الرسائل السياسية من النخب العمانية
انتشرت مؤخرا رسائل سياسية تحت عنوان ” الرسائل السياسية من النخب العمانية” ونقلت “وهج الخليج” االرسائل كما هي :
شهدت سلطنة عمان خلال الفترة الماضية مظاهرات واعتصامات تباينت بين السلمية والتخريبية، حيث خرجت فئة من الشباب الباحثين عن عمل مطالبين الحكومة بعدة مطالبات جاء على رأسها توفير الوظائف ومحاربة الفساد، وقد صاحب هذه المطالب تفاعل جارف في الإعلام البديل، و تحرك إيجابي من قبل الحكومة في ملف الباحثين عن عمل.
بعد القراءة والتحليل لكل حيثيات الأزمة ودراسة الفعل وردات الفعل، ارتأت بعض النخب السياسية والمفكرين والمثقفين والاستراتيجيين، استنباط الدروس المستفادة وبعث بعض الرسائل السياسية كمساهمة منها في هذا الحراك الوطني، وسترتب هذه الرسائل السياسية على النحو التالي:
أولا. جلالة السلطان المعظم. شكرا لكم على تفهمكم المطالب وتغاضيكم عن اللغط والتجاذبات المجتمعية التي حدثت في الآونة الأخيرة، ونحن نعلم أنكم ورثتم مسؤولية عظيمة مليئة بالتحديات الجسام، أهمها الأزمة الاقتصادية الطاحنة وتحديات الدين العام وملف الباحثين عن عمل، بالإضافة لملف الفساد وتداعيات جائحة كورونا، وأن جل الإجراءات وبعض القوانين كان مخططا لها قبل توليكم الحكم فطوبى لكم من قائد حكيم وطوبى ثم طوبى للحكيم الذي اختاركم رحمه الله.
ثانيا. الشعب العماني. ثقوا بالله العزيز الكريم الرحيم الجبار، فعماننا بخير وأزمة الدين آخذة في التحلحل، و الاقتصاد ينتعش وأمنكم الوطني مصان، فهي أربع عجاف بعدها يغاث الناس ويعصرون، وسلطاننا أوتي حكما وعلما، وهو القوي الأمين بعون الله.
ثالثا. الحكومة. أنتم أول حكومة في العهد الجديد وعلى الرغم من أنكم حكومة جلها من الكفاءات، الا أنكم لم تستطيعوا اقناع الرأي العام رغم جهودكم الجبارة ومحاولاتكم لتغيير الواقع، الا أن الشعب يطلب الكثير والكثير، فتوقفوا عن التصريحات المثيرة وأخلصوا العمل والنصيحة فإن أخطاءكم تنعكس سلبا على أمن عمان الاستراتيجي.
رابعا. المتظاهرين الباحثين عن عمل: التعبير عن مطالبكم حقكم المشروع، الذي كفله النظام الأساسي للدولة، أما ما حدث من قطع للطريق وبعض الأعمال التخريبية وحرق الممتلكات الخاصة وتخريب الممتلكات العامة وقرار بعضكم تعطيل ميناء صحار فكان لابد من التعامل معها بحزم، فعمان للجميع و السلم المجتمعي و الأمن الإقتصادي خطوط حمراء.
خامسا. السلطة التشريعية. لممثلي الشعب وسلطته التشريعية، فقد كنتم الغائب الحاضر في هذه الأزمة، الأمر الذي فاقم من أزمة الثقة بينكم وبين منتخبيكم وبينكم وبين السلطة التنفيذية، ونذكركم في هذا المقام والمقال بأن جلالة السلطان أسند اليكم العديد من المهام الدستورية في النظام الأساسي الذي لم يجف حبره بعد، فأين أنتم من تلك المهام؟، وهنا يسقط ادعائكم المظلومية (قيود السلطة التنفيذية).
سادسا. الإعلام. أما رسالتنا للسلطة الرابعة فذات إتجاهين، أولا الاعلام الحكومي، فقد تحركتم في الأطر والفضاءات التي رسمت لكم و في الحدود التي تتناغم مع مصلحة الوطن و المواطن حسب النظام الأساسي للدولة، فلا لوم عليكم، أما بعض الإعلام الخاص و الإعلام الاجتماعي فقد سقط جله وتردى، و ظهرت فيه الطفيليات التي تقتات على آلام الناس، و أكثر الإعلاميين سقوطا هم من ادعو الدفاع عن عمان و تركوها أمام أول طلقة، و اختبئوا وراء القامات الكبيرة و الشعارات الرنانة، و صمت بعضهم صمت الأموات.
سابعا. المفتي العام للسلطنة. لقد برهنتم على صدقكم وحبكم اللامحدود لهذا الوطن العظيم (شعبا وأرضا وسلطانا)، الذي إزدان بكم وأصبحتم قوته الناعمة التي لا يستهان بها، وكعادتكم رفعتم شأن العمانيين في الأزمات الداخلية والقضايا الإسلامية، وكنتم الصخرة التي تتحطم من حولها الفتن ما ظهر منها و ما بطن.
ثامنا. الفاسدون. نحن نعلم أنكم تعلمون أننا نعلم، فهل أنتم منتهون، بعضكم واضح فساده للعيان ويعلمه الصغير والكبير، فأنتم من تسبب بكل مشاكلنا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، يكاد فسادكم أن يفقدنا ثقتنا في أنفسنا وفي الوطن، ولكننا ننتظر اليوم الذي تنتقم فيه السماء منكم على يد الهيثم المغوار، فالويل ثم الويل لكم، وإن غدا لناظره قريب.
تاسعا. المملكة العربية السعودية (حكومة وشعبا). نشكركم على وأدكم لكل الفتن التي زرعت وتزرع وسوف تزرع بيننا وبينكم، وما إفك الهاشتاج الذي زج فيه اسمكم وأسقطتموه إلا مثالا صادقا على محبتكم لإخوانكم العمانيين، فنعما بكم اخوة وشعبا وملكا وحكومة.
عاشرا. دولة قطر وقناة الجزيرة. لقد أثبتم أيها القطريون الأنجاب صدق اخوتكم، كما أثبتم أن قواكم الناعمة وأدواتها الإعلامية ليست موجهة ضد الأخ والشقيق والصديق بل هي موجهة ضد اليهود الصهاينة والعرب المتصهينون، فبوركتم.
أحد عشر. العرب المتصهينون. لقد سقطت الأقنعة ونعلم أنكم من أرسل مقاطع الفيديو إلى القنوات والصحف والمواقع العربية والعالمية وما موقع (ديكلاسيفايد) الا مثالا لغدركم، وندرك أنكم وراء كل أخبار الإفك والزور والبهتان، فهل أنتم منتهون، وقد مددنا أيدينا لكم مرات ومرات.
اثناعشر. وزارة الصحة (أزمة كورونا). رغم وجود بعض الملاحظات التي طالت إدارتكم للأزمة الصحية، الا أن هذا الأمر لا يحجب مدى المهنية والحرفية التي ظهرت بها الكوادر الطبية، اما فيما يتعلق بتوفير اللقاح فلعل من طيب بعض الفعل تأخير مبتدأ، فحرص الوزارة على انتقاء اللقاح الأنسب رغم التأخير الذي صاحبه بعض اللغط المجتمعي والاعتقاد بأنه أدى إلى أضرار اجتماعية واقتصادية، الا أن ذلك لا ينقص من حقكم في الثناء، فشكرا لكم.