مواطن مستاء أم مواطن ٥ نجوم؟
مواطن مستاء أم مواطن ٥ نجوم؟
هل أنت إيجابي أم سلبي؟ وهل شعرت يوما أنك المطبل الكبير، أم أنك من زمرة المنتقدين؟ أم أنك تعيش في منطقة رمادية؟
هذه التقسيمات قادتني إلى الكثير من الأسئلة التي سالت من الدماغ ووقعت على أطراف الجبين، ما بين الحيرة والدهشة والرغبة والامتناع، لأن الحديث شائك حول هذا الموضوع الذي تغذى جيدا بأفكار وعقليات مختلفة وأصبح متوحشا جدا في فضاءات غير التي ندركها، فضاءات تسمى ب ( الإلكترونية) غير ملموسة ولكنها بكل تأكيد مستشعرة.
أصبحت الأفكار التي تطلق في التواصل الاجتماعي أكثر حدة وعدائية وهي للأسف غذاء للبعض يمضغه نهارا ويبصقه مساء على هيئة كلمات أو سهام تصيب الشخوص والصفات والهيئات والمباني وحتى الحيوانات أكرمكم الله، حتى أصبحت فضاءاتنا كالكعكة المحلاة بالتراب ما إن يذوقها المرء حتى يبصقها؛ لأنها تحوي كلاما أدمنه البعض رغم سوئه، ويشتهيه الآخر رغم قسوته ومرارته، وكأنهم يشتهون جلد الذوات، والمحصلة فضاء غير متزن وفجوة كبيرة بين ما يسمى بالمواطن وما يسمى كذلك بالحكومة، وإذا كنا أكثر دقة (مقدم الخدمة والمستفيد).
الانتقاد الذي تقوده ثورة العقل والتفكير المتزن وطموح الشباب، والذي دائما ما يكون في المنتصف لا يقلل من قيمة العمل ولا يطعن في شرف المهن، يقدم الحلول من أجل المحصول ويترك الاستعراض والاستشراف والدخول في النوايا لأن النوايا لله وحده، هذا هو المطلوب بلا شك وهذا هو المنشود بلا ريبة.
أما غير ذلك فهو شؤم على البلاد والعباد، فنعوذ بالله ممن لا يقيمون وزنا للمقدرات والمكتسبات التي سهر آخرون على بنائها وحملونا أمانتها، فاعملوا لله والوطن والسلطان وتيقنوا أن الكراسي ستتوقف عن الدوران والمناصب مرهونة بوقت لا تدوم، وأن الثابت الوحيد هو الوطن، فكونوا حفظكم الله سواعد بناء لا معاول هدم.