نعمل بصمت
وهج الخليج-استطلاع
اشتعلت مواقع التواصل والمنصات الإخبارية وقامت الدنيا ولم تقعد بعد أن صرح وزير السياحة العماني في مقابلته لقناة العربية قائلا أننا “نعمل بصمت”.
ومن باب الإنصاف لا الإنحياز ندرك جيداً أن هذه الكلمة معتادة لا سيما في السياسة الخارجية للسلطنة، فقد بقت عمان بعيدة تماماً عن ذلك الضجيج الذي يفقد السمع، وكتحليل واقعي فإن لا أحد يعمل بصمت، فالعمل هو عمل يقاس بالأثر لا بالصوت ولا بالفحيح ولا حتى بالضجيج المفتعل من اللاشيء.
وتفاعل وزير السياحة مع المثار بأن غير صورة الملف الشخصي إلى صورة تحمل شعار “اعمل بصمت ودع النجاح يصنع الضجيج؛ مما حدا بالبعض أن يعتبره استفزازا للرأي العام
ومن باب الحياد الصحفي ونقل الواقع فإننا نعرض عينات من وجهات النظر المطروحة، والرأي والرأي المضاد، وإذ نؤكد أن التدافع والتدفق والإعتراض والنقد والتأييد كله هذه سمات إيجابية تعكس مدى أرتفاع الوعي والإدراك وأن المجتمع مجتمع نشط ومتفاعل وغير خامل.
وعودة للردود المتفاوتة حول هذا الموضوع
علق الإعلامي والشاعر حميد البلوشي
معالي الوزير مع التقدير ومن باب النصح ومثلنا العماني القائل: “كلمةً تستحي منها بدّيها” دافعٌ للمكاشفة
تفاعلك يُنبئ عن فهم مغلوط للسوشل ميديا، فالمناكفة لتأكيد صحة ما تعتقد ليست اسلوب اقناع والاستعانة
وأرى أنه أصبح من الضروري اللجوء إلى التواصل الحكومي كجهة مسؤولة عن رسم تواصل المسؤولين مع الناس وأن الأمر اصبح ملحاً
فيما استغرب زهير علي من هذا الهجوم على وزير السياحة والذي يراه هجوم مبالغ فيه
وأضاف : أتفهم وجود حالة سخط بسبب قرارات رفع الدعم، و التصريحات التي قد تزعج المواطن، والوضع العام. ولكن أن يتم تنفيس هذا كله على هذا الرجل أجد أنه تصرف غير متزن و حكيم. النقد ضروري ويجب ألا يتوقف أو أن يتم قمعه ولكن يكون بوعي و حكمة و حرفية
كما رد الدكتور زكريا المحرمي موضحاً أن كلام معالي الوزير متوازن ولا يوجد فيه ما يستدعي الإثارة، قد نختلف مع وصفه رأي من قال أن أسعار الخدمات عالية بـ”المبالغة” لكن علينا تفهم أن خطابه موجه إلى خارج عمان ولا يوجد وزير يروج لبلاده بالقول أن الخدمات في بلده باهضة
فيما علق أخر قائلا: شخصياً أعجبتني ردة فعل معالي الوزير فهي نموذج جميل للمسؤول الذي يتفاعل مع النقد بإيجابية .
ببساطة كان الجميع ينادي بهذه المقولة ومعاليه استجاب لذلك وحسب علمي ففعلاً لدى معاليه الكثير ليقدمه للوطن للمرحلة القادمة .
وتابع : دعونا نخرج من دائرة النقد والتحسس من كل أفعال الوزراء فهم بشر .
تعد هذه أنمذجة بسيطة لبعض الردود من سلسلة ردود طويلة، مؤكدين أن هذا الحراك ليس بالسيء، كما علينا أيضا أن نستوعب أن كل مسؤول معرض للانتقاد وأن هذا هو من أبواب التغيير إلى الأفضل في أحايين كثيرة، كما على المنتقد أن يتجنب الولوج إلى الجانب الشخصي في الانتقاد، وأن يكون الانتقاد من أجل عمان ومعول بناء لا أداة هدم.