البقاء للأقوى.. ومن تجرأ انتصر
بقلم: منى المعولي
ومازلنا نتحسس الطريق ونذرع المسافات، مازالت الرؤية ضبابية وبقت الفجوات موجودة ولكن ماذا بعد؟
نعود لنقطة البداية، كلما اجتهدنا لنصل إلى الأعلى؛ فإذا بنا كلما ارتفعنا نتدحرج، وفي الحقيقة أننا سنبقى على الوضع نفسه ما لم نتخذ قرارا حازما في معظم الأمور.
من يتجرأ ينتصر ويصل..
لدينا اقتصاد راكد، استثمار خارجي ضعيف، ثقة داخلية تجارية ضعيفة، لدينا الكثير من العقبات ولكن يبدو أننا اليوم قبل أن نتوجه لإزاحة العقبات علينا أن نزيح الرؤوس التي تلقي بالحجارة التي تعثرنا !
العولمة الاقتصادية حولت العالم إلى قرية صغيرة، فلماذا نختار نحن أن نعيش في جحور هذه القرية لا في قممها، نطالب دائما بالتعديل والوصول إلى مستوى معيشي رفيع، ولكن لن تتحقق الرفاهية المادية من غير تنازلات، ولكي تصل وتحصد لابد أن تتجرأ، لابد أن تواجه، لابد أن تزيح العقول المعرقلة لعجلة النمو والتطور لكي تضمن استدامة مالية عليك أن تفتح التجارة على مصراعيها وتوفر للسياحة كل مقوماتها ومرافقها، ولكن أن نستمع دائما للمقاومين من مختلف الأطياف والتيارات فهذا يعني أننا لن نتقدم قيد أنملة ولن يتحرر الاقتصاد ما لم تكون العقول متحررة، خصوصا تلك التي تقاوم الحداثة بكل أنواعها والتي تتصدى لأي مشروع خدمي أو سياحي أو تسويقي بحجة العادات والدين والتقاليد.
لا أحد يشاطر التحلل الأخلاقي، ولا يوجد منا من يدعو إلى الإنفساخ ولكن على سبيل المثال الأخذ ببعض الدول التي حافظت على تقدمها الحضاري جنبا إلى جنب مع عمقها التاريخي والديني، ولنأخذ تركيا نموذجا ، تركيا المحكومة على سبيل المثال من حزب العدالة والتنمية وهو حزب محسوب على تيار الأخوان المسلمين ولكن الحزب طبق في حكمه وتعامله الاتزان المنشود، غدت تركيا دولة ذو مقاييس تؤهلها لتكون دولة عضو في الاتحاد الأوربي مع الحفاظ على الطابع الديني.
تركيا رحبت بالتجارة الحرة وفتحت أبوابها على مصراعيها لجميع الأجناس والأعراق والأديان، فأصبحنا نجد التجانس والتعايش، ولا يطغى رأي على أخر ولا تفرض فئة على الأخرى توجهاتها.
علينا أن نفرق بين حياتنا الاجتماعية علينا أن نعي أن الفردانية هي شأن الإنسان وحده، ولكن مؤسسات الدولة لن تصمد إن أضفينا التشريعات الفردية عليها.
الأمر ببساطة أن ما يتاح للفرد لايمكن أن يطبق على الدولة، حين نقاوم على سبيل المثال الفنون، فنحن نجرد الحياة من ألوانها، املئوا المدن بالصخب، وافتحوا الباب للسياح ولعائلاتهم، نشطوا الأسواق، أزيحوا تابوهات الظلام، أزيحوا المتعصبين من على مقاعد القرار، لماذا كلما جاءنا مستثمر ليضخ دماء ماله في وريد بلادنا، استنفرنا نفتش عن مكامن الخلل فيه، وعلقنا القلق قلادة نتباحث فيه عن أصل هذه الأموال
إلى متى سنبقى في الدرك الأعمق من عدم الاستقرار.
من يتجرأ ينتصر ويصل يا رفاق.