سرطان الثدي
بقلم:د.محمد العبري
استشاري جراحات المناظير المتقدمة والسمنة
@mohdsurg
يأتي سرطان الثدي في المراتب الأولى شيوعا عالميا وإقليميا ومحليا فما هي الاحصائيات حوله ، أسبابه، اعراضه وطرق علاجه:
يعتبر سرطان الثدي احد الامراض غير المتجانسة ويبدا موضعي بالثدي قبل ان ينتقل الى العقد الليمفاوية بالثدي ويصبح غازيا ، ويعتبر السرطان الأول من حيث الانتشار بين النساء فالسلطنة حسب احصائيات وزارة الصحة ، وتعد نسبة انتشاره حسب احدى الدراسات بالسلطنة ١٢,٨ من جميع السرطانات و ٢١,٢ من السرطانات التي تصيب النساء كما ان ٣٣٪ من النساء تشخص في مراحل متقدمة.
يعتبر الكشف التشخيصي بواسطة الماموجرام اهم الوسائل للتشخيص او استراتيجيات الوقاية الثانوية والهدف منه تشخيصه في مراحله المبكرة وقبل ظهور اعراض وتسهيل وسائل الوصول لمزيد من إجراءات التشخيص والعلاج كما تساعد على تحسين نوعية ونتيجة العلاج . كما ان الكشف المبكر كنتيجة لذلك يساعد على زيادة نسبة الشفاء بنسبة تتعدى ال ٩٥٪ وخفض نسبة الوفاة.
يبدا سرطان الثدي عادة في القنوات المنتجة للحليب كما يمكن ان يبدا في الانسجة الغدية التي تسمى الفصيصات او في انسجة وخلايا أخرى داخل الثدي ويحدث عندما تبدا الخلايا بالنمو بشكل غير طبيعي وتنقسم بسرعة اكبر من المعدل الطبيعي. في المراحل الأولى من سرطان الثدي قد لا تكون هناك أي اعراض وقد تظهر عندما ينمو ويكبر وقد تظهر تغيرات في المظهر والاحساس به. قد تشمل هذه التغيرات الإحساس بورم صلب فالثدي او الابط جديدة او متغيرة . وقد تظهر اعراض أخرى كتغير في شكل الثدي او حجمه او تقشر واحمرار او تجعد في جلد الثدي او الحلمة او تغيرات في شكلها كان تكون الحلمة غائرة بشكل مختلف عما كانت عليه بالإضافة الى افرازات منها خاصة اذا كانت من جانب واحد. وعند حدوث هذه الاعراض يتوجب على المريضة مراجعة طبيب مختص مع ملاحظة ان هناك أسباب أخرى مختلفة لهكذا اعراض اغلبها لا علاقة لها بالسرطان.
من العوامل التي قد تؤدّي إلى التأخّر عن استشارة مختص العوامل النفسيّة والاجتماعيّة كالشعور بالإحراج والقلق ممّا قد يكشف عنه التشخيص، تشمل كذلك قلّة الوعي بأعراض سرطان الثّدي، لا سيّما الأعراض التي لا تشمل وجود الكتل في الثّديين فقد اتّضح أنّه لا يوجد وعي كاف من قبل الأغلبيّة بالأعراض الأخرى التي سبق وأن ذكرناها. وتلجأ بعض السيّدات إلى الطبّ التقليدي أو إلى التوجّه لدول أخرى، ممّا قد يؤخّر التشخيص وفي بعض الأحيان تعود المريضة بمضاعفات إضافيّة او تأخر بالعلاج مما يؤثر سلبا على النتيجة النهائية..
تعزى أسباب المرض غالبا لاسباب غير معروفة وقد تكون مترابطة منها الوراثي والهرموني والبيئي وفيزيولوجيا الأعضاء. وجود تاريخ مرضي فالعائلة فالاقارب من الدرجة الأولى يزيد خطر الإصابة ويزيد اذا تاثر الجانبين او بزيادة عدد الأقارب المصابين او حدث قبل الطمث او بعده وقد تصل نسبة حدوث الإصابة الى ثلاث اضعاف.كما يعد التنظيم الهرموني أيضا عامل لتطور سرطان الثدي فالعوامل التي تزيد من نسبة او فترة تعرض الجسم لهرمون الاستروجين كطول العمر الانجابي وبداية الدورة في عمر مبكر وتاخر الحمل الأول واورام المبايض واستخدام موانع الحمل. ويعد الاشعاع أيضا احد اهم العوامل البيئية المرتبطة بسرطان الثدي سواء من مناطق الحروب او بسبب الإجراءات التشخيصية او العلاجية كتعرض الصدر لاشعاع مستخدم لعلاج امراض أخرى كسرطان الغدد الليمفاوية او الدرقية. اما من الناحية البيولوجية فاورام الثدي مرتبطة بالجنس والعمر فاكثر من ٨٠ تحدث في الاعمار فوق ال ٥٠ وهو مرض يصيب النساء بنسبة ٩٩٪. وقد يؤثر النمط الغذائي على احتمالية حدوثه فالفواكه والخضروات تقلل من حدوثه بينما الأغذية الدهنية تزيد منه. وأخيرا فللنشاط البدني دوره فمزاولة الرياضة تقلل نسبة الخطر لاقل من ٣٠٪ مقارنة بدونها.
لتشخيص الإصابة عدة طرق تبدا بفحص الطبيب الاكلينيكي للجانبين لتحري وجود أي تكتلات او أي أمور أخرى خارج المالوف وعند اكتشافها يتم التصوير الاشعاعي للثدي او الماموجرام ويمكن عملها مع الاشعة التلفزيونية او كل على حدة حسب العمر او تركيبة الثدي. استخراج خزعة او عينة هو الحل القطعي الوحيد للتشخيص باستخدام ابرة مخصوصة يتم تحليل نوعية الانسجة وخطورته بالإضافة الى فحص المستقبلات الهرمونية وغيرها التي لها تاثير فالعلاج بعد ذلك. بالإضافة لذلك فالاشعة المغناطيسية تستخدم للتشخيص في حالات معينة. بعد تشخيص الإصابة يقوم الطبيب عادة بتشخيص مرحلة الورم ك فحوصات الدم والاشعة المقطعية وفحص العظام وهذه تؤثر على العلاج مستقبلا وتحديد خطورة الورم ومدى انتشاره.
بعد تشخيص المرض يحدد العلاج حسب مرحلة الورم ودرجته وحجمه ويعتمد أيضا على حساسية الورم للهرمونات . يعد العلاج الجراحي الخيار الأفضل في المراحل الأولى وقد يرافقه العلاج الكيميائي او الاشعاعي او الهرموني قبل او بعد الجراحة. وتتنوع الجراحة من استئصال كلي او جزئي ويرافقها استئصال جزئي او كلي أيضا للعقد الليمفاوية للتشخيص والعلاج. ويستخدم العلاج الاشعاعي حزما قوية من الاشعة السينية والبروتونات وغالبا يعد استئصال الأورام في مراحله الأولى. اما العلاج الكيميائي فيستخدم لتدمير الخلايا السرطانية وتساعد في التقليل من نسبة رجوع المرض او انتشاره وقد يتم قبل الجراحة لتقليل حجم الورم ليسهل استئصاله جراحيا. اما العلاج الهرموني فيعتمد على المستقبلات والاستجابة للهرمونات المختلفة كمستقبلات الاستروجين والبروجسترون وتساعد في نسبة التقليل من رجوع الورم والتقليل من انتشاره أيضا والسيطرة عليه.
التأثير العاطفي لتشخيص مرض السرطان، والأعراض، والعلاج، والقضايا ذات الصلة يمكن أن تكون كبيرة. وترتبط معظم المستشفيات الكبيرة مع مجموعات لدعم السرطان التي توفر بيئة لمساعدة المرضى على التعامل مع المرض والنظر في قصص الناجين من مرض السرطان. لا يعيش كل مرضى سرطان الثدي تجربة المرض بنفس الطريقة. عوامل مثل السن يمكن أن يكون لها تأثير كبير على طريقة المريض في التعايش مع تشخيص سرطان الثدي. من ناحية أخرى، أشارت دراسة صغيرة عام 2007 أجراها باحثون في كلية الصحة العامة في جامعة جورجيا أن هناك حاجة إلى اهتمام أكبر في تعزيز أداء ونفسية الناجين من مرض السرطان ذوي سن متقدم، حتى عندما لا يكون لديهم مضاعفات طبية واضحة ذات صلة بالسرطان ووجدت الدراسة أن الناجيات من سرطان الثدي الأكبر سنا أظهرن مؤشرات متعددة من التناقضات في نوعية حياتهم ذات الصلة بالصحة ، وأقل صحة نفسة اجتماعية من المجموعة المقارن بها ولم يسجل الناجون أعراض الاكتئاب أو القلق أكثر من المجموعة المقارن بها ، إلا أنهم سجلوا أقل في القياسات الإيجابية للصحة النفسية الاجتماعية، وسجلوا مزاج أكثر اكتئابا وأيام متضررة من التعب.
ختاما عملية الكشف المبكر من سرطان الثدي والوقاية منه عملية إدارية منهجية ومستمرة وتحتاج وضع خطط شاملة بالكشف المبكر والفحص يرافقه العلاج فالوقت المناسب بالإضافة الى التعليم والتوعية لكافة افراد المجتمع.