“البحارة مستقبل النقل البحري” شعار أسياد في احتفالها غداً
وهج الخليج_ مسقط
عمل القطاع اللوجيستي في السلطنة خلال الفترة الماضية مع انتشار جائحة كورونا على دعم واستدامة الحركة التجارة العالمية واستمرارية تدفق السلع على المستويين الإقليمي والعالمي، مع مختلف الخطوط الملاحية العالمية، ولم يأت هذا النجاح الذي تحقق إلا بجهود كفاءات وطنية عملت على تسخير إمكانياتها وخبراتها لإدارة مختلف العمليات والخدمات البحرية في السلطنة.
وفي إطار احتفال المنظمة البحرية الدولية بيوم الملاحة البحرية العالمي الذي يصادف 30 سبتمبر من كل عام والذي يحمل هذا العام شعار “البحارة في صميم مستقبل النقل البحري”، أظهرت مجموعة أسياد مدى توافق رؤيتها في بناء منظومة لوجيستية متكاملة مدعومة بكوادر وطنية واعدة في قطاع الملاحة البحرية، وتعزيز حضور الكفاءات العُمانية في مختلف العمليات اللوجيستية.
استراتيجية طموحة للإرتقاء بالكوادر الوطنية
وأشار خليل بن علي البلوشي المدير التنفيذي للشؤون البحرية بمجموعة أسياد أن المجموعة حققت إنجازات نوعية تحسب للبحارة العُمانيين العاملين في قطاع الخدمات البحرية، وتعمل المجموعة على تنفيذ استراتيجية طموحة تتمثل في تعزيز التثقيف والتدريب المتصلان بالملاحة البحرية، والهندسة البحرية والأمن البحري، وإدارة حركة الملاحة البحرية للكوادر الوطنية في مختلف الأعمال البحرية واللوجيستية، واستقطابها لكوادر وطنية مؤهلة تتمتع بخبرات وإمكانيات على مستوى عالمي ، مضيفا بأنهم الثروة الحقيقيّة التي تقود طموحات المجموعة.
وأوضح بأن المتتبع لمسيرة مجموعة أسياد في إتاحة الفرص للكفاءات الوطنية في تقلد مختلف المناصب القيادية في القطاع البحري ، سيجد اليوم ان على مستوى العمليات التشغيلية لأسطول أسياد للنقل البحري كفاءة وطنية تعتلي مرتبة قبطان بحري، ويعتبر الأول على مستوى السلطنة في قيادة الناقلات العملاقة للنفط والغاز، كما يضم الأسطول أكثر من 180 شاب في مختلف الرتب والمهن، من بينهم 11 بحار برتبة كبير ضابط سطح وعدد 2 برتبة كبير المهندسين البحريين وأكثر من 130 مهندس بحري. كما وفرت المجموعة العديد من البرامج التدريبية المتخصصة لتأهيلهم خلال الفترة القادمة لتقلد مناصب عليا. كما نفخر بأن معظم القباطنة البحريين على متن العبّارات السريعة، والمرشدين البحريين في الموانئ وقائدي زوارق قطر السفن في جميع موانئ السلطنة هم كفاءات وطنية شابة.
أول قبطان عُماني لقيادة السفن العملاقة
يأتي القبطان البحري علاء بن صلاح عزيز أحد النماذج الوطنية الطموحة التي حققتها استراتيجية أسياد بحصوله على رتبة أول قبطان بحري عُماني خلال العام الجاري 2021 وهي أعلى الرتب في الملاحة البحرية والأول على مستوى أسطول أسياد للنقل البحري، مستثمرًا خبراته ومهامه الوظيفية التي اكتسبها خلال 11 سنة الماضية وتسجيله أكثر من 41 ألف ساعة إبحار في تقلد العديد من المسؤوليات والمهام والإبحار إلى مختلف الموانئ العالمية.
عين على البحار والمحيطات
ومن على منصة برج المراقبة في ميناء الدقم تظهر الأعمال الجليلة التي يقدمها عادل البلوشي الذي يعمل ضابطًا للتحكم بالميناء لإدارة الحركة الملاحية وضمان انسيابية وكفاءة حركة السفن في الميناء، وتوفير الإرشادات والتنسيق والتواصل المباشر مع مختلف الرحلات الملاحية. كما يشرف على برنامج الإبحار اليومي داخل حوض وأرصفة ميناء الدقم لضمان الامتثال إلى قواعد الأمن والسلامة الصادرة عن المنظمة البحرية العالمية عند دخول وخروج السفن والناقلات التجارية، موكدًا أن البرامج والدورات التدريبية التي التحق بها زادت من رصيد خبراته ورفع من مهاراته العملية بما يسهم في تعزيز المنظومة البحرية والخدمات اللوجيستية التي تقدمها السلطنة لمختلف الخطوط الملاحية العالمية.
مرونة ملاحية للسفن التجارية
ووسط الأعمال التشغيلية التي يقدمها ميناء صلالة لمختلف الخطوط الملاحية وعملائه التجاريين يظهر المهندس عبدالله بن عمر الكثيري، مدير الشؤون البحرية بميناء صلالة، الذي يساهم وبدور حيوي برفقة فريق العمل في التعامل باحترافية مع عمليات رسو ومغادرة الناقلات من وإلى الميناء وفق أعلى الإجراءات الأمنية والسلامة المهنية، وتنسيق الأعمال بين المرشدين البحريين وزوارق القطر. مؤكدًا بأن خبراته العملية التي تمتد إلى 13 سنة وظفها في نقل المعرفة والخبرات إلى زملائة من الكفاءات الوطنية البالغ عددهم أكثر من 50 موظف يعملون في مختلف المهن البحرية لاستدامة الحركة الملاحية في مختلف الظروف والتحديات والحفاظ على وتيرة الاعمال التجارية.
دعم فني ولوجيستي
وعلى مستوى العمليات التجارية في الموانئ الإقليمية ممثلة في موانئ السويق وخصب وشناص وميناء السلطان قابوس حققت هي الأخرى خلال الفترة الماضية نتائج تشغيلية مرتفعة منها زيادة أعداد السفن التي استقبلتها بنسبة 10% وإرتفاع مناولة الخضروات والفواكة بنسبة 16% و 67% في نقل المواشئ، وتزامن هذا الإرتفاع في عمليات الموانئ مع وجود كفاءات وطنية تعمل على إدارتها وتذليل كل التحديات لتقديم خدمات بحرية متكاملة، حيث يعمل عامر بن عبدالله الحوقاني على تقديم الدعم الفني واللوجيستي لمختلف الرحلات للسفن الزائرة وتنظيم برامج إبحارها، بالإضافة إلى تدريب وتأهيل الكفاءات الوطنية للقيام باعمال إرشاد السفن ومراجعة كافة متطلبات السلامة البحرية.
إدارة وصيانة للمحركات السريعة
وقطعت خدمة عبّارات في مواصلات شوطًا كبيرًا في إحلال الكوادر الوطنية في مختلف التخصصات البحرية، إذ تضم اليوم 5 قباطنة عمانيين في قيادة أسطول العبّارات السريعة، بالإضافة إلى مناصب إشرافية في الجانب الميكانيكي، وما تحقق ذلك إلا من خلال خطط تدريبة متواصلة وتأهيل أكاديمي وممارسة عملية مستمرة. ويأتي المهندس خالد بن مراد البلوشي كأول كفاءة وطنية يرتقي إلى رتبة كبير المهندسيين البحريين في أسطول العبّارات، وأظهر برفقة زملائة من الطاقم قدرة ومهارة عالية في التعامل مع المحركات السريعة وضمان استمرارية الخدمة من خلال إشرافه المباشر على الإجراءات التشغيلية والصيانة في العبّارات وتقديم الحلول الفنية الطارئة لمختلف الأعطال.
مخرجات وطنية بكفاءة عالية
وعلى صعيد اهتمام أسياد بالكوادر الوطنية وصقل مهاراتهم وتطوير خبراتهم في قطاع النقل والملاحة البحرية لقيادة الناقلات والسفن والعبارات أشار الدكتور عامر بن حمود الحبسي القائم بأعمال عميد كلية عُمان البحرية الدولية بأن الكلية تقدم تخصصات متعلقة بالمجال البحري ولديها برنامج الملاحة البحرية لتدريب الطلبة كضابط سطح مسؤول عن المراقبة الملاحية إضافة إلى طرح برنامج الهندسة البحرية لتدريب الطالب بنهج تعليمي فريد مبني على الدراسة النظرية والتعليم على المحاكيات والتدريب العملي على متن السفن التجارية، وتقوم الكلية برفد سوق العمل بكفاءات في مجالات النقل البحري واللوجيستيات والهندسة التحويلية، وخرّجت الكلية خلال الخمس السنوات الماضية نحو 2249 طالب من مختلف التخصصات بالقطاع البحري واللوجيستي من ذوي الكفاءات العالية.