الهيثم ولي أمرنا و كفى
.
بقلم:محاد الجنيبي
(@mahadjunaibi)
المرتكز الأول: “لو أن أهل عمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك” حديث النبي المصطفى.
المرتكز الثاني ” المواطنون جميعهم سواسية أمام القانون، وهم متساوون في الحقوق والواجبات العامة، ولا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللون أو اللغة أو الدين أو المذهب أو الموطن أو المركز الاجتماعي”، النظام الأساسي للدولة، الباب الثالث (الحقوق والواجبات)، المادة (21).
مرتكزين أساسيين نبدأ بهما مقالنا، أولهما حديث نبي كريم، بعيد عن الإفراط والتفريط، يثبت أن من أتى عمان فقد أمن على نفسه ودينه، وثانيهما دستور وطني، فتحت ابوابه على الشريعة الإسلامية، ورتبت مواده على مبدأ لا ضرر ولا ضرار، فلا عجب أن تظل عمان آمنة مطمئنة لا تبغي فيها فئة على أخرى.
ورغم ذلك يظهر من حين لآخر أفراد أو جماعات تتشدد فتتعصب فتتزمت، وما علمنا عنهم أنهم ممن من الله عليهم فألهمهم الصواب وفصل الخطاب وأوتي من العلم ما أوتي به قلة من العالمين، فعلموا عظمة هذا الدين كما ينبغي، ولكنهم أسرفوا على أنفسهم وعلى غيرهم والله لا يحب المسرفين، ولأن دستورنا منبثق من الشريعة الإسلامية فقد كفل للجميع حرية الدين والمذهب والاعتقاد، وله أن يمارس طقوسه كما يشاء، ولكن دون أن يبغي على الآخر.
الا أن هناك من تعصب وتزمت فزكى نفسه على غيره، وقال للآخر :”فإن اتفقت معي و آمنت بمذهبي فلك ما لنا وعليك ما علينا، وإن اختلفت معي فلم يعد لك شيء وإنما بات عليك”، لذا يكون المختلف عنه كمن خرج من الملة وبات إقصائه وإلغائه واجبا شرعيا، ففكر المتزمت وقدر، ثم صَنّفَ وكَفّر، ثم أذاع ونشر، وقال: “إن غيرنا إلا كذاب أشر، افترى على الله كذبا، فلا مكان له الا في سقر”، ثم بعث الله لمن تزمت وكفر من ينصحه و يخرجه من غيابت الجهل والمذهبية والطائفية، ولكنه أدبر واستكبر، وبقي على ضلاله وأصر، فحق عليه القول و الفعل، وثبت عليه الإثم و الجرم، ولا يلومن الا نفسه، ” و ما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون” الأية 118 من سورة النحل.
وهنا نقول لمن تعصب لمذهبه: هذه عماننا تتسع للجميع، وهواؤها وماؤها وخيراتها لكل العمانيين ولا مكان للتحزب والتمذهب، وتربة عمان الطاهرة لا تنبت فيها بذور الفرقة والتمذهب والخيانة، وإذا ما نبتت فيها هذه البذور الفاسدة فشعب عمان كفيل بإقتلاعها من جذورها، “وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون” الأية 227 من سورة الشعراء.
والسؤال الأكبر الموجه للمتعصبين المتمذهبين والذي يدور في خلج من علم بأمرهم ويهمه أمن عمان الديني ولحمتها الوطنية: ” من هو ولي أمركم؟”
فإن كان ولي أمركم هو ولي أمرنا جلالة السلطان هيثم أيده الله، فعمان وطنكم، تعيشون على ترابها وتنعمون في أمنها وتأكلون من خيراتها ولكم فيها مزيد، وإن كنتم على غير ذلك، فعودوا إلى عمانيتكم و ولي أمركم الحق وأرضكم التي دفن فيها أسلافكم، وكونوا اخوة مهما اختلفتم مع غيركم من المذاهب، أوليس المؤمنون اخوة؟!!.