على أكتاف غَيم
وهج الخليج-مسقط
بِقلم: فاطمة الراشدية
أخصائية إرشاد / مدربة معتمدة
أَشرقت اليوم الشمس من باطن ذلك الكف الكريم،وكأنما انشقت بخنجرٍ حادٍ صغير؛ أراها تحزم خصرها برباطٍ أحمر لامع جميل، وتضع على الأرض شيءٌ من فتات خُبز الأمس لعله يشفع عنها تقصيرها في حق جارها الفقير.
رفعت رأسها شامخ لتنظر إليّ مبتسمة تُهنيّ بيوم عيد موطنها الأصيل؛ وأنا أحاول أن أرد السلام قبل أن يأخذني خلخالها الذهبي إلى جدتي فأسرح في ذاكرة الزمن.
هذه هي عُمان كما أراها بقلبي الساكن، وعينايّ العاشقة؛ هي أُنثى قوية وناعمة، شامخة وأصيلة تَسكن أحياء القلوب، لها صدى يَرّن كُلّ يوم بآيات وتراتيل وأناشيد عن السلام والحُب والرحمة.
يُزعجها التفارق والمشاحنة وكُل ما يخرج عن الحق، تنتصر دائمًا من أجل المحروم والضعيف والمظلوم والأسير والفقير..
لها عَينٌ خضراء ساحرة تجعلك تُؤمن بأن الجمال هو القلب المُحب الذي لا يحمل إلا معاني الإيثار والإخوة.
علمتنا عُمان أن لا مكان لك معنا وأنت مُشاحنٌ بغيض.
علمتنا عُمان أن لا صاحب لك ولا جار ولا أخ وأنت مُغالطٌ حقود.
علمتني عُمان أن الأمن والأمان من أعظم النعم التي سَكنت بوتين قلبي.
فسلامٌ لمن سكن هذه الأرض إلى يوم يُبعثون.