سليلة الغوانم على النعش والرقاب
بقلم: بنت “الغوانم” منى بنت سالم المعولية
عقد الموت حاجبيه؛ فرحلت “رجاء “، رحلت ورحلت وردة من بنات ” الغوانم” وهو اللقب الذي عُرفت بها عائلتنا في قرية المراغ الحبيبة.
ولكن مهلا، كيف ماتت ابنتنا، وردتنا؟! لقد ماتت ولسان حالها يقول ” للتو قد نجوت من الحياة؛ وداعا” كيف يمكن لصبية مثلها أن تنجو من الحياة بالموت، وكيف ماتت “رجاء” لتعيش فينا مؤبداً.
يبدو أنها النهايات مضرجة بعبث الموت والختام، ماتت وهي التي تحملت منذ طفولتها آهات واوجاعا قضت جسدها الطاهر، ماتت وهي التي شهدت مع أشقاءها رحيل أبواها وهم في عنفوان العمر والشباب، رحلت الصابرة المحتسبة وتركت خلفها أطفالا لايعون الفقد ولايستوعبون كلمة الموت، رحلت وتركت أشقاء مكلومين يتكرر يتمهم برحيل كبرى شقيقاتهم، رحلت وتركت جدتها المندهشة تعاقر وجع الفجيعة فبالأمس الأول كانت رجاء في بيتها معها تتناول عشاء الوداع الأخير، رحلت والزوج يلتقط دموعه التي غلبته أمام طابور المغسلات.
لكن مهلا، مهلا يا أمهاتي
مهلا يا عماتي ويا شقيقاتي
لمن ذلك الكفن والقطن يخاط؟
لمن ذلك النعش المسجى هناك؟
أما علمتم أن الملائكة لاتموت ولاترحل؟!
أما علمتم أن الملائكة تصعد للسماء،
لقد راهنت ونجح رهانها، راهنت وفازت بالرهان، قالت سأعود من “وادي المعاول وسأعود لأسكن في بركاء، ولقد صدق وعدها وحدسها فها هي تعود محمولة على النعش فوق الأكتاف على الرقاب لتسكن كعروس طاهرة بريئة تحمل في قلبها المتوقف عن النبض سجايا وصفات الصغار، عاد لتسكن وتدفن بجوار والديها والأهل والجوار، عادت إلى التربة التي لعبت فيها صغيرة ودفنت سرتها فيها رضيعة وشهدت على صبرها وعلى كل ألم وفجيعة عادت رجاء فقد نجت للتو من متاعب الحياة.