مهندسو سلاح الجو يضيئون سماء عمان بالإنجاز
بقلم:د. محاد الجنيبي
(@mahadjunaibi)
تتوالى الأزمات وتتعاقب الأحداث التي تثبت أن أبناء و بنات عمان قادرون على العطاء و أخذ زمام المبادرة إذا ما هيئت لهم الأسباب، وهنا نود سرد بعض هذه الأحداث التي كان برهانا صادقا على قدرة العمانيين و كفاءتهم في تذليل الصعاب و قهر الأزمات، و كل ذلك في ظل محدودية الإمكانيات و كثرة المؤامرات التي حيكت وتحاك ضد الأمة العمانية، ناهيك عن الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي أثرت على البلاد اقتصاديا و اجتماعيا وأزمة كورونا التي أهلكت الحرث و النسل، فقد أثبت العمانيون أنهم صامدون وأنهم قادرون على الخروج من كل الأزمات مرفوعي الرأس، تطاول هاماتهم السحاب، ومن خلال الأزمات يظهر المعدن العماني الأصيل براقا لامعا لا ينثني ولا يلين.
فهاهم جيش عمان الأبيض يقاتلون الأزمة الكورونية، باذلين الغالي و النفيس في سبيل أمتهم العمانية، مضيئين شعاع الأمل في الخروج من هذه الأزمة بأسرع وقت ممكن من خلال الرعاية الصحية و توفير اللقاح، وهاهم الاقتصاديون يديرون الأزمة الاقتصادية و المالية، و يخرجون البلاد من عنق زجاجة الدين العام، وفجأة يظهر لنا شعاع آخر يثبت قدرة العمانيين على التغلب على الصعاب، من خلال ما تم تداوله مؤخرا على وسائل التواصل الاجتماعي عن قيام المهندسين بسلاح الجو السلطاني العماني من تحقيق أحد أصعب برامج الصيانة الرئيسية الخاصة بطائرات السي 130 العاملة بالسلاح.
إن معرفتنا البسيطة بعالم الطيران ومن خلال زياراتنا لمعرض الطائرات في الأيام المفتوحة التي ينظمها السلاح، تجعلنا على علم بمتطلبات صيانة الطائرات أو ما يسمى بإدامة الصلاحية، ومدى ارتفاع تكلفة الصيانة، لا سيما وإن كانت هذه الصيانة تتم في بلد المنشأ أو دولا أخرى تملك البنى التحتية الضرورية لذلك، فهذه الصيانات مكلفة جدا، و تثقل موازنات الدول، و لذلك نجد بعض الدول رغم امكانياتها المادية الهائلة تقلص ساعات الطيران الخاصة ببعض طائراتها نظرا لارتفاع كلفة صيانتها الدورية.
إن إنجاز فريق المهندسين بسلاح الجو السلطان العماني في تحقيق هذه الصيانة على أرض الوطن، لأمر يدعو إلى الفخر بإنجازات أبناء عمان، و هو في ذات الوقت يثبت وعي أبناء عمان بمتطلبات المرحلة الاقتصادية الإستثنائية، و ما صاحب هذه المرحلة من خفض للموازنات و تقليل للإنفاق، و إن ملايين الريالات التي تمثل كلفة هذه الصيانة المعقدة، و التي استطاع مهندسو سلاح الجو توفيرها لخزينة الدولة، ليس بالأمر الهين في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة.
لقد استشعرنا مدى الرضاء و الثناء الذي أبداه الرأي العام العماني في هذا الأمر، و حاجتنا كمواطنين لمثل هذه الأنباء المبهجة التي تؤكد أن ثقة عاهل البلاد المفدى بأبناء عمان ليست إلا في محلها، كما أن مثل هذه الأنباء تسعد الأنفس في وقت تتوالى فيه الأزمات و الأخبار السلبية، و نختم حديثا برسالة إلى قائد سلاح الجو السلطاني العماني اللواء الركن طيار خميس الغافري و منتسبي السلاح الأشاوس، أن استمروا و كونوا مثالا يحتذى به، فعمان في مرحلة أحوج ما تكون فيها لهذه المبادرات و الإنجازات، بوركت أعمالكم وكلل الله بالنجاح مسعاكم و وفقكم لما فيه خير البلاد و العباد، وقاتل الله الفاسدين و المتخاذلين.