بركة اتباع السُنة
السنة هي اتباع هدي الرسول صلى الله وسلم *قولا وفعلا وتقريرا.
ومن بركة اتباع السنة الكريمة، اليُسر والتوفيق وجمع الكلمة والمحبة والوفاء
وقبل ذلك طاعة الله سبحان وتعالى.
قال ابن القيِّم رحمه الله: ” ولا يحبك الله إلا إذا اتبعت حبيبه ظاهراً وباطناً، وصدَّقته خبراً، وأطعته أمراً، وأجبته دعوةً، وآثرته طوعاً، وفنيت عن حكم غيره بحكمه، وعن محبة غيره من الخلق بمحبته، وعن طاعة غيره بطاعته، وإن لم يكن ذلك فلا تتعنَّ، وارجع من حيث شئت، فالتمس نوراً فلست على شيء”.
هذا قبل…
اما بعد…
هناك اليوم من أهل الإسلام!! من المثقفين والباحثين والمفكرين وأشباههم! ؟، يفسرون السنة بحسب عقولهم، بل وحسب قانونهم الوضعي، يقولون؛ الدين يصلح لكل زمان ومكان – وهو حق أريد به باطل – وعليه يعارضون الاحاديث الصحيحة – والعياذ بالله – بسبب الأهواء و الغرور والتعصب والجهل المعقد والمركب.
أين علمهم وشهاداتهم وبحوثهم؟ أين هم من حوادث التاريخ، ونهاية المخالفين لهدى النبي وسنته؟ فالذي ثبته الله على السنة، بقى رمزاً ومثالاً يُحتذى به للأجيال السابقة واللاحقة وإلى قيام الساعة، والذين خالفو السنة، لا يُذكرون إلا بسوء ( إن ذُكروا أصلاً) ، وكما يقال في مزبلة التاريخ – اعزكم الله – فكيف تُسلِمُ فطرتك لمن ينزع إلى قول فلان، و فعل فلان، وهذا يناسب هذا الزمن؟
وكأنهم أرحم بالعباد من الرسول عليه الصلاة والسلام.
قال البخاري رحمه الله: سمعتُ الحميديَّ يقول: كنا عند الشافعي رحمه الله، فسأله مسألة، فقال: ” قضى فيها رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم كذا وكذا” فقال رجلٌ للشافعي: ما تقول أنت؟! فقال: “سبحان الله! تراني في كنيسةٍ! تراني في بِيعةٍ! ترى على وسطي زُنَّارًا؟! ( لباس الكاهن) أقول لك: قضى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وأنت تقول: ما تقول أنت؟!.
ختاما ..
عن جندب بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
” من سمَّع سمَّع الله به، ومن يرائي يرائي الله به”. متفق عليه.
هذا بيان شرعي لكل مسلم، أن الاخلاص والصدق من بركته القبول عند الله سبحانه تعالى ثم عند خلقه.
*أما من استغل مسؤوليته، سواء الوظيفية او الاجتماعية او الفكرية أو هذا الفضاء المفتوح للسمعة والرياء، فسوف يسّمع ويرائي الله به.
فاحذرهم واعرفهم وانقد حديثهم، مهما اعجبك قولهم، قال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ﴾ فمنهم من يُدلِّس ومنهم ينقل الضعيف ومنهم من ينقل الموضوع، ديدنهم الجدال والمراء والخصومات والاعتماد على الإثارة بالاستحسان العقلي.
قال الإمام الشافعي رحمه الله:
” من استحسن فقد شرّع”. أي الاستحسان الذي لا يوافق الكتاب والسنة، يقول رحمه الله شارحا ذلك:
“… لا أعلم أحدًا من أهل العلم رخَّصَ لأحد من أهل العقول والآداب في أن يفتي ولا يحكم برأي نفسه إذا لم يكن عالمًا بالذي تدور عليه أمور القياس من الكتاب والسنة والإجماع والعقل”
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾
اللهم اخذل من خذل سنة النبي صلى الله عليه وسلم واتبع هواه، اللهم انصر من نصر سنة الهادي، اللهم وفق سلطان البلاد إلى ما فيه خير البلاد والعباد، وانصره اللهم بطاعتك واتباع سنة نبيك، وارزقه البطانة الصالحة وجنبه البطانة السيئة، يارب العالمين
ابوخالد