تأثير المشاهير
كتب : هلال بن سعيد
المشاهير والتأثير في الوسط الإجتماعي
في أواخر الستينيات من القرن الماضي، تنبّأ الرسام الأميركي “آندي وورهول” بظهور وسيط إعلامي يوفر للشخص العادي حلم الشهرة السريع، وعبّر عن ذلك بمقولته في إحدى مقابلاته الشهيرة: “في المستقبل، سيتمكن الجميع من أن يصبحوا مشهورين شهرة عالمية خلال 15 دقيقة فقط… ( الجزيرة نت )
مشاهير الماضي
في الماضي كانت قائمة المشاهير ضئيلة جدا ، وتتلخص في تخصصات وجوانب محدودة بسبب المعايير القاسية والنادرة في تلك الفترة وعلى سبيل المثال كانت الشهرة في زمن العرب ما قبل الاسلام تتلخص في الشجاعة والكرم والشعر ومثال على ذلك كان حاتم الطائي مقياس الكرم وعنترة بن شداد مشهور بشجاعة وشعراء المعلقات اشتهروا بمعلقاتهم السبع ، وفي زمن الاسلام كان الشهيد والفقية والمحدث هم نجوم السماء الاسلامي واذا رجعنا الى العصر اليوناني كذلك الشهرة و كذلك الشهرة متلخصة في السفسطائية وجدل القول حتى جاء سقراط بالفلسفة واصبح الفلاسفة هم مشاهير العصور اليونانية ..
وفي العصور الوسطى كان الفرسان والمحاربون هم الاكثر شهرة ونفوذا بين الناس وامثال على ذلك نابليون بونابرت وغيره حتى جاء العصر الحديث ومع تفجر العلوم والاكتشافات تحولت الشهرة الى اصحاب الصناعات والابتكارات العلمية والشركات العابرة للقارات امثال اندرو كارنجي قطب الصناعة الاسكتلندية ..
وهذا على سبيل المثال لا الحصر وملخص الملخص ان النجاح والشهرة في تلك العصورة كانت صعبة جدا ومعاييرها قائمة على اسلوب الحياة ومقتضياتها ..
وقد ألف الكاتب مايكل هارت كتاب الخالدون المئة واورد فيه الشخصيات القيادية والنبيلة والشجاعة والناسكة وغيرها من الصفات التي جعلت من اصحابها مؤثرون وباقون حتى يومنا هذا سوى بمؤلفاتهم او باخلاقهم او بنبلهم وشجاعتهم ..
مما جعلت الاخرين يتاثروا بهم ويصبح لهم اتباع ومقلدون –بإستناء الانبياء طبعا الذي ايدهم الله بالوحي وعلى راسهم الرسالة السماوية الباقية للنبي محمد صل الله عليه وسلم فهم لا يمكن ان نقارنهم بغيرهم..
مشاهير اليوم
وإذا فتحنا صفحات الشهرة في هذا الايام ستجد في كل بيت مشهور وفي كل حارة عدة مشاهير لسهولة الطريق الى الشهرة وكثرة الادوات وسائل التواصل والنشر بمختلف انواعها وانقلاب المعايير وتبدل الاهتمامات بين الناس فصارت الشهرة باب مستباح من الكل بمجرد انك تملك جهاز لوحي ووسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي بامكنك ان تشق طريق الشهرة بايسر السبل واقصرها إما بعمل غير مألوف او جسم مكشوف او حتى بمعلومات واراء جدلية او بيوميات غير عادية. وسواء نتفق مع محتوى المشاهير او نرفضة يبقى السؤال ما مدى تاثير المشاهير وما يقدمونه علينا ؟
وهل المشاهير كلهم سيؤون وفارغون وخطر حقيقي على المجتمع؟ أم بعض المشاهير قوة ايجابية في دفع وتعزيز السلوكيات الصالحة في بناء المجتمعات؟
طبعا كل هذا يتحدد من حيث المحتوى الذي يقدمه المشهور وما هي اسباب شهرتة من هنا نستطيع الحكم على المشهورومحتواه هل هو صالح ام زبد خبيث سيلفضة المجتمع ..
ونسوق بعض الاراء التي تحدثت عن المشاهير سواء سلبا اوايجابا ، يقول الناشط الاجتماعي معاوية الرواحي ( كلمة مشاهير كلمة قبيحة بمعنى الكلمة وهي صفة سيئة ولا يمكن اعتبارها وصفا منصفا لا انسان هناك ناشطاعلامي وهناك مبدع ومفكر وهناك ناقد وهناك اعلامي وهناك مدون وهناك كاتب وهناك محلل ، اختصار عمل انسان في كلمة مشهور ليس منصفا مطلقا فالشهرة ليست كلمة جيدة مطلقا )
وكتبت مرام بنت سيف تعليقا على صورة محمد المخيني وخليل البلوشي ( ما شاء الله ظهرت معادن الاشخاص خليل البلوشي ومحمد المخيني الذين كانوا معهم – اهل المناطق المتضررة – طوال هذه المدة هنا يظهر المساعد والمتكلم فقط ومشاهير الفلس اختفواوعسى دوم يختفون )
ويكتب المغرد السعودي أبوأسامة مستهجنا ( لكل مشاهير التفه والافلاس ومتابعيهم كن مشهورا كما تشاء وفيما تشاء لكن لا تكن سببا في سخط الله علينا )
هذه عينات من الآراء والانطباع العام عن المشاهير
الذين أصبحوا اليوم حديث الساعة واللحظة ، منهم الذين يكال عليهم المديح ومنهم من تصرف الوجه عنه اتقاء دنائته وردائته ..
وكذلك من جانب علمي أكدت أستاذة علم النفس في جامعة الكويت د. أمثال الحويلة لـ القبس أن خطر وجود ما يسمى الفاشينستات أو المشاهير يكمن في أنهم كونوا قاعدة جماهيرية كبيرة أغلبها من صغار السن (المراهقين والشباب) من الجنسين، مضيفة أن من المعروف أنه يسهل التأثير على هذه الفئة عبر الإلحاح في العرض، وهذا ما يعمل عليه المشاهير والفاشينستات لأسباب تتعلق بتجارتهم الخاصة وشهرتهم الزائفة وزيادة مداخيلهم المالية..#جريدة القبس