البزة العسكرية السلطانية و الرسائل الاستراتيجية
بقلم:د. محاد الجنيبي
(@mahadjunaibi)
تابع الشعب العماني بفخر واعتزاز التشريف السامي لقاعدة ثمريت الجوية، والذي يظهر مدى الاهتمام السامي بنسور عمان البواسل، وقد كان في استقبال جلالته خلال هذه الزيارة اللواء الركن طيار خميس بن حماد الغافري قائد سلاح الجو السلطاني العماني، و لمسنا مدى التأثير الإيجابي الذي نتج عن هذه الزيارة على المنتسبين للمؤسسة العسكرية العمانية، وانتقل إيجابا على عموم الرأي العام العماني ، حيث تناقل العمانيون عسكريون و مدنيون صور جلالته بكل فخر و ولاء.
لقد أثبت جلالة القائد الأعلى للأمة العمانية أنه سائر على نهج المقام الخالد جلالة السلطان قابوس رحمه الله، في متابعة أحوال كافة المؤسسات السيادية والخدمية، وما زيارته لسلاح الجو السلطاني العماني ومن قبله الجيش السلطاني العماني، الا تحقيقا للالتزام السلطاني الذي جاء في خطاب اعتلاءه العرش في مجلس عمان، حيث قال صراحة عن قواته المسلحة، وهنا اقتبس (نؤكد على دعمنا لها واعتزازنا بدورها).
إن زيارة القائد الأعلى لقاعدة ثمريت الجوية، وهو متوشح بزته العسكرية المموهة، ييعث العديد من الرسائل الاستراتيجية الإيجابية لقواته المسلحة، و شعبه الوفي وأخرى للمجتمع الإقليمي و الدولي، ولسان حاله يقول إن عمان دولة عظيمة و امبراطورية قوية استطاعت بعسكريتها الفذة بسط الأمن و السلم في ربوع عمان و المنطقة الممتدة من جزيرة رسول الله إلى رأس الرجاء الصالح برا و بحرا، و أن هذا الإرث ليس ببعيد عن عمان اليوم في عهد جلالته، وستظل عمان قوية منيعة بشعبها وقواتها المسلحة، ولا يستطيع كائنا من كان أن يدنس ترابها أو يلوث هواءها أو يعكر صفو بحارها ومياهها الاقتصادية.
إن سلاح الجو السلطاني العماني في عهد جلالته قوة محترفة مرنة، بقيادة شابة مخلصة نزيهة، قادرة على تحقيق مهامها بكل ثقة و اقتدار، و ما أسلحتها التقليدية المتطورة، والاخرى الحاسمة، الا مثالا للعسكرية العمانية التي قهرت الأعداء داخل الوطن و في أعالي البحار في صفحات التاريخ.
إن الجغرافيا السياسية التي أراد لنا الله أن نكون جزءا منها مليئة بالتحديات، و تتقاذفها الصراعات، وإن بحارها عميقة و أمواجها عالية متلاطمة، لا يمخر عبابها إلا ربان آتاه الله الملك و سيده على الغبيراء، وإننا اليوم إذ نفخر و نفاخر بسلطاننا القائد ببزته العسكرية، نتوجه للعلي القدير أن يتغمد برحمته السلطان قابوس الذي أعد لنا سلطانا وإماما وقائدا عسكريا منذ ثمانينات القرن الماضي (أول ظهور للسلطان حفظه الله بالبزة لعسكرية)، ليتولى مقاليد الحكم و القيادة العليا للقوات المسلحة، التي أنشأها ورعاها رحمه الله.
وفي الختام، نبارك لمنتسبي سلاح الجو السلطاني العماني وكافة الأجهزة العسكرية و الأمنية الاطلالة السامية للقائد الأعلى..حمى الله عمان و شعبها وسلطانها من كل مكروه.