شابان عمانيان يحصدان المراكز الأولى في مسابقة بحثية للشباب العربي
وهج الخليج_ مسقط
مبارك الحمداني: المسابقة جاءت كدافع معرفي للشباب للاستشعار والتنبه إلى التغيرات التي فرضتها جائحة كورونا (كوفيد 19)
نوف السنانية: المسابقة اضافت لي الكثير سواء من خلال اطلاعي على الدراسات السابقة في مجال الدراسة او من خلال زياراتي الميدانية لبعض المؤسسات.
انطلاقا من أهمية الشباب وما يحققوه من إنجازات شبابية في مختلف المجالات والمسابقات المحلية والإقليمية والدولية، فان وزارة الثقافة والرياضة والشباب تبارك لكل من نوف بنت أحمد السنانية لحصولها على المركز الأول ومبارك بن خميس الحمداني على حصوله المركز الثاني في المسابقة البحثية الموجه للشباب العربي حول العائد الديموغرافي وجائحة فيروس كورونا المستجد: أزمة أم فرصة للشباب؟ والتي نظمتها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
حيث دعت وزارة الثقافة والرياضة والشباب جميع الشباب الباحثين ومن لديه اهتمامات في مجال البحوث والدراسات للمشاركة في هذه المسابقة والتسجيل الكترونيا حيث تقدم عدد أربعة من الشباب العُماني، وهدفت هذه المسابقة الى الوقوف على وعي الشباب في المسائل الخاصة بالتنمية والسكان وتوظيف الاعلام في تسليط الضوء على القضايا الشبابية والسكانية وزيادة الوعي بها ودعمها خاصة في ظل انتشار جائحة كورونا المستجد، كما هدفت المسابقة للوقوف على اجابة للتساؤل الرئيسي حول “هل مثلت هذه الجائحة أزمة أم فرصة للشباب؟ وتسليط الضوء على الاجراءات الوطنية الداعمة لدور الشباب خلال مرحلة التعايش مع الجائحة -دور الشباب في خطط الاستجابة الأولية للازمات والمبادرات الشبابية الفاعلة للتصدي والتخفيف من اثار جائحة كورونا على فئة الشباب بشكل خاص والفئات الاخرى بشكل عام.
تجربة مثرية وممتعة
وتحدثت نوف بنت أحمد السنانيه الفائزة بالمركز الأول وهي خريجة بكالوريوس علاقات عامة من جامعة التقنية والعلوم التطبيقية ( تطبيقية نزوى) عن ورقتها البحثية بعنوان تأثير جائحة كورونا على القطاع الشبابي في مجال التجارة الإلكترونية في سلطنة عمان ، حيث القت الضوء في دراستها على تأثير جائحة كورونا على نمو قطاع التجارة الالكترونية في سـلطنة عُمان ودراسة الفـرص والتحـديات التـي تواجـه رواد الأعمال مـن الشـباب العماني في ظل الأزمة الوبائيـة مستخدمة منهج التحليـل الوصـفي و الاسـتدلالي فـي تحليـل عينة الدراسة، حيث شملت عينـة الد راسة رواد الأعمال المسجلين في قاعدة بيانات هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، و توصـلت الد راسة إلـى مجموعـة مـن النتائج أهمهـا مثلـت الجائحة فرصة لازدهـار نشاط التجارة الالكترونية في السلطنة و يرجع ذلك إلى حزمة التسهيلات وبرامج الدعم التي قدمتها الحكومة لرواد الاعمال الشباب في مجال التجارة الإلكترونية ، بالإضافة الى أن هناك فرص كبيرة لرواد الاعمال في هذا القطاع بالتحديد منها البيئة الخصبة كسوق ناشئ ، كما توصلت الدراسة انه اذا ما توفرت كافه السبل لتحسين جودة المنتج وسرعة توصيله فإن التجارة الالكترونية في السلطنة ستستمر في التحسن ، كما كشفت الدراسة أن التجارة الالكترونية في السلطنة تواجه بعض التحديات ولكنها في تحسن مستمر بسبب القوانين و التشريعات من الجهات المعنية ، بالإضافة الى تشجيع حكومة السلطنة جميع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على رقمنه اعمالها التجارية واعتمادها بشكل كبير على الاقتصاد الرقمي تماشياً مع رؤية عمان ٢٠٤٠ ، وأوصت الدراسة بمواجهة تحديات قطاع التجارة الالكترونية من خلال تفعيل دور الحكومة متمثلة في بعض الجهات الحكومية بتوعية المستهلكين حول القوانين والتشريعات المتعلقة بالتجارة الالكترونية ، بالإضافة الى تكثيف الجهود في تطوير البنية التحتية بما يتعلق بتحسين جودة خدمات الانترنت وزيادة كفاءة عمل شركات الشحن والتوصيل في السلطنة.
وتضيف: شاركت في هذه المسابقة رغبة مني لتجربة مجال جديد واكتشاف مهارتي في مجال البحوث والدراسات، وكانت تجربة مُثرية وممتعه رغم التحديات وعامل ضيق الوقت ولكنها اضافت لي الكثير سواء من خلال اطلاعي على الدراسات السابقة في مجال الدراسة او من خلال زياراتي الميدانية لبعض المؤسسات.
وفي الختام شكرت المشرفين على البحث ومحكمي استبانة الدراسة الأستاذ سعود الشعيلي من هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والأستاذ فارس العوفي ووضحى الفارسية من المديرية العامة للشباب بوزارة الثقافة والرياضة والشباب والدكتور محمد الحموري من الكلية الحديثة للعلوم والتكنولوجيا.
تحفيز الشباب للإنتاج العلمي
مبارك بن خميس الحمداني الفائز بالمركز الثاني وهو باحث في علم الاجتماع والسياسات العامة يقول بلا شك أن مثل هذه المحافل البحثية من شأنها تحفيز الشباب للإنتاج العلمي والمعرفي ودفعهم للتجديد في حقل البحث والتنقيب وتشخيص العوارض والظواهر والمشكلات على اختلافها إنسانية كانت أو طبيعية، وهذه المسابقة جاءت كدافع معرفي للشباب للاستشعار والتنبه إلى التغيرات التي فرضتها جائحة كورونا (كوفيد 19) على بنى الحياة الاجتماعية والاقتصادية في المجتمعات العربية.
ويوضح عن ورقته البحثية التي فاز بها على المركز الثاني انها تناولت فكرة استثمار العائد الديموغرافي في دول الخليج العربي وكيف أثرت الجائحة على بعض أوجهه، وركز فيها على الفئة العمرية لقوة العمل من (15-64) عامًا التي تعتبر حالة الاستثمار في معطى التنمية البشرية بمختلف أوجهها ومجالاتها وضبط السياسات السكانية والاستثمار الأمثل في قوة العمل المتاحة وتسخير أفضل السبل لتقوية نظم التعليم والتدريب والتأهيل من أهم الأدوات التي تساعد الدول على الاستثمار في معطى العائد الديموغرافي، وتناولت الدراسة أربعة محاور من خلال استطلاع لعينه من الشباب في دول الخليج الست وهي توجهات الشباب نحو كفاءة منظومة الدولة في الاستجابة لجائحة كورونا (كوفيد 19)، وتوجهاتهم نحو أثر جائحة كورونا (كوفيد 19) على بعض أبعاد العائد الديموغرافي في الدولة، وتوجهاتهم نحو مستوى رضاهم عن إشراكهم في منظومة الدولة للاستجابة لجائحة كورونا (كوفيد 19) والكشف عن تصوراتهم المرتبطة بآليات تحقيق الاستثمار الأمثل في مرحلة العائد الديموغرافي ما بعد الجائحة.
وتوصلت الدراسة الى وجود حالة من الرضا النسبي لدى الشباب الخليجي في الفئة العمرية (18-29) سنة حول كفاءة منظومة الدولة في الاستجابة لجائحة كورونا (كوفيد 19) وكشفت كذلك عن مخاوف واضحة لدى عينة الشباب من تأثيرات ضغط العمالة الوافدة على بعض القطاعات الحيوية كما عبر الشباب عن مستويات متفاوتة بين الدول الخليجية فيما يتعلق برضاهم عن إشراكهم في منظومات إدارة الجائحة، إلا أنهم أجمعوا على الدروس المستفادة من جائحة كورونا كوفيد 19 فيما يتعلق بتصوراتهم نحو بعض الأبعاد المتصلة بالعائد الديموغرافي ومنها اتباع الممارسات الصحة العامة بشكل يومي ومستدام والتنبه إلى فرص التعلم الإضافية خارج التعليم النظامي والتفكير في تعدد مصادر الدخل لضمان الاستقرار المالي.
ويقول مبارك الحمداني أن هذه الدراسة أفادته كونه مهتم بمسألة البحث في قضايا العائد الديموغرافي حيث طورت لي منظورات مقاربة وأكثر تنويرًا في هذا المجال متوجهًا بشكره لوزارة الثقافة والرياضة والشباب التي أعلنت عن هذه الجائزة وقدمت دعمها للمشاركين فيها ونسقت ظروف المشاركة ولأمانة جامعة الدول العربية على تنظيمها ودقة موضوعها وأهميته الظرفية والمرحلية.