قوامها 5,000 متطوع ومتطوعة في بطولة كأس العرب لكرة القدم قطر 2021، وقد حصل 45 من أعضائها يوم الأحد على فرصة للتدرب والاستمتاع برفقة خمسة لاعبين من منتخب قطر الوطني.
وحول هذا الموضوع، قال السيد ناصر المغيصيب، مدير إدارة استراتيجية التطوّع باللجنة العليا للمشاريع والإرث، والقائم على تنفيذ البرنامج بالشراكة مع اللجنة المنظمة لبطولة كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™ وFIFA: “تأتي هذه الفعالية كبادرة تشجيعية لتحفيز المتطوعين أثناء استعدادهم للبطولة. وعلى الرغم من أن فعاليات اليوم تدور جميعها حول التطوع، إلا أنها تتيح للمتطوعين كذلك الترويح عن أنفسهم وقضاء بعض الوقت الممتع وربما اكتساب بعض المهارات الجديدة في كرة القدم”.
وشارك عدد من لاعبي المنتخب القطري بحماسة في هذه الفعالية، وجميعهم أعضاء في تشكيلة الفريق المشارك في النسخة الأولى من بطولة كأس العرب لكرة القدم، التي تنطلق فعالياتها يوم الثلاثاء. وقال الحارس مشعل برشم، خريج أكاديمية أسباير، مبتهجاً: “لقد نشأت هنا”. وأردف متحدثاً عن السعادة الواضحة على المتطوعين: “إنه لأمر رائع أن نرى الفرحة تعلو وجوههم، وهذا يجعلني سعيداً أيضاً، وهذا هو الهدف الحقيقي. هذا ما تعنيه كرة القدم بالنسبة لي.”
حكايات ملهمة
في هذا اليوم منح اللاعبون المتطوعين مركز الصدارة، وما ظهر لاحقاً كان قصصاً رائعة شرحت سبب اشتراك هؤلاء الرجال والنساء في برنامج التطوع، وما أضافته هذه التجربة إلى حياتهم.
على سبيل المثال، قدمت روفارو إلى قطر من زيمبابوي قبل ثلاث سنوات لمرافقة والدها خلال رحلة علاجه من السرطان. قالت: “كان علي أن أترك أبنائي في زمبابوي. ولأني موجودة هنا بدونهم، إلى جانب رؤية والدي مريضاً وبحاجة إلى إجراء العديد من العمليات، انتهى بي الأمر بالشعور بالاكتئاب الشديد”.
وأردفت ضاحكة: “ولكن، بمجرد انضمامي إلى البرنامج، تلاشى هذا الاكتئاب. شعرت وكأن لدي عائلة أخرى هنا في قطر. لقد عقدت صداقات من العديد من البلدان المختلفة، ومنحني هذا الأمر ثقة أكبر بنفسي. أشعر وكأنني يرقة تحولت إلى فراشة!”.
وأضافت: “أشعر أيضاً أنني أرد بعض الدين إلى قطر، وأردت حقاً أن أفعل ذلك لأنني كنت ممتننة جداً للعلاج الرائع الذي تلقاه والدي هنا”.
برنامج التطوع في بطولة كأس العرب FIFA قطر ٢٠٢١™ بالأرقام:
- طلبات المشاركة المستكملة: 36,167 طلبا ً
- المتطوعون المختارون: 5,000 متطوعاً
- المتطوعات الإناث: 1,100 متطوعة
- المتطوعون الدوليون: 250 متطوعاً
- الدول الممثلة: 92 دولة
كان هذا الإحساس برد الجميل إلى قطر موضوعاً متكرراً في أحاديث المتطوعين، حيث ردد رضا تعليقات زميلته المتطوعة قائلاً: “أعتبر تطوعي هذا وسيلة لرد الدين إلى المجتمع. لا تزال قطر في طور التطور، ولكن هذه البطولات ستبني الثقة في شعبها. وأنا ممتن حقاً لـFIFA لإحضارها كأس العالم إلى هنا، لأنني أعتقد أنه من المهم إقامة هذه البطولات الهامة في بلدان أخرى غير البلدان الكبيرة المتقدمة”.
وأضاف: “أريد أن أقدم بعض المساهمة، وبصفتي أستاذاً في جامعة قطر، أود أيضاً أن أكون قدوة يحتذي بها طلابي. لقد عملت بجد لإشراكهم في فعاليات تسهم في تطوير مهاراتهم الاجتماعية، ولا شك بان التطوع طريقة رائعة للقيام بذلك”.
اللاجئون ولم الشمل
ومن جهته، رأى علي معانٍ أوسع للتطوع في البرنامج حيث قال: “بالنسبة لي، يتعلق الأمر بإحداث تغيير في المجتمع وتحسين حياة الآخرين. وأشعر أنني أساهم بإحداث هذا التغيير بطريقتي المتواضعة”.
وأضاف: “لقد شاركت لمدة شهرين في مبادرة الجيل المبهر في مخيم البقعة للاجئين، على سبيل المثال، وعملت خلالها في حضانة للأطفال. لقد قدمنا العديد من الأنشطة الرائعة للأطفال مثل الزومبا والرسم والقراءة وكرة السلة وبالطبع كرة القدم! لقد شعرت بأنه عمل جيد ومهم لأن هؤلاء الأطفال عاشوا ظروفاً صعبة وخطيرة للغاية”.
روفارو، التي شاركت في نفس البرنامج بصفة مستشارة للنساء والأطفال في المخيم. قالت: “آمل أن أكون قد ساعدت بطريقة ما. ولكن عندما يتعلق الأمر بالتطوع، أشعر بصدق أنني مهما قدمت، فإنني أحصل على أكثر منه في المقابل”.
ولكن الهدية الأعظم التي ستحصل عليها هذه المتطوعة بالذات ستصل قبيل انطلاق بطولة كأس العرب، حيث أوضحت وهي تبتسم: “لقد سجل ابني البكر اسمه للمشاركة في البطولة كمتطوع دولي، ومن المقرر أن يصل غداً إلى قطر. وبسبب الجائحة وكل ما مر بي، سأتمكن من رؤيته للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات”.
وأضافت: “يجب أن أشكر قطر أيضاً لأنها ترحب به كما رحبت بي. أنا أحب هذا البلد وأشعر بأنه موطني الثاني. وعندما أنظر إلى مجموعة المتطوعين المتواجدين هنا، أرى العديد من الثقافات المتنوعة، ولكننا نشكل بحق عائلة واحدة كبيرة وسعيدة”.