نوفمبر للأوفياء: ولائي للعلم والسلطان وعمان
بقلم:منى المعولي
حاولت التغاضي كثيرا والالتزام بالحياد؛ غير أن بعض الصمت جُبن؛ ولم أعهد قلمي جبانا في تسمية الأمور بمسمياتها وإعادتها إلى نصابها وحالتها الطبيعية، ولكنها رسالة أردت أن أطلقها إلى فئات عدة دون غيرها، ربما هي قليلة غير أن تأثيرها واسع وانعكس بشكل سلبي على شرائح عدة ليتمازج مع عدد من الظروف الاقتصادية التي ألمت بالعالم أجمع وليس عمان وحدها، غير أننا متقوقعون داخل محيطنا، نأبى النظر بنظرة فاحصة على ما يعانيه العالم أجمع.
أعود إلى محور حديثي والمغزى من الرسالة في هذا المقال وأسدد الرمية نحو ذلك المتباكي في فضاء المجموعات الواتسابية قائلا لأول مرة لا أشعر بفرحة وعظمة نوفمبر المجيد وتسلح وتعذر وتعلل قائلا: أن غصة الحادي عشر من يناير طغت على كل شي!!
فإلى هؤلاء البكائين أسدد سهم قلمي لأصف أمثالهم بالمنافقين؛ لأن ذات الشريحة نفسها كانت تقض مسامعنا بالتذمرات والانتقادات، وكانت ترشق الوضع بتصنيفات عدة وتنعته تارة بالفساد وتارة بالدولة العميقة، وحين أطل علينا العهد الجديد لمولانا السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه ليعيد الأوضاع كما ينبغي وتسود العدالة والمساواة وتطير كل تلك العلاوات الخيالية والامتيازات العجيبة؛ انبرى صاحبنا البكاء مرة أخرى وربما هو من الطبقة المنعمة ممن كان لديه علاوة بدل طبيعة عمل وهو الذي يكاد لايبارح سريره كل صباح ليعيش أوجاع البسطاء الذين تستهلكهم الشوارع من أجل الرزق الشريف ولقمة العيش الحلال المستحقة من غير بدلات اضافية ترفيهية لم يكن لها ميزة إلا أنها ضاعفت الفجوة وولدت طبقتين واتساعا شاسعا بين الأثرياء والطبقات الكادحة .
إلى البكائين المتنعمين سابقا واليوم يكيلون النقد والانتقاد لتعبئة نفوس الضعفاء ومد الوهم إليهم أنتا لسنا على ما يرام أقول: أغمد كيدك وصن لسانك واستر نفسك؛ فإن الستر على النفس واجب كي لايُعلق اسمك على أستار المنافقين المتنفعين الذين انقطع عنهم الضرع الممتلىء بلبن التخمة والاكتفاء .
وإلى الأخر الذي يسعدني أن أسميه “المتعايي دوم” لا داعي أن تغير مودك حسب التغيير وتتذمر اليوم لتأتي غدا وتمدح ما ذممته بالأمس وتكرر ذات المشهد الدراماتيكي الممل الذي يصيب المشاهد بالغثيان والإعياء.
وكلمة أخرى إلى كل مريض نفسي حاقد يصف من يثني على منجزات النهضة المتجددة بالمطبل فأقول له عليك أن تعالج عقدتك ولاتسقط أمراضك على العقلاني الذي يصف الأمور بما يراها تستحق، واخلع نظارتك السوداء وأخرج من تلك العتمة الباهرة، ففي الحياة ألوان أخرى تستحق أن تعيشها وتراها ولاتنسى أن تأخذ علبة الباروكستين لعلاج عقدة اكتئابك كي لاتعدينا بها؛ فإن بعض السلبية آفة ووباء.
وأخيرا: كلمة عامة أوجهها لي ولهم ولكم وللجميع
من كان ولائه لعمان والعلم؛ فإن عمان شامخة باقية وهي بين أيدي أمينة حكيمة عليمة عظيمة، تسير بها بتريث وعقلانية.
ومن كان ولائه للمال والعلاوات والسلطة؛ فإن تلك الأشياء متذبذبة فلا تجعلوها مقياسا لحبكم للأوطان، لأنها ستهز شأنكم وتفقدكم صدقكم وهيبتكم، ولن تكونوا إلا محطة ضحك ومكامن نكتة ومثل وريبة، ولن يفوز إلا الأتقياء؛ فالتقي من سلم الوطن من أذاه ومن لسانه
ودمتم للخير أوصياء