تأملات في منهاج كامبردج في الرياضيات والعلوم
كتبت : خالصة البوسعيدية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رسالة لكل تربوي من أعلى الهرم الى قاعدته
استحدثت وزارة التربية والتعليم المناهج الجديدة في الرياضيات والعلوم ما يسمى بمناهج كامبردج حيث إرتئت الوزارة تطبيقها لما لها من جدوى من النواحي التربوية والتعليمية
ولقد مرت سنوات على تطبيق منهاج السلاسل في العلوم والرياضيات الذي جاء متسايرا مع طلاب الصف الثالث الأساسي ولا نقول مع طلاب الصف العاشر الاساسي بإعتبار أن تطبيق المنهاج من الصف الاول بدأ مع هذه الفئة من الطلاب من هم الان بالصف الخامس الاساسي .
ولقد نادت الوزارة الموقرة بأهمية التركيز على اكساب الطلاب مهارات القرن الحادي والعشرين وبينت أن هذا المنهاج سيلبي هذه المتطلبات وسيعمل على تحقيق الأهداف المرجوة منه وسيصبح طلابنا من الطلاب الذين يمتلكون مهارات التفكير الناقد والابداعي وسيكتسبوا مهارات التواصل مع الاخرين والتعبير عن الذات والإستنتاج وغيرها كثير ……
وفي بداية التطبيق تفاجئنا بالكم الهائل من المادة المعرفية المطالب بها المعلمات كتدريس والطلاب كتحقق أهداف وضع خطا تحت ” *المادة المعرفيه* ”
لقد أشتكت المعلمات مرارا وتكرارا من ضغط المنهاج وزخم الأهداف المعرفيه المطالب بها التلميذ ولكنها تحملت عبئا إضافيا من الحصص لتتمكن من انهاء المقررالدراسي لتحقيق الهدف المرجو والنتائج التي تمنيناها لأبنائنا الطلاب وهي اعداد جيل قادر متمكن من الاعتماد على نفسه ولديه المهارات التي تعينه على تحمل المسؤولية وخوض معترك الحياة العملية القادمه … ولكن!!
وفي هذا الوقت نسأل أنفسنا هذا السؤال الذي يفرض نفسه علينا :
– *هل بالفعل أكتسب طلابنا جزء من مهارات القرن الحادي والعشرين التي نطمح بأن تكون ضمن مهاراتهم الشخصية* ؟؟
– *هل هذه الفئة من الطلاب تميزوا عن غيرهم ممن درسوا المناهج والبرامج الأخرى* ؟؟
– *هل طالب الصف العاشر الاساسي والذي درس مناهج كامبردج في العلوم والرياضيات يستطيع التعبير عن ما يشاهده في الغرفة الصفية ويسجل استنتاجاته ومشاهداته ليتوصل الى النتائج بمفرده* ؟؟
هل يمتلك بالفعل مهارات القرن الحادي والعشرين؟
*ياوزارة التربية والتعليم* :
لقد أتيت بمناهج تنمي التفكير وتدعم تعليم المهارات لكنها بالمقابل تحتاج الى وقتا اضافيا من الحصص لتحقيق أهدافها المهارية والمعرفية والوجدانية المختلفة
ولا ننسى إقتصار عناصر التقييم لالخاصة بالمادة المعرفية فقط وتغافلت عن الهدف الأهم من تنمية وتعليم وتقييم المهارات التي سعى المنهاج لتحقيقها !!
أيعقل أن ينادي البرنامج التدريبي لمنهاج السلاسل من بدايته عن طريق *عرض مرئي شاهدناه جميعا* عن الإنفجار المعرفي المتسارع والذي لا تحصيه كتب ويبين لنا أن الحصول على المعرفه من أسهل مايكون ويشجع ويدعم اكساب الطالب مهارات التعلم والبحث والإستقصاء والتي تمكنه من التعلم مدى الحياة وكأن الطالب يطلب من أستاذه قائلا :
*علمني كيف أتعلم*
!!
_كيف يتعلم_ ؟ !
هل عرف الطالب كيف يتعلم ؟ وما هي المهارات التي تعلمها والتي تعينه على التعلم ؟
ان تطوير التقويم المستمر ضرورة ملحة لمسايرة متطلبات المنهاج الجديد .
هذا لا يمثل انتقادا أو قصورا بالمنهاج بل من أجل التجديد والتطوير للوصول ما ما هو مطلوب ورغبة في تحقيق نتائج حقيقية واقعيه وملموسة
وأخيرا وكل ذلك بغية المصلحة العامة لأبناء وبناة مستقبل عمان الغالية .
لكم جزيل شكري وعرفاني بما قدمتموه وما تقدموه من جهود مخلصة لهذا الوطن .
وفقنا الله وإياكم .