مذكرات طبيبة عمانية
بقلم:د.نجاح الهاشمية
عن تلك التفاصيل الصغيرة الخارجة عن نطاق العمل إلى رحابة الإنسانية، تكتب لنا الدكتورة نجاح الهاشمية مذكراتها اليومية، مذكرات طبيبة عمانية ممتلئة بقصص وأوجاع مرضاها، تخفف عنهم ألم الحياة كما تشاركهم الحرب ضد المرض، وتقطف لنا قصاصات من الذاكرة لتشاركها مع قراء وهج الخليج وتقول :
تزوج وتغير …
غادرت عيادتي بعدما بكت بحرقة
فقد كان أبنها البار الحنون
وفجأة بعد زواجه تغير
أصبح قاسي القلب أناني
ورغم انه يسكن في بيت أبيه
بخل على والديه بالسلام والكلام
وأصبحت زوجته هي صاحبة القول
والكلمة
عندما تكون الزوجة الشيطان بعينه
كانت هذه الزوجة القبيحة
خاطفة الرجال…
لأول مره تدخل عيادتي مكسورة مهزومة
ألقت تحيتها بصوت خافت لم أعتده
وصمتت لفترة قبل أن تبدأ في إجابة أسئلتي المعتاده عن مرضها تركتها على راحتها
وما هي إلا ثواني وأجهشت بالبكاء
مختصر الحديث
صديقتها المقربة خطفت زوجها
ووالد أطفالها
وفي صمت أبلغ من الحوار تحاورنا
………………….
نجاح محمد الهاشمية
ورحل ضياء العمر
دخلت عيادتي مثقلة بالهموم
تلاشى نظرها حزنًا على رحيل
أحد أبنائها ولم يرحمها المرض بل أتى على ما تبقى من صحتها رغم انها في الخمسين من العمر إلا إن تبدو على أعتاب السبعين
مرة أخرى وقبل ان تغادر عيادتي
بكت بمرارة على الفقيد
أما مرضها فكان آخر همها
قالت لي سجدت شكرا لله
هذا أول شئ فعلته بعد سماعي خبر غرق أكبر أبنائي لإنني أعلم انّ الغريق شهيد
لم أتمالك نفسي وبكيت بصوت مسموع
ففي عيادتي يحدث الكثير
أكثرها ممزوج بآلام الناس وأوجاعهم
فليست الأبدان المريضة
ولكن هناك قلوب منفطرة
لا يعلم حالها الا الله
قلب الحقود
رغم الحزن الدفين في عينيها
إلا أنه لم يخفي جمالهما
بادرتُ بالتحية فردت التحية بإبتسامه
تملكني الذهول من قصة مرضها
الغريبة فأكملت خطة العلاج وفي رأسي
الف سؤال وسؤال وكيف يصل الحقد للبعض ليؤذي الآخرين ويدمرهم
رافقتها لباب العيادة ودعوت الله
سرا بقرب الفرج
وجع أبيه…
قبل أن يغادر عيادتي
لاحظت تردده
فلغة الجسد لا تخطئ أبداً
تركت له حرية المبادرة
فأخرج لي مكنون صدره
إبنه البكر باع أملاك أبيه التى
استأمنه عليها
عندها علمت لماذا هذه المره
لم تستطع أدويته مجتمعه أن تخفف
عنه ولو اليسير
ما أزعجني كيف لإبن أن يفعل ذلك بأبيه