على تقاطع المسفاة قرابين تُسفك
بقلم: منى المعولي
تقاطع الموت يدلع فاه ليبتلع المزيد من الجثث وحوادث السيارات، صوت ونان الإسعاف ولواحات مركبات النجدة هي أكثر الأصوات اعتيادية، أرملة تندب ويتيم تحمل هضيمة اليتم باكرا، ووالدة مكلومة وأسر تطحنها الحوادث في ذات المكان وبيوت تفرغ عن بكرة أبيها وتشمع أبوابها للأبد، ويبقى تقاطع المسفاة صامدا، وتبقى الندوب على جنبات الشارع هي كل ما تبقى كشاهد على قرابين من الدم تقدم على جنبات الطريق ولاساكن يتحرك من الجهات المعنية بذلك.
تقرير شامل للموقع وعدد الحوادث التي حدثت في هذا التقاطع وأعداد الضحايا من الوفيات والإصابات، لهو جدير بإطلاعنا على حجم الكارثة التي يتسبب بها تقاطع الموت ويبدو أن الأوان قد حان و بشكل مُلح بأن ينظر في أمر تحسين وتعديل هذا التقاطع او إغلاقه نهائياً.
المتأمل في تضاريس المنطقة يجد أنها تشهد تشوهات واضحة بين علو وانخفاض قد يحجب الرؤية للسيارة القادمة من الاتجاه الأخر، أي إن هناك لحظات يخاطر بها المرء ويلقي بنفسه وهو لايعلم عن مركبة تحجبها الأقدار قد تلتصق به وتباغته فور عبوره.
لن تنضب الحلول ولن تعجز العقول عن ابتكار النجاة، ولن يتوانى مهندسو الطرق عن صناعة البديل، بل إن الأمر برمته لا يساوي مثقال قطرة دم لروح تُسفك دمائها على هذا الأسفلت ، هذا نداء أخر ينضم إلى ألاف الأصوات التي بحت وهي تطالب بالنظر إلى خطورة هذا الطريق وانقاذ البشر من فتكه وبطشه، بل إننا نحن أبناء القرى البعيدة نضم أصواتنا إلى أصواتهم الحزينة المطالبة بحل جذري لهذا التقاطع اللئيم، ووضع نهايات أخرى، غير تلك المتكررة بالألم والصراخ والفقد والمأساة.