وانتصر سيف القدس
بقلم: إبراهيم عطا
وانتصر “سيف القدس” الفلسطيني على “حارس الاسوار” الصهيوني، والفضل في هذا النصر المرحلي يعود بالدرجة الاولى الى صمود وصلابة المقاومة الباسلة والى وحدة اهلنا على كامل التراب الفلسطيني المحتل، وكذلك الى حملة الدعم والتضامن العربية والعالمية المستمرة والمتصاعدة، وكذلك بفضلك انت يا أخي العزيز من خلال موقفك وتأييدك و ودعمك للحق المشروع للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وفي الدفاع عن ارضه ومقدساته الاسلامية والمسيحية…
وعندما أقول بفضلك انت ومن خلال موقفك او مساهمتك في هذا النصر الكبير فلا اقولها من باب المجاملة او التحفيز، بل لان موقفك الداعم لاخوانك في فلسطين، ومهما اعتبرته بسيطا، إن بالدعاء اوالكلمة او من خلال نقل صوت الحق والحقيقة، فهو كالقطرات الصغيرة التي لو جمعتها لملأت كوبا ولو جمعت الاكواب لملأت دلوا…فلا تستخف او تقلل من دورك في دعم القضية الفلسطينية وتحقيق الانتصار…
وتذكر يا أخي ان موقفك مما يحدث من حولك من قضايا وطنية وقومية وانسانية هو ما يحدد شخصيتك وطريقة تفكيرك ومستوى نضجك و وعيك فيما يتعلق بالقيم والمباديء التي تربينا عليها جميعا، فكيف إن تعلق الامر بارض فلسطين ومسرى الرسول الكريم …
وعبر متابعتنا لمختلف المواقف خلال مواجهة عملية سيف القدس البطولية من بدايتها حتى الان، فقد رأينا أن مواقف بعض دول العالم مثل اوروبا والولايات المتحدة انما تنطلق من مصالحهم المشتركة وتحالفاتهم مع الاقوى حتى لو كان ظالما، او نابعة من احقاد تاريخية دفينة تجاه العرب والمسلمين لا يمكن اخفائها…
أما في دولنا فراينا الكثير من المواقف المشرفة خاصة لشعوبنا العربية التي غضبت وناصرت فلسطين والاقصى بكل ما اوتيت من قوة، ولاحظنا بشكل خاص تقدم الشعب العماني وبروزه في مناصرة المقاومة والقدس الشريف، واستعداده للجهاد والتضحية في سبيل المسجد الاقصى المبارك،…بينما بقيت غالبية الانظمة العربية متمسكة بمواقف إما محايدة وكأن الامر لا يعنيها، او سلبية، وسلبية جدا لدرجة كانت تتمنى معها لو تنتهي هذه المواجهة بانتصار حلفائها الصهاينة حتى لا تتعرض للمزيد من الخجل والاحراج بسبب مواقفها التطبيعية الذليلة، خاصة بعد أن سوقت لبروباغاندا انهزامية مبنية على أن الكيان الغاصب لعرضهم وشرفهم يهزم (بفتح الياء) ولا يهزم (بضم الياء)…
وتابعنا أيضا مواقف مختلفة ومتعددة لشخصيات من اهل العلم والدين، فبينما راينا قمة الأصالة والشهامة في مواقف ثابتة وحاسمة مثل تلك الصادرة عن مفتي سلطنة عمان الشيخ احمد الخليلي، في المقابل لاحظنا النقيض التام لكل معاني الشرف والرجولة والتي ظهرت بمواقف بعض شيوخ الخليج وعلى رأسهم الحاخام المستعرب وسيم يوسف…
وبالعودة الى المواقف الفردية المعبرة عن كبرياء الانسان العربي الاصيل تجاه فلسطين ورفضه للظلم فقد برز الكثير منها في السلطنة وفي العديد من بلدان العالم من خلال الأغاني والقصائد والاعلام والصور والرسوم المناصرة للحق بوجه الاحتلال البغيض، ولا مجال هنا لتعدادها او ذكر اسماء المبادرين بها لكثرتهم… ولكن يا أخي ان كنت من المترددين او ممن يشعرون بالتقصير تجاه هذه القضية المقدسة، فان المواجهة لم تنته بوقف هذه الجولة من القتال، وما هذه الا استراحة المقاتل، ودورك لم ينته بعد، وما زالت امامك الفرص الكثيرة لتعبر عن موقفك الرافض لاخر استعمار على وجه الارض، وربما بصوت اعلى من صوت من سبقوك… وما زال أمام المقاومة ما هو اصعب واهم من هذا الانتصار وهو استثمار هذا النصر المبين بخطوات عملية وملموسة، دون الانسياق وراء بعض المقترحات العربية والغربية الغير مدروسة والتي تعمل على التقليل من هذا الانتصار وحصر الموضوع في التهدئة والمساعدات الإنسانية وغيرها من الخطوات التخديرية…
شكرا لكم جميعا وشكرا لكل من عبر عن تضامنه بالخروج الى الشارع او عبر وسائل التواصل الاجتماعي او التبرعات او قام بارسال دعاء او كلمة محبة ودعم لشعب المقاومة في فلسطين…كل التقدير والاحترام لكم واستمروا “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم، ورسوله والمؤمنون” وان النصر النهائي لقريب وقريب جدا..