الحراك الإجتماعي في فضاء تويتر
بقلم: هلال بن سعيد
يقول جين كينينمونت كبير الباحثين في برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا { يعد قطاع الشباب في الممالك الخليجية من أكثر المستخدمين شغفًا بوسائل الإعلام الاجتماعية في العالم، غير أن دول الخليج تشتهر بتحقيقها للأرقام القياسية من حيث أطول مبنى في العالم أو أكبر مجمع تجاري أكثر من اشتهارها بالتطور الهائل في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الذي شهدته.ويبدو أن التوجه نحو الاستخدام المتزايد للإنترنت والهاتف المحمول سيؤثر بشكل أكبر على مجتمعات الخليج،وهو ما سيجعل من تويتر تحديًا حديثًا ضد التحكم التقليدي للدول في وسائل الإعلام، وهو ما سبق وأن تغير بشكل كامل من خلال المحطات الفضائيات، إلا أنه يقدم كذلك للحكومات الفرص للتواصل مع مواطنيهم أو لمراقبتهم؛ فهو يُسهّل التواصل والترابط عبر الحدود وبين كافة المجموعات الاجتماعية.
ومن الملاحظ أن تويتر كان له تأثير ‘متوازن’ على الحوار السياسي والاجتماعي والديني في دول الخليج، حيث حصل القطاع الكبير من الشباب من مستخدمي تويتر على فرصة ‘الرد’ على أو ‘مجادلة’ من يكبرهم عمرا، مثل الوزراء أو رجال الدين أو كبار المديرين التنفيذيين، بشكل أسهل بكثير من المواجهات الشخصية. كما أنه يوفر مساحة جديدة من المجادلات والتعبئة السياسية، على الرغم من كونه مُوقِعًا للخلاف فيما يتعلق بالرقابة} **
المصدر: المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية، شاتام هاوس
لم يشهد العمانيين حراك متدفق في تويتر كمثل الذي يحصل الآن على نطاق واسع وبلغة جادة مسؤولة ، تدور جلها حول نقد الوضع السائد وطرح الحلول المختلفة التي يظن أصحابها أنها تساعد الحكومة والمواطن في تخفيف حدة القرارات التي وسعت الهوة ما بين السياسات الاقتصادية للحكومة وحياة الفرد ، بداية من رفع الدعم عن الوقود تاليها الضرائب وارتفاع أسعار المواد الأساسية
وتسريح الموظفين وملف الباحثين عن العمل وأزمة كورونا وما لحقها من تبعات ألقت بظلالها على شريحة كبيرة من أبناء المجتمع وغيرها من المشكلات التي لم تهدأ وتيرتها حتى يومنا هذا ..
أصبح رواد تويتر مجلس الشورى الافتراضي أو الجهة المعارضة ان صح التعبير بلغة العصر للقرارات الحكومية وهناك عدة أراء رصدنها تمجد دور تويتر في حل كثير من القضايا وكان آخرها #خمسه_ريال التي فرضت على الداخلين للسلطنة من الحدود البرية فتفاعل الناس معها في تويتر حتى ألغيت ..
يقول المغرد أحمد المعمري { ثبت بما لايدع مجالا للشك انه بما يسمى(السلطة الرابعة)بمعنى صحافة قنوات التواصل الاجتماعي بالعصر الحالي؛ برهنت فعاليتها وجدواها في حل كثير من القصايا التي تهم المواطن؛ والحمدلله عمان دولة منارة للحريات في حدود القانون}
ويقول المستشار والمدرب بدر الزعابي {عندما تستمع الحكومة لمطالبات مواطنيها عبر تويتر هنا وجب #الشكر ورد الجميل حتى لو بالكلمة الطيبة، ولا نحتاج ان نقول ان توتير اعلى واقوى من مؤسسات او افراد، هذه #نعمة ووجب الحفاظ عليها.)
هذا التدوين المصغر كان له الأثر الكبير في بناء خوارزميات الوعي والنضج عند العماني في معارضة القرارات الحكومية أو حتى أسلوب إدارة الخلاف فيما بين المواطنين أنفسهم ، مع رفع سقف الحرية من جانب الحكومة الذي خلق مناخ صحي يتلائم مع تصاعد وتيرة الاحتجاجات ظلت الأصوات العالية محتواه وساكنه داخل هذا العالم الأزرق …