إلى سيدي السلطان مع التحية (13)
إلى سيدي السلطان مع التحية …
قد نخسر معارك ولكننا ننتصر في الحرب
( 13 )
لاشك أنها مرحلة مفصلية لعهدٍ من عهود عُمان.. مرحلة شاءت الأقدار أن تتكالب فيها الكثير من الملفات على جميع الأصعدة الداخلية والخارجية، الإقتصادية والإجتماعية، السياسية والأمنية، منها ما هي تحديات وطنية صرفة نتيجةً لقرارات إستراتيجية كان لابد منها قصد إيجاد رِئاتٍ لتنفس البلاد ولمستقبل أُمة، فكانت الإستثمارات المليارية وما تطلبه ذلك من توفير الموارد. لكن من جانب آخر كانت هناك ملفات هي في أصلها تحديات ذات طبيعة عدوانية إنتهزت الفرصة في غفلة من الزمن وفي مرحلة ظن كثير من الخارج -ومنهم من الداخل- أنها تشبه مرحلة “الرجل المريض” عندما خُطِط لإسقاط الخلافة العثمانية وتم فيها حمل كل ما خف وزنه وغلا ثمنه.
لذا فقد شاهدنا فتح الجبهات من الخارج قصد إنهاك وإشغال عُمان على أكثر من مستوى وفي قتٍ واحد، لتشتيت التركيز وتقليل تأثيرات الجهود الوطنية، لكن تبقى عُمان مدركة لتلك التحديات وتواصل مواجهة الأزمة الإقتصادية والإجتماعية بخططٍ وخطط بديلة كي تضمن أن لا تخرج الخطة المالية عن السيطرة وعن جوهر التوازن الذي رُوهِن عليه.
ورغم أن هناك صراع داخلي وخارجي أيضاً على مستويات أجندات “حارة كل من إيدو إلو” تحاول عرقلة إنطلاقة عُمان إلا أن إلتفاف البلاد سلطاناً وشعباً لتجاوز تلك التحديات مثلت جوهر جهود الحكومة للخروج من الأزمة.. فالمشكلات التي قد تنتج عن الخطة التنموية أمرٌ وارد وتجاوزها بالتصحيح واجب، والتنازل عن موقف سيادي من أجل سلامة مواطن عٌماني هو وجه من وجوه “سياسة الحكمة” تلك السياسة التي نحيل كل من لا يعرفها إلى الشاعر عبدالله بن مدهل المهري ليشرح له ما هي سياسة الحكمة..
سياسة الحكمة تقول له أنتظر * حرب اليمن ما هي كما لعبة قمار
ومواقف التاريخ تعطينـــا عبـــر * ولا عـــاد بانشرح لكم هــــول الدمار
أما عبدالله الشامسي فلا تراه “الحكمة العُمانية” كمواطن فقط إنما هو كل عُمان من شمالها بدُرة تاجها مسندم حتى أرض الرباط ظُفار.. فاليطمئن الأحبة في الداخل والخارج أن عُمان كالوالد يشاهد ويصبر ولكنه يعرف أيضاً كيف يُوجِع في المكان الذي يُوجِع.