رسميا اليونسكو تدرج سباقات الهجن في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية للسلطنة
وهج الخليج-العمانية
تأكيدا للدور الرائد للسلطنة في توثيق مفردات الثقافة العمانية، وتتويجا للجهود التي تقوم بها وزارة الثقافة والرياضة والشباب، بالتنسيق والتعاون مع اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم والجهات الحكومية الأخرى ذات العلاقة، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” تسجيل سباقات الهجن في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، والذي تقدمت بترشيحه السلطنة ودولة الإمارات العربية المتحدة مؤخرا، وذلك خلال اجتماعات الدورة الخامسة عشرة للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي التي تنعقد خلال الفترة الحالية عبر الاتصال المرئي .
وقررت اللجنة الحكومية الدولية لاتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي التي تعقد اجتماعاتها حاليا إدراج هذا العنصر لما يمثله من موروث ثقافي يسهم في تعزيز روح الاتفاقية ويؤكد على المبادئ التي يبنى عليها إدراج عناصر التراث الثقافي غير المادي للبشرية.
وتعد سباقات الهجن من الموروثات الثقافية التي تنتشر في العديد من دول العالم حيث تقام هذه السباقات من خلال التنافس بين الإبل المشاركة في هذه السباقات وفق أشواط محددة حسب الأعمار، وتشهد هذه السباقات حضوراً جماهيريا كبيرا من قبل جميع شرائح المجتمع.
ونظرا لارتباط الهجن بالإنسان منذ القدم، فقد شهد هذا الموروث تناقلا
متواصلا بين الأجيال حافظت على ممارسته حتى وقتنا الحالي مما يعكس اهتمام الإنسان العماني والعربي واعتزازه بالإبل وافتخاره بها، كما تمثل المشاركة في السباقات فرصة كبيرة لإبراز قدرة ومهارة الإنسان في تدريب وتهيئة الإبل حيث تؤدي خبرة وفراسة المشاركين في هذه السباقات دورا في كسب المراكز المتقدمة كما أن للسلالات دورًا في المنافسة حيث تبرز النوق الأصيلة في صدارة هذه السباقات، ويتسابق الكثير من محبي الإبل في اقتنائها وامتلاكها.
ويتخلل هذه السباقات الكثير من المفردات الثقافية ، كالحرف اليدوية والفنون الشعبية كما تقام المعارض التراثية والفنية التي تعكس عمق وثقافة هذه السباقات، إضافة إلى الحضور الجماهيري الواسع الذي تستقطبه هذه السباقات من مختلف شرائح وفئات المجتمع وهو انعكاس على حجم المنافسة الشريفة في السباق.
ويأتي هذا الإدراج ليؤكد على الاهتمام والرعاية التي تلقاها سباقات الهجن في السلطنة من قبل المؤسسات الحكومية والخاصة التي تشرف على تنظيم ومتابعة هذه السباقات كالهجانة السلطانية والاتحاد العماني لسباقات الهجن، التي كان لتعاونها الأثر الإيجابي في تحقيق هذا الإنجاز، بالإضافة إلى المكانة التي يضطلع بها هذا الإرث لدى أفراد المجتمع وحرصهم على الحفاظ على هذه المفردة الثقافية ودورها الاجتماعي والاقتصادي في حياة البشر على مر العصور.
الجدير بالذكر أن السلطنة كانت قد سجلت تسعة عناصر من مفردات التراث الثقافي غير المادي العماني في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي باليونسكو هي: – البرعة، العازي، التغرود، العيالة، الفضاءات الثقافية للمجالس، الرزفة، القهوة العربية، عرضة الخيل والإبل، والنخلة”