السيدة الجليلة.. أهمية استراتيجية تحقق غايات الأمن الوطني
بقلم:محاد الجنيبي
(@mahadjunaibi)
منذ العام 1849م عندما أطلق الرئيس الأمريكي تايلور اسم السيدة الأولى على زوجته الراحلة وحتى يومنا هذا، أصبح لقب السيدة الأولى يطلق على زوجات الحكام و الرؤساء، و لعل هذه اللقب يبدو أكثر بريقا في المجتمعات الغربية، كون زوجة الرئيس تضطلع بمهام و مسؤوليات عدة، تتطلب حضورا اجتماعيا و اقتصاديا و سياسيا في أحيان كثيرة، إسلاميا و عربيا لم يحض هذا الامر بذات البريق على الرغم من وجود قيادات نسوية رصع بها التاريخ العماني و العربي و الإسلامي، ذلك لأنه في أحيان كثيرة لا تضطلع زوجات الرؤساء بذات المهام في عالمنا العربي، و في أحيان أخرى يعزى ذلك إلى التخلف و التعصب و التزمت الغير منطقي، و لكن هذا لا يعني بالضرورة غياب السيدة العربية الأولى عن الشهد بشكل كامل.
وإذا تأملنا التاريخ العماني نجد أن السيدة موزة بنت أحمد بن سعيد البوسعيدية خير من لعب دور السيدة القائد، حيث كانت عمة السيد سعيد بن سلطان الذي تولى الحكم خلفا لوالده السيد سلطان بن أحمد، وقد حالت دون تفكك البلاد، فقدمت المشورة لابن أخيها السيد سعيد وساهمت في الحفاظ على الحكم من أعداء الداخل والخارج، وبالرغم من أنها كانت عمة السلطان وليست قرينته، الا أن صلتها بموقع الحكم جعلتها تلعب هذه الدور البارز والمؤثر، فكانت السيدة الأولى حسب المصطلحات الحديثة.
لم يكن مألوفا البتة أن يكون هناك سيدة أولى بالسلطنة قبل العهد الجديد لمولانا السلطان المعظم –أيده الله-، للأسباب التي يعملها الجميع، ولذلك فإن ظهور السيدة الجليلة والزيارات المختلفة التي تقوم بها لبعض ولايات ومحافظات السلطنة، ربما يبدو أمرا غير مألوفا ولكنه لحسن الطالع جذب الرأي العام بشكل إيجابي، فأيده غالبية فئة الشباب من الجنسين الذين تقل أعمارهم عن خمسين عاما، و غالبية المجتمع النسوي، وكافة أطياف المثقفين و أغلبية المتعلمين، الأمر الذي يثبت أن المجتمع العماني مجتمع واع، مثقف، محافظ على الهوية و العادات و التقاليد، آخذا بأسباب التطور و الحداثة، وختاما نستطيع أن نوجز لكم بعض الفوائد الاستراتيجية لوجود سيدة أولى في السلطنة:
1. تمثل القيادة النسائية العليا في الدولة.
2. ملئ الشغور السياسي الاعتباري لمركزية أم الشعب.
3. تحقيق السياسة الوطنية العليا من خلال دعم المقام السامي في كافة القضايا ذات العلاقة.
3. تحقيق العديد من المنافع السياسية والدبلوماسية من خلال علاقات الصداقة مع أسر الملوك والأمراء والرؤساء.
3. نسج علاقات دولية وصداقة مع القيادات النسوية في العالم.
4. الإشراف السلطاني على كافة القضايا المتعلقة بالمرأة والطفل لدى المؤسسات والمنظمات العالمية الحكومية والغير حكومية.
5. القيام بالأدوار الدبلوماسية والبروتوكولية المتعلقة بالأفراح والأتراح مع الدول الأخرى.
7. الرعاية السلطانية للفعاليات المتعلقة بالمرأة والطفل والأسرة.
8. الرعاية السلطانية لمبدأ تحقيق المساواة بين الجنسين بما يتناغم مع العادات والتقاليد والدين الإسلامي.
9. الرعاية السلطانية في حماية حقوق الأمومة والطفولة حسب المادة الدستورية المتعلقة بالمساواة (اللون، الجنس، الطائفة، المذهب، القبيلة، مقدار الجمال،………الخ).
10. دعم الأمن الوطني في أحد محاور القوى الناعمة.