لماذا زار معاوية الشيخ أحمد الخليلي؟
وهج الخليج-مسقط
دون الكاتب والناشط الاجتماعي معاوية الرواحي على موقع التواصل العالمي “تويتر” سلسلة من التغريدات جاءت كردة فعل مستغربة على حد قوله من بعض المنتقدين لزيارته لسماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي حفظه الله ورعاه والذي وصفهم (بأصدقاء الأمس) حيث قال:
حدثت زيارتي لسماحة الشيخ، وكنتُ أعلمُ أنَّها ستسبب لي حصيلة معرفية وذاتية في هذه الحياة. لم يفتح سماحته أي موضوع من الماضي، وكأن شيئا لم يكن، ولم يعتب أو يبدِ صفحا أو عفوا، كان ودودا بشكل أصيل، ولكن ليست هذه ردة الفعل التي أتحدث عنها، إنها ردة فعل رفاق الأمس وغضبهم، وارتيابهم!
إنَّه لتساؤل محق! ما دافعي؟ ما حكاية هذا التصالح وموّال معاوية الذي “تغيّر” هل هذا حقيقي؟ أفعله لأنني أريده أم هو رياء للناس، نفاق للمجتمع؟ هل المهاجر سابقا حقّا يريد ما يفعله؟ أم هو منساق وراء هزيمة؟ وإن كنت تتساءل، لدي الأسئلة نفسها، والخوف نفسه: هل أفعل ما أفعله من قلبي؟
كان في قلبي حديث أريد فضفضته، من البداية وكنت أنتظر ردة الفعل المناسبة، ولا أقصد تلك الاجتماعية، أو تلك الفردية من سماحة الشيخ! ماذا عساه أن يحمل من الحقد على شخص ثرثار متلخبط متناقض؟ لقد كان موقفه نبيلا للغاية، ولكن ماذا عن رفاق الأمس؟عن المرتابين في كل شيء والغاضبين لأجل الغضب!
كان موّالا مضحكا من مواويل اللادينيين، والمرتابين، والصعاليك الذين يلبسون بزّة رسمية، لماذا أنت غاضب؟ لماذا تحترمُ كل الخيارات الفردية في الكون سوى أن يؤمن إنسان بالله! وأن يؤمن إنسان بالله دون أن يفرض عليك يقينه؟ ما الذي يغضبك؟ أين احترامك للخيار الفردي أيها المتحذلق؟
غاضب؟ لكن غضبك لا يعني مطلقا أن تتدخل في خياراتي! ترى في الدين رجعية وتخلّف، ترى في الإيمان وهما! هذه اختياراتك في الارتياب، هل تريد أن أقول لك عن [نمونة] اللادينيين الذين عرفتهم؟ ربما أنت لم تكن نذلا، لكن بعضهم كانوا أنذالا، غاب عنهم اليقين ليتركهم سفلةً بمعنى الكلمة! وكنت منهم
اللاديني الحرامي! الذي يعتبر نفسه ذكيا عندما يسرقك وأنت سكران! بالله عليك هل تظن أنه هذه صحبة يؤسف عليها؟ أو يحترم لها رأي؟ ما الجامع المشترك بينهم؟ أليس الجزم بعدم وجود الخالق؟ وتكذيب النبوّة؟ وما النتيجة النهائية؟ ميكافيللي يظن نفسه ذكيا عندما يسرقك، أو يستغلك سكرك!
وماذا عشتُ معكم، يعلم الله أنني أقاومُ مشاكلي، وأخفق أحيانا، ولكن ماذا عشتُ معكم يا ثلّة الملاحدة؟ الغضب، واحتقار كل ما هو إيمانيّ؟ وماذا؟ الذاتية المفرطة! ألم يرق لبعضكم حالي المزري، وجلسات جلد الذات وتشويهها! أليس هذا معاوية الذي تحبون؟ ذلك السكران المسطول الذي يكره نفسه؟
ونعم، أنا المنافق الآن! أما أنت فأنت الصادق الأمين، يمكنني أن أحترم المرتاب، المتسائل الذي لديه نظرية، ولكن ماذا عن هذا الذي تحوّل إلى كتلة كراهية، خائف من الله ولا يعترف بالله! أي سخف هذا! هل أعترف لكم بشيء يا رفاق الأمس، إنني أخاف منكم بشدّة، وأعلم أي شيطان يقودكم! وأمقته!
وماذا أجدُ من فارق بين صحبتكم وصحبة المؤمنين؟ أنني أرافق إنسانا يعترف على الأقل بأن عقله قاصر عن القسمة على الصفر، وأن المطلق واللانهائي ليس من دأبه ولا شأنه أن يعلمه وأن يعرفه! هل تعلم كلمة [الله يوفقك] .. أنت تعيش بدونها! المهم هو من يجلب غرشة الجاك دانيالز، هذا الصديق!
وماذا وجدت من صحبتكم؟ الارتياب! يا سلام على بعضكم! الارتياب لشرعنة السفالة! يحتاج المرء أحيانا إلى ساعتين من جلد الذات وتشويهها لتطمئن له، يجب أن تؤلف الكثير من الخطايا فقط ليُعرف أبعد ما في طريقك، وبعضكم أبعد ما في طريقه بعيد جدا! حدَّ إزهاق حياة إنسان بلا ندم أو ضمير!
ويشهد الله أنني لا أكره بعضكم، ولا أمقته، ولا أحتقره، ولكنني أحتقر وأمقت بعضكم الآخر، أساتذة الكذب على الذات، هل هناك احتمال أنني ألعب لعبة [بذكاء] كما تسمونه؟ ربما، أخاف من ذلك دائما، وأسأل قلبي مرارا وكل يوم: هل هذا الذي تختاره وتريده؟ وكم أخاف أن يكون كلامكم صحيحا!
لا يزعلن بعضكم إن قلتُ له، أنت في أزمة حقيقية! ملحدٌ في مجتمع مؤمن! بالله عليك أي كذبة تعيش! كذبة فوق كذبة فوق كذبة فوق كذبة! من الذي سيريد لك الخير؟ رفاق الخمر؟ رفاق الحشيش؟ أنتم تعلمون لأي دركٍ نزلتُ، لست هُنا لأطلق أحكاما عليكم، أنا هُنا لأعتزلكم مليّا!
لكم دينكم ولي دين! هذه تكفيني لنتفق في هذه الحياة أن نختلف. هل تعلم الذعر الذي أعيشُه عندما أتذكر فقط ذلك الجو المشحون بالعدم! والتسليم البائس السريع المرتجل، والتبريرات الحمقاء لغياب الرب! لماذا؟ لأن من يفسر الدين يخطئ! ومن الذي يفسر الكون؟ وما قبل الكون؟ وكأنك تعلم ذلك!
يمكنني تبادل الملاسنات معكم حتى يقوم القيامة، هذا لن يغير من حقيقة الأمر شيئا، بعضكم إنسان مُحترم بمعنى الكلمة، لا يصادر حق الآخر في اليقين! ولكن ماذا عن هؤلاء الذين مدرستهم الفكرية الكراهية، والإلغاء، وتغليف الندم بالمكابرة! لا أفرض عليك أي شيء، فلماذا يغضبك أن أختار يقيني؟
سخف التفلّت البوهيمي! لماذا لا تسمي إدمان الكحول إدمانا، ومرضا؟ لماذا لا تسمي التحشيش وآثاره على العقل ذهانا! لماذا كل هذا التلميع لمشاكل صحيّة، بعضكم يا رفاق الأمس مريض لا أكثر، يحتاج للعلاج، ويحتاج للعناية، وليتكم تتعلمون من هؤلاء القلة الذين يحترمون خيار الآخر، ويقدرونه.
لا أكرهكم ولا أحبكم، أصف ما أصفه بما صرتُ أعرفه. أحاول أن أعمّق إيماني بالله، وكم أنا مخطئ في جنبه، لكنني أترك حسابي لله، هل كانت فكرة حكيمة أن أترك حسابي لكم! أيتها الكتل الذاتية المتناقضة؟ النرجسية المتجسدة في عقل فرد يستطيع إلغاء الله بنقرة زر! لكم دينكم ولي دين!
وأفضّل أن أترك أسئلة كثيرة في الحياة بلا إجابة، لكنني لن أحسم النسبي بالمطلق، ولا المطلق بالنسبي، أؤمن بالله لنفسي، وأقر بعبوديتي لله، صدقني، عبادة الله خير من عبادة الرفاق، وهلاوسهم، هل نفعت العربدة أحدكم؟ هل نفع الحشيش أحدكم؟ أنت تعلمون الإجابة وتكابرون!
لذلك، الحياة تتسع لكم ولي. وسأبقى وفيا لكل إنسان منكم لم يؤذني، أو يستغلني، أو يسممني، أو يستغل إدماني أو مرضي أو نوباتي، سأبقى وفيا لكل هؤلاء وسأحترم خيارهم، هذا ما أمرني به الله، ألا أفتش عن ما في قلوبكم وألا أزعم معرفتي به. ولكل سؤال إجابة ولو بعد حين.
وخِتاما، كم يفزعني أن يكون كل ما أفعله عملاً بارعا. كم يفزعني أن أجد نفسي صديقا لكم مجددا، كم أخشى أن تفتك بي شياطيني فأصدّق أنني كنت بينكم ومعكم حقيقيا، وأن البوهيمية طريقة حياة! كم هو مضحك حال بعضكم هيبّي يسكن منزلا فخما، ولديه لاندروزر آخر موديل!
لا أعلم عن حال كثير منكم الآن، ومن أتواصل معه من قليلكم أعلم أنّه يختار لنفسه لا لغيره. بعضكم مشغول بالمؤمنين أكثر من انشغال المؤمنين بإيمانهم! أنقذ نفسك من الكحول، أو الحشيش، قبل أن تحاول إصلاح العالم! أقول هذا الكلام لي ولكم، بلاش مبالغات في مديح العربدة!
وهذا ما لديّ، إن لم يعجبك، يمكننا أن نعيش بعيدا عن بعضنا، لا تظن أنني أرحب بك أو بغيرك أن يتدخل في خياراتي المستحقة، هذا [حق] ومثلما هو حق لك أن ترتاب، هو حق لي أن أؤمن، هذا ما أفهمه من الإيمان، فإن كنت تختلف معي، نتفق أن نختلف، لا داعي أن نصبح أعداءً.
ولقد تكلّفت ما لا أطيق من ترّهات، وابتكرت خطايا كثيرة، وتباهيت بشيطانيتي التي حدثت والتي لم تحدث! بالله عليكم! هذه صحبة يُرثى لها؟ يجب أن تثبت أنك وسخ، وحقير، وسافل ليبقى مكانك محفوظا في الشلة، كنت تعلمون ذلك! وماذا الآن، فقدتم صديقكم الذي كان يشعركم أنكم أفضل حالا!
كم أخاف أن يكون كلامكم صحيحا، كم أخشى أنني عيّار، كذّاب، محتال بما فيه الكفاية لأذهب إلى عالمٍ من علماء الدين لأكذب عليه أنه ليس لدي أدنى ذرة شك أن الذي خلق هذا العالم اسمه [الله]، وأن نبيا اسمه محمد تحدى البشرية بكتاب اسمه القرآن، كلنا نعلم أن هذا محتمل دائما من أي إنسان!
الذي أعلمُه أنني لا أتكلّف خصلة ليست بي من أجل نرجسي سامّ، وأنني لست متعلقا بكم، ولستم دائرة اجتماعية صحية، أنتم كحالي، تحتاجون لعلاجٍ، وصدق مع الذات، ولا أعلم هل ستنفعكم الروحانيات [الماورائية] كما تحبون تسميتها، لم يعد هذا مهما، لم نعد أصدقاء، لسنا أعداء، نحن غرباء، فقط!
وياللهول! ماذا تنتظر من إنسان لا يخاف أي شيء! لا يخاف الله! لا عجبَ أن يحدث ما حدث! لا عجبَ مطلقا! سمني وصفني بما شئت، أحمق، متوهم، سطحي، ساذج، مخدوع، مؤدلج، مبرمج! هذا حقك في الحياة، ولكن إياك أن تظن أن صديقك مدمن جلد وتشويه الذات سيعود لمراضاة مشاكلك النرجسية! هيهات!
وما أقوله لك وللعالَم، وللعالِم، أعلم علم اليقين أنني مؤمن بالله، وكم أنا مسلم سيء ومليء بالأخطاء، لماذا لا أعبأ برأيك؟ لأن ذلك بيني وبين الله، هو الحكم بيني وبينك، وهذا ما أؤمن به بلا ذرة شك. عندما تؤلف قرآنا، وتنسف نبوّة راعي الغنم الأمّي، سأعود لك ساجدا من دون الله. حاول!
عدا ذلك، إن عجزت أن تكون نبيّا، أو أن تنسف القرآن، أو تأتي بمثله، فاخلق ذبابة، أو بعوضة، يا رجل حتى لو خلقت لي سنجاب صغير، لا تقلق، سأقر لك بالألوهية. أرني بداية التاريخ أو نهاية العالم، افعل معجزة ما ودع عنك الارتياب السهل سريع القطع، سريع الجزم! كلنا نعلم أنك لن تفعل ذلك أبدا!
وسلامٌ سلام، لكم دينكم ولي دين. لا تزعل لأنني لا أتقرب لك بالخطايا،ولا تغضب لأنني لست المرتاب النمطي الذي يروق لك أن تلعب معه النرد في مسلّمات هذه الحياة القصيرة.لا شيء يجعلك تتحسر على صديق الليالي الملاح. يمكننا أن نتفق أن نختلف، وأن يعيش كل إنسان اختياراته بعيدا عن الآخر. سلام!