وهج الحروف

إغلاق المساجد

ظهرت الاوبئة والجوائح منذ بداية الخلق، وتجمعات البشر، وأسبابها كثيرة منها عن طريق الطيور والحيوان و المخلوقات الأخرى، وكذلك أحيانا تنقلها الرياح وحركة البضائع والمسافرين وغير ذلك بين أقطار المعمورة.

يعتقد أهل الإيمان أن الطاعون و الوباء، جند من جنود الله، يرسلها على من يشاء، بما كسبت أيدي الناس، ومع هذا سبق الإسلام كل الحضارات القديمة والحديثة في الأخذ بالأسباب و الإحترازات الصحية والاجتماعية والاقتصادية والشرعية والأخلاقية وذلك من خلال سنِّ طرق ووضع توجيهات للتعامل معها، من ذلك:

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إِذا سمعتم به ( الطاعون) بأرضٍ؛ فلا تقدموا عليه، وإِذا وقع بأرضٍ، وأنتم بها؛ فلا تخرجوا فراراً منه”.

وجاء في الاثر ان عمرو بن العاص رضي الله عنه خطب النَّاس بالشام وقد اصابتهم جائحة مشهورة، وقال لهم:” أيُّها الناس! إِنَّ هذا الوجع إِذا وقع إِنما يشتعل اشتعال النَّار، فتجنَّبوا منه في الجبال، فخرج، وخرج النّاس، فتفرقوا حتّى رفعه الله عنهم”.

هذا قبل…
أما بعد…

نقل لنا المؤرخون حوادث ومجاعات واوبئة وجوائح خلال أزمان مختلفة من تاريخ البشرية عامة والإسلامية خاصة في مختلف أقطارها، شامها ومصرها ومغربها وغيرها، وتم تطبيق الإجراءات والإحترازات الشرعية التي سنها الرسول عليه الصلاة والسلام ، ومنها ما يحصل اليوم من عزل المناطق الموبوئة والمصابين عن الأصحاء، وطبعا النظافة وغيرها، وكانت من أهم الإجراءات التي ساعدت – بعد لطف الله على رفعها- ( فتح المساجد) تقربا الى الله الذي بيده الأمر كله، وذلك للعبادة والدعاء والإصلاح بين الناس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورد المظالم.

جاء في تاريخ ابن كثير رحمه الله “… كثرت الأمراض بالحمى والطاعون بالعراق والحجاز والشام ، وأعقب ذلك موت الفجأة ، ثم ماتت الوحوش في البرية ، ثم تلاه موت البهائم حتى عزت الألبان واللحمان…. وفيها خرج توقيع الخليفة المقتدي بأمر الله بتجديد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كل محلة، وإلزام أهل الذمة بلبس الغيار، وكسر آلات الملاهي، وإراقة الخمور، وإخراج أهل الفساد من البلاد.”

أخيرا …

نعرف جميعا أن أهل المساجد من افضل الذين تقيدوا ويتقيدون بالإجراءات الصحية، فالتباعد متر ونصف تقريبا بين المصلين ولبس الكمامات والمعقمات وتوقيت معين للصلاة، وهذا الإلتزام بالنسبة للمصلين شرعي قبل ان يكون قانوني.

إن إغلاق بيوت الله بدعوى الخوف من التجمع و انتشار الفيروس، وفي ذات الوقت فتح الأسواق والمطاعم، سبب قد لا يقتنع به المجتمع.

ختاما..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أَحَبُّ البلاد إلى الله مساجدُها، وأبغضُ البلاد إلى الله أسواقها”.

فكيف تُغلَقُ أحبُّ الأماكن إلى الله وتُفتَح أبغض الأماكن إلى الله! ؟، بل قل كيف ستكون النتيجة؟!. ونحن في أمس الحاجة إلى رحمة الله والتقرب إليه في أحب الأماكن اليه.

الحل :

أن تُفتح المساجد وخاصة اننا مقبلون بحول الله على شهر رمضان، شهر القرٱن والعبادة والدعاء والذكر، وتحدد صلاة العشاء والتراويح بوقت معين، أسوةً ببعض دول الجوار، راجين من الله اللطيف أن يرفع عنا هذا الوباء ويستجيب دعاء الصادقين، حين ترفع الأيادي والقلوب والنفوس خاشعة متذللة الى الله.

قال الله تعالى : {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}

اللهم إننا نشكو إليك جهلنا و قلة حليتنا وضعف قوتنا، يارب لا تأخذنا بما فعل السفهاء منا. اللهم ارفع عنا هذا الوباء والبلاء، واحفظ بلادنا وأهلها وسلطانها، اللهم انصره بطاعتك وارزقه البطانة الصالحة وجنبه شر البطانة السيئة، يا رب العالمين.

ابوخالد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى