الذكرى العالمية لمرض التليف الكيسي
وهج الخليج-مسقط
يعتبر مرض التليف الكيسي من الأمراض الوراثية ذات الصفه المتنحية ( يلزم ان يكون الابوان حاملين لجين المرض ) بما يعني إحتمالية ولادة طفل مصاب في حاله ان الوالدين حاملين للجين ٢٥ ٪ من كل حمل ، وهو مرض يصيب كلا الجنسين ذكورا وإناثًا سواسية معا .
يؤثر هذا المرض بشكل رئيسي علي الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي للانسان ، بحيث يعاني المريض من التهابات الصدر المتكررة ومشاكل في التغذية والهضم بالإضافة إلى حدوث مشاكل في النمو والضعف العام .
وقالت الدكتورة سمية بنت جمعه العريمية ـ استشارية أولى للجهاز التنفسي ورئيسة وحدة الجهاز التنفسي بالمستشفى السلطاني أن مرض التليف الكيسي (cystic fibrosis) يعتبر من أكثر الأمراض انتشارا في المجتمعات البيضاء أو القوقازية ويعرف بندرته في الأعـراق الآسيوية أو الزنجية ، ويقدر معدل الإصابة بهذا المرض في المجتمعات القوقازية حالة مرضية واحدة لكل ٢.٥٠٠٠ مولود ، بالاضافة إلى وجود أكثر من ١٧٠٠ طفرة جينية مرتبطة بهذا المرض.
وبمرور الوقت يزداد المرض سوءا وتفاقما ويؤدي الى حدوث التليف الكيسي ومن ثم فشل في الجهاز التنفسي ومن ثم يؤدي للوفاة ، ويتم تشخيصه في سن مبكرة جدا بسبب ظهور الأعراض غالبا خلال فترة الطفولة.
واضافت لقد اظهرت البيانات الاحصائية أن نسبة أنتشار المرض اصبح ملحوضا في السلطنة ، حيث يتم تشخيص سنويا ٥-٦ حالات ، ولوحظ ان معدل انتشار المرض يتمركز في مناطق محددة من السلطنة وفي قبائل معينة . حيث تم تسجيل ٥٢ ٪ من الحالات من محافظتي ( شمال وجنوب الباطنة ) تليها محافظة الظاهرة بمعدل ٢٠٪ ومن ثم الداخلية بمعدل ١١,٥٪ وباقي محافظات السلطنة بنسب متفاوتة وقليلة . وتم حصر ٥٩ قـبيلة حاملة للجين المورث للمرض .
علما بأنه تم تحديد نوعية الطفرات الجينية في السلطنه ب ٢٠ طفرة مسؤولة عن هـذا المرض ، منها المعروفة ومنها الغير معروفة (novel)
وفي الختام أوضحت الدكتورة سمية العريمي أنه تزامنا مع الذكرى العالمية لمرض التليف الكيسي الذي يصادف يوم الثامن سبتمبر من كل عام نرى أنه من الضروري الحد من انتشار هذا المرض في السلطنه. كذلك ضرورة اجراء الفحص الطبي المبكر قبل الزواج يعتبر من مقدمة الوسائل والطرق لمكافحة الامراض الـوراثية ومرض التليف الكيسي .